يشهد العالم في هذه الأيام تهديداً خطيراً يتمثل بالتحديات والمشكلات البيئية والصحية والاقتصادية والسياسية المتفاقمة، والتي كانت سببا مهما في تفشي وانتشار الأمراض الغامضة والمحيرة التي لا تزال قيد البحث والدراسة، عدا عن ظهور أمراض جديدة انتشرت بشكل غير مسبوق بين البشر.
وبحسب بعض الخبراء، فقد تم منذ عام 1967، اكتشاف ما لا يقلّ عن 39 عاملاً من العوامل الممرضة الجديدة، بما في ذلك الفيروسات المسبّبة للأيدز وحمى إيبولا النزفية وحمى ماربورغ والمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة.
أما الأخطار الأخرى القائمة منذ قرون عدة، مثل الإنفلونزا الجائحة والملاريا والسل، فلا تزال تهدّد صحة الإنسان بسبب تعرّضها لمجموعة من الطفرات وزيادة مقاومتها للأدوية المضادة للجراثيم وهشاشة النُظم الصحية في الكثير من البلدان. و يؤكد العديد من الخبراء والباحثين ان تحسين الأمن الصحي على الصعيد العالمي، أصبح اليوم مسؤولية مشتركة تستوجب تعاون الجميع، من اجل تعزيز أنشطة الرصد لمكافحة تلك الأمراض او الحد من انتشارها، وتوفير الإمدادات الطبية الأساسية ودعم بعض الدول الفقيرة التي تعاني من تفشي تلك الأمراض. هذا بالإضافة الى إيجاد خطط سريعة لاحتواء وتقليل تلك المشكلات البيئية المتفاقمة التي قد تكون سببا في انتشار العديد من الأمراض الخطيرة.
لذا يرى الخبراء في هذا الشأن انه عندما يصحّ الجسم يصح العقل، ويتعافى، ويفكر بطريقة سليمة تحسِّن حياة الانسان، وبذلك أصبحت الصحة مطلبا عالميا.
الحمى السوداء
وفي هذا الشأن يحذر العلماء من أن تغير المناخ وزيادة التحركات السكانية قد يؤديا إلى انتشار داء “كالا آزار” (المعروف أيضاً بداء الليشمانيات الحشوي أو الحمى السوداء) في المواقع التي لم تتأثر بهذا المرض حتى الآن. وبينما يتوطن مرض الحمى السوداء في 98 دولة، مما يعرض 350 مليون شخص على مستوى العالم لخطر العدوى، تمثل الإصابة في سبع دول فقط (هي بنجلاديش والبرازيل والهند وإثيوبيا وكينيا ونيبال وجنوب السودان) أكثر من 90% من الحالات الجديدة.
“من بين ما يقدر بنحو 500,000 شخص في العالم يصابون بالمرض كل عام، يعتقد أن الكثير منهم يعيشون في بنجلاديش ونيبال والهند، وفقاً لمنظمة أطباء بلا حدود. وينتقل المرض عادة إلى الإنسان عن طريق لدغة أنثى ذبابة الرمل الناقلة له. ويهاجم المرض الجهاز المناعي، ويتسبب في معدل وفيات يصل إلى 95% إذا لم يعالج المصابون خلال مدة تتراوح بين أسبوعين إلى شهر. وعلى الصعيد العالمي، يشكل الأطفال 70% من معدل الوفيات الناجمة عن المرض سنوياً.
وقال سولومون مبوك، مدير معهد البحوث الطبية في كينيا: “نحن قلقون من أنه مع تغير المناخ وزيادة هطول الأمطار، وارتفاع درجة الحرارة والرطوبة قد تنتقل ذبابة الرمل أو توسع نطاق توطنها”. وفي كينيا، يتم الإبلاغ عن ما يقدر بنحو 4,000 حالة إصابة بالحمى السوداء سنوياً إلى وزارة الصحة. وفي إثيوبيا التي تسجل 5,000 إلى 7,000 حالة سنوياً، يعزي تامرات أبيبي، رئيس قسم الأحياء الدقيقة في مستشفى تيكور أنبيسا في جامعة أديس أبابا، حالات التفشي الأخيرة للمرض في المناطق المنخفضة في متيمة وحميرة في شمال غرب البلاد إلى التغيرات المناخية وهجرة السكان. وتقع المنطقتان على ارتفاع يتراوح بين 500 و700 متر فوق مستوى سطح البحر.
