بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ الأطفالَ، الذين يُعانون من طيف اضطراب التوحُّد autism وغيره من الاضطرابات النمائيَّة، هُم أكثر ميلاً من بقيَّة الأطفال للتجوُّل بدون وجهة ووضع أنفسهم في مُواجهة خطر مُحتَمل.
تفحَّصَ الباحِثون بياناتٍ لأكثر من 4000 طفلٍ من أصحاب الاحتياجات الخاصَّة، تراوَحت أعمارُهم بين 6 و 17 عاماً.
قال الباحِثون إنَّ أكثرَ من 26 في المائة من الأطفال هاموا على وجوههم مُبتعِدين عن البيئة الآمنة التي يعيشون فيها خلال عامٍ سابِقٍ، وحدث هذا الأمرُ غالباً في أماكِن عامَّة، وكان الأطفالُ في عمر تراوح بين 6 و 11 عاماً أكثرَ ميلاً للتجوُّل بدون وجهة، بالمُقارنة مع الأطفال في عُمر 12 عاماً وأكبر.
أضاف الباحِثون أنَّ هذه النسبةَ المئويَّة تُشيرُ إلى أنَّ أكثر من 250 ألف طفل، في عُمر المدرسة من مرضى التوحُّد أو غيره من الاضطرابات النمائيَّة، يتجوَّلون مُبتعِدين عن رقابة أو إشراف البالغين كل عام.
قال الباحِثُ الرئيسيّ الدكتور أندريو أديسمان، رئيس قسم طبّ الأطفال النمائيّ في مركز كوهين الطبِّي للأطفال في نيويورك: “أصبح تجوُّلُ الأطفال الذين يُعانون من التوحُّد مسألةً تُثيرُ القلق، فهو لا يُشكِّلُ فقط تهديداً لسلامتهم وعافيتهم، بل يُمكن أن يُسبِّب الشدَّةَ والقلق يومياً للأهل”.
بيَّنتِ الدِّراسةُ أنَّ الأطفالَ، الذين يهيمون على وجوههم، كانوا أكثر ميلاً لعدم إدراك الخطر، وللصعوبة في معرفة الفرق بين الأشخاص المُقرَّبين والغُرباء، وإلى مواجهة تقلُّباتٍ فُجائيَّة في المزاج؛ كما كانوا أيضاً أكثر ميلاً للمُبالغة في رُدود أفعالهم تجاه المواقف والأشخاص، وللغضب بسرعة والذعر عند مُواجهة تغيير أو حالاتٍ جديدة.
قال أديسمان: “وجدنا أنَّ الأطفالَ، الذين لديهم ميل كبير نحو التجوُّل، كانوا أقلّ ميلاً للاستِجابة بشكلٍ مُناسب لرِجال الشرطة أو طاقم الإنقاذ، ممَّا قد يُعرِّضُ سلامتهم إلى المزيد من الخطر؛ وبذلك يجب أن يُدركَ من يتعامل مع هذه الشريحة من الأطفال في مثل هذه الحالات أنَّهم قد يُبالغون في ردود أفعالهم تِجاه التدخُّلات التي يُقصد بها سلامتهم، وربَّما لا يستجيبون للتعليمات البسيطة أو الأسئلة المُوجَّهة إليهم”.
هيلث داي نيوز، روبرت بريدت
المصدر : kaahe