علوم وتكنولوجيا

طابِعةٌ مُتطوِّرةٌ ثُلاثيَّة الأبعاد تُظهر إمكانية صنع نسج وأعضاء جديدة

قالَ باحِثون إنَّ نوعاً جديداً من الطابِعات المُتطوِّرة ثُلاثيَّة الأبعاد قد يتمكَّن من صِناعة عضلاتٍ وعِظامٍ وأنواع أخرى من النُّسُج التي تنجح في الطُعوم عند البشر

أطلقَ الباحِثون على هذه الآلة اسم الطابِعة البيولوجيَّة bioprinter، حيث يُمكنِها طِباعة خلايا في نماذج ذات طبقات، من أجل صنع نسيج للبدن أو حتى أعضاء مُعقَّدة، ولكن ما يزال مقياسُ أو معيار البِنى البشرية المطبوعة يُشكِّل عقبةً أمام هذا الابتكار.

قالَ الدكتور غلين غرين، الأستاذ المُساعد في طبّ الأذن والأنف والحنجرة عند الأطفال لدى جامعة ميشيغان: “عندما نصنع شيئاً أكبر حجماً، سيُصبِحُ أكثرَ لزوجةً وتتفكَّك أجزاؤه، وسنواجه أيضاً مشكلة قلَّة عدد أوعية الدَّم في النسيج المصنوع في الطابعة البيولوجيَّة، حيث لا يُمكن صِناعة نُسج أكبر بدون أوعية دمٍ تمدُّها بالمواد المُغذِّية والأكسجين”.

“ولكن، يبدو أنَّ هذه الطابعةَ البيولوجيَّة الجديدة ستنجح في التغلُّب على هذه التحدِّيات، حيث تمتلِك قدرةً على صُنع نسج أكبر، ويُمكن استخدامها كطعوم عند البشر”.

قال الباحث الرئيسيّ الدكتور أنثوني أتالا، مدير معهد ويك فورست للطبّ التجديديّ في ونستون سالم: “نأمل في أن نتمكَّنَ في نهاية المطاف من ابتكار طابِعةٍ ثُلاثيَّة الأبعاد تصنع أيَّ نوع من النسج البشريَّة، بهدف استبدال النسج المُتضرِّرة بسبب الصدمات أو الأمراض أو العيوب الخلقيَّة؛ وحتى ننجح في هذا، يجب أن نأخذَ خلايا من جسم المريض حتى لا يُهاجم جهازُ المناعة النسيجَ الجديد، وهذا هو هدفنا في المُستقبل، ولكن تبقى عقباتٌ كثيرة أمامنا قبلَ أن تُصبِح هذه الطابعة جاهزة للاستخدام مع البشر. حالياً، يُمكن استخدامُ الطابعة لصنع أذن أو عظمة أو نسيج عضليّ بشريّ”.

قالَ الباحِثون إنَّهم احتاجوا إلى أكثر من 10 سنواتٍ من العمل لابتِكار هذه الطابعة البيولوجيَّة، التي تصنع مادَّة تُشبه البلاستيك ولديها القُدرة على التحلُّل الحيويّ بحيث تمنح النسيج المطبوع شكله، مع خلايا عالِقة في حبر ذي أساسٍ مائيّ؛ كما يمتلك النسيج أيضاً نظاماً من القنوات المجهريَّة تسمح بانتِشار المواد المغذيَّة والأكسجين من البدن إلى البِنى إلى أن يتشكَّلَ نظام من أوعية الدَّم.

ولكن، نوَّه الباحِثون إلى أنَّه لا يعلمون بدقَّة كيف سيُصبِح حالُ النسج المطبوعة على المدى الطويل؛ بالإضافة إلى أنَّهم استخدموا في التجارب، التي قاموا بها في هذه الدِّراسة، موادّ لا تحمل موافقة على استخدامها مع البشر؛ فمثلاً صنعوا قطعةً من عظم الفك باستخدام خلايا جذعيَّة أُخِذت من السائل السلوي أو الأمنيوسي (السائل المُحيط بالجنين في الرَّحم amniotic fluid). أضاف الباحِثون أنَّهم سيركِّزون أوَّلاً على بِنى بسيطة لا تتحرَّك ولا تتعرَّض إلى الوزن، مثل الأذن والأنف أو عِظام الجمجُمة، وذلك قبل الانتِقال إلى تجرِبة بِنى أكثر تعقيداً، مثل القلب والكُلى والبنكرياس.

المصدر : kaahe

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى