تشير دراسةٌ جديدة إلى أنَّ المعالجةَ بالمضادَّاتِ الحيويَّة وحَدها يمكن أن تكونَ بديلاً آمناً وفعَّالاً عن الجراحة بالنسبة إلى الأطفال المصابين بالتهاب الزَّائدة الحادّ غير المصحوب uncomplicated acute appendicitis بمضاعفات. أشرف على الدراسة الدكتور بيتر مينيسي والدكتورة كاثرين دينس، وهم مساعدان لمدير مركز أبحاث النتائج العلاجيَّة بمعهد الأبحاث في مستشفى الأطفال الوطني في كولومبُس بأُوهايُو.
قالت دينس “لقد كانت الجراحةُ هي المعيارَ الذهبي للرعاية في معالجةِ التهاب الزَّائدة، لأنَّ استئصالَها سيُلغي احتمالَ حدوث الالتهاب مرَّةً ثانية”.
“ولكن، لاحظنا في بداية عملنا أنَّ المصابين بالتهاب الزَّائدة، والذين عُولجوا بالمضادَّاتِ الحيويَّة طوالَ الليل استعداداً للجراحة في صباح اليوم التالي، شعروا بأنَّهم أصبحوا أفضل. لذلك، تساءلنا: هل هم بحاجة إلى الجراحة فعلاً”.
ووَافق مينيس على ذلك قائلاً: “العوائلُ التي اختارت معالجةَ التهاب الزَّائدة عندَ أطفالها بالمضادَّاتِ الحيويَّة، حتَّى أولئك الذين انتهى بهم المطافُ باستئصال الزائدة بعدَ إخفاق تلك المضادَّات، عبَّرت عن أنَّ ذلك يستحقُّ تجربةَ المضادَّاتِ الحيويَّة لتجنُّب الجراحة”.
ولاكتشاف مدى كفاءة المعالجة بالمضادَّاتِ الحيويَّة وحدَها، تعقَّب الباحثون العواقبَ لدى 102 من المرضى بعمر 7-17 سنة، الذين أُصيبُوا بالتهاب الزَّائدة الحادّ غير المصحوب بمضاعفات. واشتملت هذه الحالاتُ على التهاب الزَّائدة الخفيف والباكر – أي أنَّ الزائدةَ لم تتمزَّق وأنَّ الألمَ البطني عندَ الأطفال لم يتجاوز 48 ساعة – فضلاً عن أشياء أخرى.
تلقَّى 37 طفلاً في الدراسة المضادَّاتِ الحيويَّةَ، في حين خضعَ 65 آخرون للجراحة.
جرى إدخالُ الأطفال في مجموعة المضادَّاتِ الحيويَّة إلى المستشفى، وتلقَّوا تلك الأدويةَ وريدياً لما لا يقلّ عن 24 ساعة، ثمَّ تناولوا المضادَّاتِ الحيويَّةَ بشكل أقراص لمدَّة 10 أيَّام بعدَ مغادرة المستشفى.
أظهرَ جميعُ أولئك المرضى تقريباً (95 في المائة) تحسُّناً في غضون 24 ساعة، ولم يحتاجوا إلى الجراحة.
احتاجُ الأمرُ إلى إعادة إدخال مريضين من مجموعة المضادَّاتِ الحيويَّة إلى المستشفى خلال 30 يوماً لاستئصال الزائدة. وبعدَ مضيِّ سنة، لم يحصل التهابُ الزائدة مرةً ثانية عندَ 75 في المائة من المرضى الذين تلقَّوا المضادَّاتِ الحيويَّة، ولم يخضعوا إلى الجراحة.
وفي غضون 30 يوماً من مغادرة المستشفى، كانت معدَّلاتُ الحاجة إلى الرعاية الطبِّية المتعلِّقة بالتهاب الزائدة متماثلةً في كلتا المجموعتين.
قالت دينس: “تدلُّ” النتائجُ “على كفاءة التوصية بالمعالجة غير الجراحيَّة للمرضى وأُسَرهم في الممارسة السريريَّة”.
“يبدي العديدُ من الآباء قَلَقاً من الجراحة بشكلٍ عام، ومن التخدير أيضاً. ولكن يبدو بعضُهم قلِقين جداً من عودة التهاب الزائدة. وهذا أمرٌ جدير بالاهتمام عندَ اختيار الأهل لنوع المعالجة التي ستُقدَّم للطفل”.