وقال أبيبي أن “أوبئة الحمى السوداء قد ظهرت في مناطق مثل ليبو كيميكيم في منطقة أمارا في شمال غرب إثيوبيا. والحالات الجديدة مثيرة للقلق؛ نظراً لأن تلك المناطق لم تكن في السابق من المناطق التي يستوطن فيها المرض، ولم يتم التخطيط لأية تدخلات هناك”. ويقول العلماء إن تحركات السكان من المناطق التي يستوطن فيها المرض يمكن أن تؤدي أيضاً إلى انتشار المرض. ويذكر أن البلدان الفقيرة التي يظهر فيها العبء الأكبر لأمراض المناطق المدارية المهملة، بما في ذلك الحمى السوداء، عرضة على وجه الخصوص لتغير المناخ.
وقال أيشيشيم كاساهون، الباحث في جامعة أديس أبابا، أن “معظم الحالات الجديدة التي تم الإبلاغ عنها في إثيوبيا كانت لعمال المياومة الذين يسافرون إلى المناطق التي يتوطن فيها المرض من أجل جني المحاصيل”. من جهته، أخبر كورت ريتميجر، استشاري الحمى السوداء في منظمة أطباء بلا حدود، أن “العمال الذين ينتقلون من المدن الصناعية إلى ديارهم في المناطق الريفية خلال العطل يحملون المرض إلى ديارهم. وإذا كانت ديارهم مواتية للذباب الناقل فمن المرجح أن يظهر المرض في القرية.”
ويعتقد الخبراء أن الاكتشاف والعلاج المبكر للمرض، بالإضافة إلى توزيع الناموسيات في المناطق التي يتوطن فيها أمران مهمان للسيطرة عليه. وقال أبيبي من جامعة أديس أبابا أنه “من المهم اكتشاف الحالات النشطة من خلال المراقبة وتطوير لقاح وقائي وعلاجي ضد المرض”. وفي عام 2012 أطلق معهد بحوث الأمراض المعدية، تجارب سريرية على لقاح داء الليشمانيات الحشوي/الحمى السوداء.
وما يثير القلق أيضاً ظهور مقاومة للعقاقير، فطبقاً لما ذكره معهد بحوث الأمراض المعدية، فإن “ظهور سلالة من داء الليشمانيات الحشوي مقاومة للعقاقير زاد من الحاجة الملحة إلى وضع استراتيجيات علاجية مطورة”. وقد دعت المبادئ التوجيهية التي أطلقتها الحكومة في كينيا في عام 2012 إلى استخدام مجموعة اختبار التشخيص السريع ومراكز الاختبار المتنقلة وتوزيع الناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية في المناطق التي يكون فيها المرض أكثر انتشاراً.
وعادة ما تستمر دورة العلاج 30 يوماً يتم خلالها حقن المريض بحقن “ستيبو غلوكونات الصوديوم”. وقد أوصت لجنة خبراء منظمة الصحة العالمية المعنية بمكافحة داء الليشمانيات الحشوي باستخدام ستيبو غلوكونات الصوديوم والأروموميسين كخط أول للعلاج من الحمى السوداء في شرق أفريقيا. وعلى الرغم من أن خليط العلاجين قد خفض مدة العلاج إلى النصف تقريباً، بالإضافة إلى رخص سعره نسبياً، إلا أن معظم الدول لم تبدأ بعد في استخدامه. ويظهر على الأشخاص المصابين بالمرض أعراض حمى لفترة طويلة وتضخم في الطحال والكبد وفقدان كبير في الوزن وفقر تدريجي في الدم.
فيروس “الإيبولا”
وبخصوص فيروس الإيبولا؛ قالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية إن غينيا تواجه تفشيا لم يسبقه مثيل لوباء “الإيبولا” في الوقت الذي تكافح فيه لاحتواء حالات إصابة مؤكدة بالفيروس تنتشر حاليا في مناطق متباعدة. ويأتي تحذير المنظمة التي لها خبرة في جهود مكافحة “الإيبولا” في وسط افريقيا بعد أن دعا رئيس غينيا للهدوء عقب وصول عدد الوفيات المرتبطة بتفشي المرض على الحدود مع ليبيريا وسيراليون الى نحو 80 شخصا.
