نجح رائد الفضاء الأميركي سكوت كيلي في استنبات زهرة في الفضاء تحمل اسم “زينيا”، قال إنها أول نبتة تزهر على متن محطة الفضاء الدولية، بعد فشل محاولات سابقة لطاقم المحطة في استنباتها.
وبدأ رواد الفضاء في زراعة أزهار الزينيا أواخر العام الماضي، لكن بعد نحو أسبوعين لاحظ الطاقم أعراض ارتفاع نسبة الرطوبة المفرط وقلة تدفق الهواء، وبدأت أحواض النباتات بتسريب المياه، وأصبحت الأوراق منحنية وملتفة بشكل غير طبيعي، وبحلول عيد الميلاد كان العفن قد أصاب بعض النباتات.
فأخذ كيلي على عاتقه بعد ذلك مسؤولية زراعة نباتات الزينيا، وأخبر إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) أنه سيقرر متى يسقيها الماء عوضا عن اتباع الجدول، وقال “إذا كنا سنذهب للمريخ ونزرع النباتات، فسنكون مسؤولين عن متى تحتاج الماء”، ورغم أن بعض النباتات ماتت في النهاية، فإنه نجح في رعاية واحدة على الأقل حتى أزهرت.
ونشر كيلي عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر صورة للزهرة -وهي من عائلة الأستر أو النجمية- مفتخرا بأنها أول نبتة تزهر على محطة الفضاء الدولية.
لكن موقع “ناسا ووتش” المعني بأخبار ناسا أشار إلى أن هذه النبتة ليست الأولى التي تزهر في الفضاء، إذ سبقتها إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية نبتة “أرابيدوبسيس” التي نجح أحد طواقم رواد فضاء محطة “ساليوت” السوفياتية آنذاك في رعايتها حتى أزهرت عام 1982 وأنتجت بذورا. وتلت ذلك محاولات أخرى ناجحة في الأعوام 1984 و1996 و2012.
ولا يعني تعفن النبات ووفاته أنه عديم الفائدة، ذلك أن طاقم المحطة الأرضي سيعمل على دراسته عندما يعود الرواد بعينات منه، حتى يتوصلوا إلى فهم كيف تختلف زراعة النبات في الفضاء الخارجي -وتحديدا في المريخ- عن زراعتها بالأرض.
وقد اختارت ناسا نبات الزينيا في هذه المرحلة من المشروع لأنه يملك دورة نمو أطول من الخس الروماني الذي زرعه الطاقم آخر مرة، مما يجعل منها منطلقا مهما نحو زراعة الطماطم.
يذكر أن طاقم محطة الفضاء الدولية نجح العام الماضي في زراعة الخس الأحمر وأتيح له تناوله، وسيتطلب الأمر وقتا أطول كي يتمكن رواد الفضاء من تناول طماطم تزرع في الفضاء، حيث لا تخطط ناسا لإرسال بذور إلى محطة الفضاء الدولية حتى حلول عام 2018.
المصدر : مواقع إلكترونية,الألمانية