بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ استِخدامَ مُضادَّات الاكتِئاب antidepressants يُضاعِف من خطر الانتِحار عندَ الأشخاص دُون 18 عاماً من العُمر، وقد يكون هذا الخطرُ بالنسبة إلى البالغين لا يُستهان به أيضاً.
قالَ الباحِثون إنَّ هذا الخطرَ يحتاج إلى إعادة تقييم، لأنَّ الدراساتِ السابِقةَ لم تُركِّز بشكلٍ فعليّ عليه. ولهذا السبب، تفحَّصوا نتائِجَ 70 دِراسة حول 5 أنواع من المُضادَّات الحيويَّة، وانصبَّ اهتِمامهم على الإفاداتِ حول حالات الوفاة والانتِحار والأفكار المُتعلِّقة بالانتِحار أو مُحاوِلات الانتِحار والسلوك العدوانيّ وحالة تُسمَّى تعذُّر الجلوس نفسيّ المنشأ (التَّمَلمُل) akathisia.
بيَّنتِ النتائجُ أنَّ الأطفالَ، الذين يتناوَلون مُضادَّات الاكتِئاب، كانوا أكثرَ عرضةً للأفكار الانتِحارية أو مُحاوَلات الانتِحار والعدوانيَّة، ولكن قالَ الباحِثون إنَّه لم يقضِ أيّ من الأطفال المُشارِكين في الدِّراسة نحبه، ولم يُواجه البالِغون زِيادةً في خطر تلك المشاكِل.
يجب التنويهُ إلى أنَّ النتيجةَ حول الميل عند الأشخاص في مُقتبل العُمر نحو التفكير في الانتِحار أو مُحاولته، في أثناء تناوُلهم مُضادَّات الاكتِئاب، ليست جديدة، وهي معروفةٌ لأكثر من عقدٍ من الزَّمن.
انطوت الدِّراسةُ على شيءٍ من الانتِقاد للكميَّة القليلة من البيانات حول أضرار تناوُل مُضادَّات الاكتِئاب والطريقة التي قُدِّمت فيها تِلك البيانات، وقالَ مُعدَّو الدِّراسة إنَّ هذا يجعل من الصعب تقدير الفُرصة الحقيقيَّة للضرر الناجِم عن تناول هذه الزمرة الدوائيَّة؛ ونوَّهوا إلى الدُّور السلبيّ للشركات المُصنَّعة من ناحية عدم الإشارة إلى هذا الضرر من خلال اللصاقات المُستخدَمة على علب الأدوية.
بشكلٍ عام، لا يجب على الإنسان التوقُّف عن تناوُل مُضادَّات الاكتئاب فجأةً استناداً إلى نتائج هذه الدِّراسة، وفي حال كان هناك شعُورٌ بالقلق حول التأثيرات الجانبيَّة لهذه الأدوية، فمن الأفضل استِشارة الطبيب، لأنَّ التوقُّفَ فجأةً عن تناولها قد يُشكِّلُ خطراً.
المصدر : kaahe