وأقلق تفشي أحد أكثر الأمراض المعدية فتكا في العالم عددا من الحكومات ذات الأنظمة الصحية الضعيفة ودفع السنغال إلى اغلاق حدودها مع غينيا و دولاً مجاورة أخرى لتقييد السفر وعمليات التبادل عبر الحدود. وأظهرت أرقام وزارة الصحة في غينيا وفاة 78 من بين 122 حالة اشتبه في اصابتها بالمرض. وأوضحت الوزارة أن الرقم يضم 22 إصابة مؤكدة بالتحليل المعملي بالإيبولا.
وقال ماريانو لوجلي منسق مشروع أطباء بلا حدود في كوناكري: “نواجه وباء بحجم لم نره من قبل من حيث انتشار الحالات في البلاد”. وقالت المنظمة إنها تكاد تكون شاركت في جميع حالات التفشي التي حدثت في الآونة الأخيرة والتي وقع أغلبها في مناطق نائية بدول وسط افريقيا، إلا ان غينيا تكافح الآن للسيطرة على المرض في مواقع كثيرة يبعد بعضها عن بعض مئات الكيلومترات. وأضاف لوجلي: “انتشار وباء الإيبولا في مساحات كبيرة من البلاد مثير للقلق لأنه يؤثر بشدة في جهود المنظمات التي تعمل على محاربته”.
– ويتركز وباء الإيبولا -الذي يودي بحياة 90% من المصابين به- في جنوب شرق غينيا لكن السلطات استغرقت ستة اسابيع قبل أن تكتشفه الأمر الذي ساعد على انتشاره.
وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة طارق جاسرفيتش، إن ما يصل إلى 400 شخص تم تصنيفهم على انهم من حاملي فيروس الإيبولا المحتملين في غينيا وسيراليون وليبيريا. وقال: “يجب علينا العثور على أماكن هؤلاء الناس وفحصهم”. واذا تأكد ان جميع الوفيات كانت بسبب مرض “الإيبولا” الذي يؤدي إلى القيء والاسهال والنزف الخارجي فسيكون هذا أشد وباء فتكا منذ وفاة 187 شخصا في بلدة لويبو بمقاطعة كاساي الشرقية في الكونجو عام 2007.
وكان أول اكتشاف للايبولا عام 1976 في جمهورية الكونجو الديمقراطية التي كانت تعرف وقتها باسم زائير. وكانت آخر مرة ظهرت فيها سلالة زائير في عام 2007 حين توفي 187 شخصا في الكونجو بنسبة وصلت إلى 74% من المصابين. وحذرت منظمة أطباء بلا حدود من انها تواجه مهمة صعبة لأن الإصابات تنتشر في أماكن متباعدة. وانتقدت المنظمة الحكومات والمنظمات العالمية المعنية بالصحة لعدم بذلها ما يكفي من الجهد للتصدي للأمر.
وفي ليبيريا كانت هناك سبع حالات مشتبه بها، أو تأكدت اصابتها، توفيت منها اربع حالات. وعما اذا كان تفشي المرض لا سابقة له قال جريجوري هارتل المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية إنه كان هناك تفش أكبر في كل من جمهورية الكونجو الديمقراطية والكونجو وأوغندا.
وقال هارتل: “تسبب الإيبولا قلقا كافيا ويجب ان نكون حذرين للغاية بشأن وصف شيء لا يزال حتى الآن تفشيا بحالات متفرقة”. ولكن برونو يوخوم المدير العام لمنظمة أطباء بلا حدود قال إن انتشار التفشي لعدة أماكن ومدينة مثل كوناكري يعيش بها نحو مليوني شخص هو أمر لافت للاهتمام. وأضاف انه بالنظر لمعدلات الوفاة الكبيرة بين الحالات التي تم التعرف عليها فيجب التعامل مع الأمر على انه غاية في الخطورة.
