علوم وتكنولوجيا

فيروس زيكا يشكل تهديداً للصحة على مستوى العالم، بحسب منظمة الصحة العالمية

صرَّحت منظَّمةُ الصحَّة العالميَّة أنَّ فيروسَ زيكا المنقول بالبعوض يمثِّل تهديداً عالمياً على الصحَّة، وذلك استناداً إلى الاشتباه بأنَّ هذا الفيروسَ ربَّما كانَ مسؤولاً عن آلاف العيوب أو المشاكل الخِلقيَّة في البرازيل السنةَ الماضية.

في حين أنَّ وباءَ زيكا Zika epidemic ظهرَ لأوَّل مرَّة في البرازيل الربيعَ الماضي، فقد انتشرَ منذ ذلك الحين إلى أكثر من 20 بلداً في أمريكا الجنوبيَّة والوسطى ومنطقة الكاريبي. ومع أنَّه لم يَثبُت وجودُ علاقة سبب ونتيجة، لكنَّ الكثيرَ من خبراء الصحَّة العامَّة يَتَخوَّفون من أن تؤدِّي الإصابةُ بذلك الفيروس إلى صِغَر الرأس microcephaly، وهو حالةٌ تسبِّب ولادةَ أطفال مصابين بضررٍ دماغي دائم ورؤوس صغيرة جداً.

تقدِّر منظَّمةُ الصحَّة العالميَّة أنَّه ربَّما يكون هناك زهاء 4 ملايين حالة زيكا في الأمريكيَّتين (الجنوبية والوسطى) في السنة القادمة. ولكن، لا توجد حتَّى الآن نَصائحُ للحدِّ من السفر أو التجارة إلى تلك المناطق.

اكتُشفَ فيروسُ زيكا لأوَّل مرَّة في أوغندة عام 1947؛ وحتَّى السنة الفائتة، لم يكن يُعتقَد أنَّه يعرِّض لمخاطر صحِّية كبيرة. ولكن، في الحقيقة، لم تظهر أعراضٌ عندَ نحو 80 في المائة من الناس الذين أُصيبُوا بالعدوى.

لكنَّ زيادةَ الحالات والعيوب الولاديَّة في البرازيل خلال السنة الماضية – والتي يمكن أن تتجاوزَ 4100 حالة – دفعت مسؤولي الصحَّة إلى تنبيه النساء الحوامل أو اللواتي يفكِّرنَ بالحمل إلى اتِّخاذ الاحتياطات أو التفكير بتأجيل الحمل.

ومن الاحتياطات الواجِب اتِّخاذها تأجيلُ السفر إلى المناطق المشتَبهة؛ وفي حال السفر الضروري، لابدَّ من التقيُّد بإجراءات الوقاية الشخصيَّة، مثل ارتداء ألبسة ذات أكمام طويلة واستعمال المواد الطاردة للبعوض؛ بالإضافة إلى تجنُّب أخذ الدم من العائدين من السفر إلى تلك المناطق.

تبدي إدارةُ الأغذية والأدوية الأمريكيَّة اهتمامَها بموضوع مصادر الدم المتبرَّع به؛ ولكن، من المعلوم أنَّ وجودَ فيروس زيكا في الدم قصيرٌ جداً عندَ المصابين، حيث يزول من الدم عندَ معظم الأشخاص بعدَ نحو أسبوع.

يرى مسؤولو الصحَّة الأمريكيُّون أنَّ الجهودَ، الرامية إلى إيجاد لقاح لفيروس زيكا، سوف تستفيد من الدروس المستَخلَصة من الحملات الأولى ضدَّ الفيروسات الأخرى المنقولة بالبعوض.

لذلك، يعمل الباحثون على لقاحين محتملين، كلٌّ منهما يعتمد على لقاحاتٍ باكِرة حُضِّرَت استجابةً لفاشياتٍ outbreaks سابقة لفيروس غربي النيل West Nile virus وحمَّى الضَّنك dengue. ويمكن أن يكونَ لقاحُ زيكا جاهزاً للتجارب السريريَّة مع نهاية هذا العام، ولكن قد يستغرقَ تسويقُه لعامَّة الناس عدَّةَ سنوات.

بعضُ المرضى الذي يُصابون بفيروس زيكا قد لا تظهر لديهم أعراض؛ ولكنَّ الأعراضَ التي قد تحدث تكون خفيفةً جداً، تشتمل على الحمَّى والطفح وألم المفاصل واحمراء العينين أو التهاب الملتحمة، وتدوم من يومين حتَّى أسبوع.

وتتجلَّى الخطورةُ عند الحوامل المصابات بالفيروس، كما ذكرنا. ومن النادر جداً أن يحدثَ مرضٌ خطير أو وفاة عندَ المصاب بالفيروس. وليس هناك أدلَّةٌ على أنَّ هذا الفيروسَ يبقى في جسم المصاب بشكلٍ مزمن، بحيث قد يؤثِّر في الحمول اللاحقة في المستقبل.

يعمل الباحثون على تحرِّي وجود ارتباط بين الإصابة بفيروس زيكا ومتلازمة غِيَّان باريه Guillain-Barre syndrome، وهي اضطرابٌ عصبيّ نادر يؤدِّي إلى ضعف عضلي وشلل يدوم بضعَ سنوات.

المصدر : kaahe

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى