علوم وتكنولوجيا

نوعٌ جديد من جراحة إنقاص الوزن أقلّ خطورة وتكلفة

قالَ باحِثون إنَّ نوعاً جديداً من جِراحة إنقاص الوزن يُقدِّمُ بديلاً عن النوع التقليديّ لجِراحة البَدانة bariatric surgery، عند الأشخاص الذين يُعانون من البدانة التي تتراوَح بين الخفيفة إلى المُتوسِّطة.

يُسمَّى هذا الإجراءُ رأبَ المعِدة الشبيه بالكمّ بواسطة المِنظار endoscopic sleeve gastroplasty، ويشتمِل على استِخدام المِنظار (أنبوبٌ مرِنٌ يجري إدخاله عن طريق الفم)، بدلاً من إحداث بَضع أو شقّ في الجسم. عندما يصل المِنظارُ إلى المعِدة، يضع الجرَّاح غُرزاً فيها ممَّا يجعلها أصغر حجماً ويُغيِّرُ من شكلها.

بيَّنت الدِّراسةُ أنَّ هذا الإجراءَ الجديد أدَّى إلى إنقاص حوالي 50 في المائة من الوزن الزائد بعد 6 و 9 و 12 شهراً من الخُضوع إليه.

قالَ مُعِدُّ الدِّراسة الدكتور بارهام أبو داية، اختصاصيّ الجهاز الهضميّ لدى مايو كلينيك في روتشستر: “يُساعِد المنظارُ الجرَّاحَ على الوُصول إلى نقطة التقاء المعِدة مع المريء، ليضع غُرزاً تجعل المعِدةَ تبدو مثل كُمّ بحجم قطعة الموز، ويجعل منها معِدةً صغيرةً؛ ويُؤدِّي هذا إلى تأخير إفراغ المعِدة، ويبقى الطعامُ في داخلها لفترةٍ أطول، ويمنح المرضى فُرصةً لاتِّباع أنظمةٍ غذائيَّةٍ قليلة السُّعراتِ الحراريَّة (أقلّ من 1000 سُعرةٍ حراريَّةٍ في اليوم)، وبدون الشعور بالجُوع طوال الوقت”.

“نحن لا نقطع أو نستأصل أي جزء من المعِدة أو السبيل الهضميّ، ممَّا يُقلِّلُ من خطر نقص التغذِية، لأنَّ السبيلَ الهضميّ والمعِدة لا يتعرَّضان إلى أي تغيير”.

“يحتاج هذا الإجراءُ الجديد إلى المزيد من الأبحاث، ولكن نعتقد أنَّه سينجح أكثر من الأنواع التقليديَّة في جراحة إنقاص الوزن، ناهيك عن تكلفته المُنخفِضة”.

ولكن، يبدو أنَّ بعضَ الخبراء لم يقتنعوا بفعَّالية هذه الإجراء الجديد، حيث قال الدكتور سبهاش كيني، اختصاصيّ جِراحة إنقاص الوزن والأستاذ المُساعِد لدى المركز الطبِّي في مستشفى ماونت سيناي/نيويورك: “حاول جرَّاحون العملَ بطُرقٍ مُشابِهةٍ باستخدام الشقّ الجراحيّ، ولكنها لم تنجح؛ وإضافةً إلى هذا، كانت فترةُ هذه الدراسة قصيرة ولم يأخذ الباحثون في اعتبارهم أنَّ جراحةَ إنقاص الوزن تميل للفشل من بعد الخُضوع إليها بعامين وأكثر”.

تقول المراكزُ الأمريكيَّة لمُكافَحة الأمراض والوِقاية منها إنَّ أكثر من ثُلث سكَّان الوِلايات المُتَّحِدة يُعانون من البدانة، وإنَّ البدانة ليست مشكلةً تتعلَّق فقط بمظهر الإنسان، بل يُمكن أن تُؤدِّي إلى مشاكل صحيَّة خطيرة مثل السكَّري من النوع الثاني وأنواع مُعيَّنة من السرطان وارتِفاع ضغط الدَّم وارتفاع مستويات الكولسترول ومرض القلب والسَّكتة.

تهدُف جِراحةُ إنقاص الوزن إلى الحدّ من كميَّة الطعام التي يتناولها الإنسان، وهي من الخيارات التي يلجأ إليها من يتجاوز مُؤشِّر كتلة الجسم لديهم 40 درجةً، ويُمكن أيضاً أن يخضعَ إليها من يصل هذا المُؤشِّر لديهم إلى 30 درجةً أو أكثر ويُواجهون خطر بعض المشاكل الصحيَّة، مثل السكَّري من النوع الثاني.

اختبرَ الباحِثون هذا الإجراء الجديد على 25 شخصاً بديناً كان مُؤشِّر كتلة الجسم لديهم 36 في المُتوسِّط، وكان مُتوسِّطُ أعمارهم 48 عاماً (كان 3 منهم فقط من الرِّجال).

قالَ الباحِثون إنَّ الإجراءَ نجحَ في إنقاص ما يتراوح بين 45 و 53 في المائة من الوزن الزائد عند المُتطوِّعين، وكانت المعلومات حول وزن البدن مُتوفِّرةً فقط لثمانية مرضى بعدَ 20 شهراً من الإجراء؛ وفي ذلك الوقت، حافظ 5 مرضى على النقص في وزن البدن، بينما استردَّ 3 مرضى الوزن الذي فقدوه.

بيَّنت الدِّراسةُ أنَّ 3 مرضى تعرَّضوا إلى تأثيراتٍ جانبيةٍ خطيرةٍ من بعد الإجراء، مثل انخِماص الرِّئة collapsed lung وجلطات الدَّم في الرئتين، ولكن تماثل الجميع للشفاء. قال الباحِثون أنَّهم عدَّلوا بعضَ الشيء في الإجراء بعد تلك الحالات، بحيث لم يُعانِ أي من المرضى من مثل هذه التأثيراتِ الجانبيَّة.

المصدر : kaahe

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى