أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ المُعالجة باستخِدام مُميِّعاتِ الدَّم، عن طريق الوريد intravenous clot-busting، قد تُفيدُ مرضى السَّكتة الذين احتاجُوا إلى المُساعَدة في حياتهم اليوميَّة قبلَ إصابتهم بالسَّكتة.
قالَ الباحِثون إنَّ هذه الشَّريحةَ من مرضى السَّكتة غالباً ما تُستثنى من التَّجارِب السريريَّة للمُعالجة باستِخدام مُميِّعاتِ الدَّمِ، ممَّا يُؤدِّي إلى عدم توفُّر معلومات كافِية حول حالاتهم، وبذلك قد لا يُعالِجُهم الأطبَّاءُ بمُميِّعاتٍ قويَّةٍ للدَّم عندما يُعانُون من السَّكتة.
قال المُشرِفُ على إعداد الدِّراسة الدكتور هينريك غينسيك، اختصاصيّ طبّ الأعصاب لدى مستشفى جامعة باسيل في سويسرا: “تُبرهِنُ نتائجُ دراستنا على ضرورة أخذ هذه الشريحة من المرضى في الاعتبار عندَ إجراء التَّجارب السريريَّة التي تحتوي على مجموعات مُقارنة”.
اشتَملتِ الدِّراسةُ على أكثر من 7400 شخصٍ عانوا من سكتة نقص التروية ischemic stroke، وعُولِجوا بأدويةٍ مُميِّعةٍ للدَّم؛ وقالَ الباحِثون إنَّ 7 في المائة من هؤلاء المرضى احتاجوا مُساعدةً في حياتهم اليوميَّة قبلَ الإصابة بالسَّكتة.
بيَّنتِ الدِّراسةُ أنَّه، في أثناء الأشهر الثلاثة من بعد المُعالجة بمُميِّعات الدَّم، كان المرضى الذين احتاجوا إلى المُساعدة قبلَ الإصابة بالسَّكتة أكثرَ عرضةً للوفاة بمرَّتين، بالمُقارنة مع الذين لم يحتاجوا إلى المُساعدة قبلَ الإصابة بالسَّكتة؛ ولكن كانت مُستوياتُ النزف الدِّماغي والعواقب السيِّئة مُتشابِهةً عند المجموعتين.
كما بيَّنت الدِّراسةُ أيضاً أنَّه، بالنسبِة إلى المرضى الذين تمكَّنوا من النجاة خلال الأشهر الثلاثة الأولى، كان المرضى الذين احتاجوا سابقاً إلى المُساعدة أقلّ عرضةً لأن تكونَ العواقبُ لديهم سيئةً، بالمُقارنة مع المرضى الذين لم يحتاجوا إلى المُساعدة سابقاً، وذلك من بعد أن أخذ الباحِثون في اعتبارهم عوامِلَ مثل العُمر وشدَّة السَّكتة.
قال غينسيك: “ربمَّا تكون المخاوفُ من زيادة مُعدَّلات المُضاعفات، عند المرضى الذين احتاجوا إلى المُساعدة قبل الإصابة بالسَّكتة، غيرَ مُبرَّرة؛ وقد يكون من الأفضل وضعها جانباً بحيث لا تُشكِّلُ حجرَ عثرة أمام إجراء المزيد من الأبحاث”.
قالَ الباحِثون إنَّه، قبل السَّكتة، كان الخرفُ ومرض القلب ومرض العظام من أكثر الأسباب شُيوعاً لحاجة المرضى في هذه الدِّراسة إلى المُساعدة في حياتهم اليوميَّة؛ وبالمُقارنة مع المرضى الذين لم يحتاجوا إلى المُساعدة قبلَ الإصابة بالسَّكتة، كانوا أكبرَ في العُمر وغالبيتهم من الإناث وكانت السكَّتة لديهم أكثر شدَّةً، كما كانوا أكثرَ عرضةً لأن تُوصَف لهم أدويةٌ مُميِّعة للدَّم.
المصدر : kaahe