فيروس “شيكونجونيا”
من جانب اخر يدق فيروس “شيكونجونيا” الذي يحمله البعوض ويؤدي إلى الشعور بالألم وينتشر سريعا عبر الكاريبي ناقوس الخطر في هايتي وجمهورية الدومنيكان المجاورة حيث يهرع مسؤولو الصحة للتعامل مع زيادة عدد المرضى الجدد. واكتشف “شيكونجونيا” وهو عبارة عن فيروس يوجد بصورة شائعة في أفريقيا وآسيا وينتقل من خلال نفس بعوضة الزاعجة المصرية التي تقوم باللدغ خلال النهار والتي تسبب حمى “الدنج” المميتة لأول مرة في شرق الكاريبي منذ أشهر.
ومنذ ذلك الحين والفيروس يقفز من جزيرة لأخرى مرسلاً آلاف المرضى إلى المستشفيات مصابين بآلام في المفاصل وصداع شديد وارتفاعات في درجة الحرارة. وقال مسؤولو الصحة إن هناك سبع حالات وفاة مرتبطة بهذا الفيروس لكن هؤلاء الموتى يحتمل أنهم قد عانوا من مشاكل صحية أخرى. و”شيكونجونيا” عادة غير مميت وتبدأ الأعراض في التلاشي في غضون أسبوع.
ولا يوجد لقاح أو علاج يمكنه إن يشفي من الفيروس. ويستخدم الباراسيتامول لعلاج الارتفاعات في درجات الحرارة. وتشتبه وزارة الصحة في جمهورية الدومنيكان بوجود 14 ألف حالة إصابة. وقالت هايتي وجمهورية الدومنيكان إنهما ستقومان برش مبيدات لقتل البعوض وحثتا السكان على تدمير أراضي التكاثر مثل برك المياه الراكدة.
جنون البقر
الى جانب ذلك أكدت البرازيل ظهور حالة ثانية من مرض جنون البقر اللانمطي بعد عام من الحظر الذي فرضته دول عدة على واردات البرازيل من لحوم البقر عندما ظهرت حالة مماثلة. وقالت وزارة الزراعة إن مختبرا في ويبريدج بانجلترا معتمدا من المنظمة العالمية لصحة الحيوان أكد انها حالة طبيعية من مرض جنون البقر اللانمطي غير المرتبط بالتغذية الملوثة. وجاء في بيان الوزارة ان البقرة (12 عاما) والتي عثر عليها نافقة في مجزر بولاية ماتو جروسو قد ولدت ولم تغادر قط نفس المزرعة التي تتغذى فيها الماشية على المراعي الطبيعية والاملاح المعدنية ولا يتم اطعامها بأي مواد اخرى.
وتحدث الحالات التقليدية لمرض جنون البقر عندما تتغذى الماشية على علف يحتوي على مخ أو نخاغ حيوانات مجترة اخرى والذي اصبح محظورا تقريبا في كل الدول المنتجة للحوم الابقار بما في ذلك البرازيل. وفي الحالات اللانمطية يصاب الحيوان من خلال حمل بروتين المرض وليس من خلال امدادات التغذية. وقالت الوزارة انه تم احراق البقرة النافقة ولم تدخل اي من اجزائها في السلسلة الغذائية.
بكتيريا فتاكة
قال مسؤولون في الأمم المتحدة إن انتشار بكتيريا فتاكة مقاومة لأشد المضادات الحيوية فاعلية لم يعد مجرد تكهنات لكنه بات واقعا الآن في مختلف أنحاء العالم. وقالت منظمة الصحة العالمية في تقرير إن البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية يمكن أن تؤثر في أي شخص ينتمي لأي فئة عمرية في أي بلد. وأضافت أنها باتت تمثل الآن تهديدا كبيرا للصحة العامة و”ستكون التداعيات مدمرة”.
وقال كيجي فوكودا، مساعد المدير العام لمنظمة الأمن الصحي: “نواجه مشكلة كبيرة الآن وكل المؤشرات تدل على أنها ستزداد اتساعا”. وقالت منظمة الصحة العالمية في أول تقرير عالمي لها بخصوص مقاومة المضادات الحيوية اعتمد على بيانات من 114 دولة أنه تم اكتشاف بكتيريا فتاكة قادرة على مقاومة حتى أشد أنواع المضادات الحيوية فاعلية في جميع المناطق في العالم.
