قالَ باحِثون إنَّهم اكتَشفوا خللاً جِينيَّاً يُؤثِّرُ في نماء الدِّماغ عند الأشخاص الذين يُعانُون من مُتلازِمة داون Down syndrome، وإنَّ هذا الاكتِشافَ قد يُؤدِّي إلى طُرق مُعالجةٍ جديدةٍ.
قال مُساعِدُ المُشرف على فريق الباحِثين طارق حيدر الأستاذ المُساعِد في علم التشريح والبيولوجيا العصبيَّة لدى كليَّة الطبّ في جامعة بوسطن: “نعتقد أنَّ اكتِشافَ التغيُّرات الجينيَّة، التي تُؤثِّرُ في التواصُل داخل الدِّماغ، يُساعِد على تحديد مناطق جديدة في أدمغة مرضى مُتلازِمة داون، بحيث تستهدفها طُرقُ العلاج”.
قارن الباحِثون بين نشاط الجيناتِ في مناطِق مُختلِفة من الدِّماغ عند مرضى مُتلازِمة داون في مرحلهم نموهم من رُضَّع إلى بالغين، ووجدوا أنَّ تخلُّقَ المادَّة البيضاء التي تعزُل الأليافَ العصبيَّة في الدِّماغ يتغيَّر عندما ينتقل مرضى هذه المُتلازِمة من مرحلة الطفولة إلى البلوغ.
قالَ الباحِثون إنَّ هذه التغيُّرات تحدُث بسبب عيوب خلقيَّة مُعيَّنة في خلايا الدِّماغ التي تُشكِّلُ المادَّة البيضاء، وتُؤدِّي إلى إبطاء النقل العصبيّ nerve transmission.
أضافَ الباحِثون أنَّ نتائجَ الدراسة كانت غير مُتوقَّعة، لأنَّ النظريةَ المعياريَّة تقول إنَّ التغيُّرات التي تُؤدِّي إلى الإعاقة العقليَّة تحدُث كلّها قبل الوِلادة عند مرضى مُتلازِمة داون.
قال حيدر: “ربَّما تُساعِدُ نتائجُنا على تصميم إستراتيجيَّاتٍ تهدُف إلى تعزيز وظائف الدِّماغ، وتحسين نوعيَّة الحياة”.
قالَ الباحِثون إنَّ نتائجَ الدِّراسة قد تُبرهِنُ أيضاً على أهميتها بالنسبة إلى الاضطرابات النمائيَّة الأخرى، مثل التوحُّد، وأضافوا أنَّ مُتلازِمةَ داون تُصيب طفلاً واحِداً من كل 691 حالة وِلادة لصغارٍ أحياء، ويبلغ عدد مرضى هذه المُتلازِمة حوالي 400 ألف في الوِلايات المُتَّحِدة وحدها.
المصدر : kaahe