بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ الدُّهانَ على الألعاب، المُستَخدَمة في الحدائقِ العامَّة، يحتوي على كمِّياتٍ كبيرةٍ من معدن الرَّصاص السَّامّ toxin lead، وهي كميَّةٌ أكبر بأربعين مرَّة من المُستويات التي تنصح فيها الجهات الصحيَّة.
تفحَّصَ الباحِثون عيِّناتٍ أخذوها من 26 حديقة عامَّة في جنوبي بريطانيا، وقالوا إنَّ النتائجَ التي توصَّلوا إليها تُثير القلق، نظراً إلى أنَّ الرَّصاصَ يُعدُّ من المعادن ذات السُّمية المرتفِعة، ممَّا دفع بالحكومات إلى الحدّ من استخدامه تدريجيَّاً؛ وأضافوا أنَّ الأطفالَ هُم الشَّريحة الأكثر عرضةً إلى تأثيرات التسمُّم بالرَّصاص، حيث يُمكن لهذا المعدن أن يُؤثِّرَ في النماء البدنيّ والنفسيّ عند الطفل، وأنَّ مُجرَّد كميَّات قليلة منه يُمكنها أن تُحدِث الضَّرر.
كما تفحَّصَ الباحِثون أيضاً عيِّناتٍ من بِنى عامَّة أخرى (272 واحِدة)، مثل الجسور وحُجيرات الهواتف العامَّة “التقليديَّة”.
قالَ الباحِثون إنَّهم اكتشفوا كميَّاتٍ من الرَّصاص في جميع العيِّنات، وأنَّ نسبةً تتجاوز 33 في المائة من تلك العيِّنات احتوت على تراكيز للرصاص تتجاوَز المعايير التي تُحدِّد نسبة الرَّصاص بحوالي 5000 ميكروغرام في كلّ غرام.
كان مُتوسِّطُ مُستوى الرَّصاص في جميع العيِّنات هو حوالي 1000 ميكروغرام في كل غرام، ولكن وصلت بعضُ تلك المُستويات إلى حوالي 100 ألف ميكروغرام في كل غرام؛ ولم يكن هذا الأمرُ حِكراً على الألعاب والتجهيزات التي هي في حالة سيِّئة أو تخضع للإصلاح، بل حتى في البنى المطليَّة حديثاً ولا تُوجد عليها علاماتٌ تُشير إلى تقشير طبقة الدهان، حيث تجاوزت مُستوياتُ الرَّصاص فيها المعاييرَ الرسميَّة.
يجب التنويهُ إلى أنَّ هذه الدِّراسةَ لا تُظهِرُ بشكلٍ مُباشرٍ أيّ ضررٍ يُصيب الأطفال أو بقية الشرائح البشريَّة من مُجرَّد مُلامسة الألعاب والتجهيزات في الأماكن العامَّة، إنَّما تُسلِّطُ الضوءَ على مسألة مهمَّة تتعلَّق بصحَّة الناس والأشخاص الذين يعملون في مجال الترميم والصِيانة.
يُمكن التقليلُ من خطر تعرُّض الأطفال إلى معدن الرَّصاص، عن طريق تشجيعهم على غسل اليدين بعدَ استخدام الألعاب الموجودة في الحدائق والمُنتزهات العامَّة.
المصدر : kaahe