وقال فوكودا: “العالم يتجه الآن لفترة ما بعد المضادات الحيوية حيث يمكن للعدوى المعتادة والجروح الطفيفة التي ظلت قابلة للعلاج على مدار عقود من الزمن أن تقتل مرة أخرى”. وتنتج المقاومة للعقاقير عن سوء استخدام أو الافراط في استخدام المضادات الحيوية وهو ما يشجع البكتريا على تطوير سبل جديدة للتغلب عليها.
ولم يطرح في الأسواق خلال العقود القليلة الماضية سوى عدد قليل من المضادات الحيوية الجديدة وتشكل جهود تطوير المزيد من المضادات الحيوية سباقا مع الزمن، حيث يتطور عدد من أنواع البكتريا المعدية بشكل متزايد إلى بكتيريا مقاومة حتى لأشد أنواع المضادات الحيوية فاعلية والتي لا يستعان بها إلا في حالات الضرورة القصوى.
فيروس “كورونا”
الى جانب ذلك عثر العلماء على أجسام مضادة طبيعية لدى البشر لفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) وقالوا إن اكتشافهم يمثل خطوة على طريق ابتكار علاج لهذا المرض الذي يفتك بالبشر. ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية مرض فيروسي شبيه بمرض إلتهاب الجهاز التنفسي الحاد (سارس) وظهر لأول مرة عام 2012 وانتشر في منطقة الشرق الأوسط، فيما رصدت عدة حالات أخرى حول العالم وأدى خلال الاسابيع الاخيرة الى قرع ناقوس الخطر في الأوساط الدولية مع تزايد حالات الإصابة والوفيات في السعودية.
ولا يوجد حاليا أي علاج ناجع او لقاح ضد المرض الذي يصيب الجهاز التنفسي. ومن بين أعراضه السعال والحمى وضيق التنفس ويمكن ان يؤدي الى الإلتهاب الرئوي والفشل الكلوي. لكن في دراسات نشرت في دوريتين علميتين قال علماء من الولايات المتحدة والصين وهونج كونج إنهم رصدوا ما يعرف باسم الأجسام المضادة المانعة للاصابة التي بمقدورها ان تقوم بدور رئيسي في منع الفيروس من الإلتصاق بالمستقبلات الذي يتيح له إصابة خلايا الإنسان.
والأجسام المضادة بروتينات يفرزها جهاز المناعة ومهمتها التعرف على الفيروسات والبكتيريا التي تهاجم جسم الانسان. والأجسام المضادة المانعة للاصابة لا تتعرف فقط على فيروسات بعينها بل إنها تمنع اصابة خلايا العائل ما يعني في نهاية المطاف عدم إصابة البشر أو الحيوانات بالفيروس.
وفي دراسة أوردتها دورية علوم الامراض المعدية رصد فريق بحثي تحت اشراف صينيين اثنين من هذه الاجسام المضادة بمقدورهما منع عدوى الخلايا بفيروس “كورونا” وذلك في التجارب المعملية. وقال العلماء: “على الرغم من كونها نتائج مبكرة الا أنها تشير الى أن هذه الاجسام المضادة على وجه الخصوص؛ يمكن أن تكون واعدة للتدخل لعلاج فيروس كورونا”.
وفي دراسة أخرى أوردتها دورية وقائع الأكاديمية القومية للعلوم قال فريق من الولايات المتحدة إنه اكتشف مجموعة من سبعة اجسام مضادة مانعة للاصابة وهو ما يعضد احتمالات ابتكار لقاح او علاج للمرض.
ولم يتوصل العلماء حتى الآن على وجه الدقة الى كيفية اصابة البشر بهذا الفيروس إلا انه رصد في الخفافيش والإبل. ويقول كثير من الخبراء إن الإبل هي المصدر الحيواني الأكثر ترجيحا الذي ينقل العدوى للبشر. وعبرت منظمة الصحة العالمية عن قلقها لتزايد حالات الاصابة بالمرض في السعودية، وقالت إنها تعتزم إيفاد فريق من الخبراء الدوليين الى المملكة هذا الاسبوع للوقوف على أسباب تفشي المرض.
المصدر : altibbi