قالَ باحِثون إنَّ معرِفة كيف تستجِيبُ أدمِغةُ الجُنود، الذين يُعانُون من اضطراب ما بعد الصدمة (اضطراب الكَرب التالي للرض post-traumatic stress disorder)، إلى الوُجوه التي تظُهر تعابيرَ الغضب قد تُساعِدُ على تحسين تشخيص هذه الحالة.
أضاف الباحِثون أنَّه، يصعُب أحياناً تشخيصُ اضطراب ما بعد الصدمة، لأنَّ الأعراضَ تختلِف بشكلٍ كبيرٍ بين شخصٍ وآخر، ويُمكن أن تَتشابه أعراضُ هذا الاضطراب، مثل ضعف الذَّاكِرة ومشاكِل الانتِباه، مع أعراض ارتِجاج الدِّماغ concussion.
وجدَ الباحِثون أنَّ دارات الدِّماغ المتواصلة بشكلٍ قويّ جدَّاً، عند الجُنود الذين يُعانُون من اضطراب ما بعد الصدمة، جعلتهم أكثر انسِجاماً مع الوُجوه التي تظهر عليها تعابير الغضب، بالمُقارنة مع التي تظهر عليها تعابير الفرح.
قالَ المُشرِفُ على إعدادِ الدِّراسة الدكتور بنجامين دونكلي، من مُستشفى الأطفال المرضى في تورنتو: “يعُود السببُ في زيادة إدراك الغضب، عندَ من يُعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، إلى دارات الدَِّماغ المُعقَّدة، حيث تكون آليَّاتُ الاتِّصال بين عددٍ من المناطق الرئيسيَّة التي تتحكَّم بالخوف والانفِعالات مُرتبِطةً ببعضها بعضاً بشكلٍ قوي”.
اشتَملتِ الدِّراسةُ على 20 جنديَّاً كنديَّاً يُعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، و 25 شخصاً سليماً (مجمُوعة المُقارنة)، حيث راقب الباحِثون نشاطَ الدِّماغ لديهم في أثناء مُشاهدتهم لصُور تظهر فيها وُجوهٌ غاضبة وفرِحة.
قال دونكلي: “ربَّما تُقدِّمُ نتائجُ الدِّراسة معلوماتٍ حول الإدراك المُفرط للتهديد (يُسمَّى فرط التيقُّظ hyperarousal)، عند الجنود الذين يُعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، ممَّا يُساعِدُ على ابتِكار طرقٍ جديدة لتقييمِ العِلاج وتحديدِ متى يُصبِح الجنديّ جاهزاً للعودة إلى الخدمة”.
“تفاجأنا عندما وجدنا أنَّ جميعَ الدَّارات الرئيسيَّة في الدِّماغ كانت مُتَّصِلةً بشكلٍ قويّ عند الجنود الذين يُعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، وقد يُفسِّرُ هذا لماذا تكون الاستِجاباتُ الانفِعاليَّة مُباشرةً وتلقائيَّة بشكلٍ كبيرٍ، ولماذا تُحرِّضُ صُورُ الوجوه الغاضِبة الشعورَ بالتهديد عند هؤلاء الجنود. تُؤكِّدُ نتائجُ الدِّراسة على التحدِّيات التي تُواجهها هذه الشريحةُ من المرضى، وتُسلِّطُ الضوءَ على الحاجة إلى ابتكار طرق مُعالجة مُناسبة”.
المصدر : kaahe