بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ نصفَ عدد المُراهِقين، الذين يدخلون عيادات الطوارئ في الوِلايات المُتَّحِدة، يُفِيدون عن كونهم ضحايا للعُنف أو البلطجة عبر الإنترنت، وتُفيد نسبة 25 في المائة عن أعراضٍ تُشبِه اضطراب ما بعد الصدمة أو الشدَّة post-traumatic stress disorder.
تفحَّصَ الباحِثون حالات أكثر من 350 مُراهِقاً تلقَّوا العِلاج في عيادات الطوارئ في المُستشفى لأيّ سببٍ، ووجدوا أنَّ 46.5 في المائة أفادوا عن مُواجهتهم للعُنف على أيدي مُراهِقين آخرين، وقالت نسبة 47 في المائة تقريباً إنَّهم كانوا هدفاً للبلطجة عبر الإنترنت، بينما قالت نسبة 59 في المائة إنَّهم تعرَّضوا إلى عُنف المُجتَمع.
قالَ مُعِدُّو الدراسة إنَّ أكثرَ من 23 في المائة من المُراهقين أفادوا عن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة أو الشدَّة، وظهرت أعراضٌ للاكتئاب تتراوح بين المُتوسِّطة والشديدة عند حوالي 14 في المائة، بينما قالت نسبة 11 في المائة إنَّه كانت لديهم أفكار تتعلَّق بالانتِحار خلال العام السابِق.
وجدَ الباحِثون صِلةً قويَّةً بين أعراض اضطراب ما بعد الصدمة أو الشدَّة وكون المُراهق تعرَّضَ إلى البلطجة أو العُنف عبر الإنترنت، أو تعرَّضَ إلى عُنف المُجتَمع، أو مُعاقرة الخمرة أو الإدمان على المُخدِّرات؛ وقالت نسبةٌ قليلة من المُراهقين، الذين لديهم أعراض اضطراب ما بعد الصدمة أو الشدَّة، إنَّهم تلقَّوا رِعاية ما للصحَّة النفسيَّة في العام السابِق.
قال الباحِثون إنَّ النتائجَ تُظهِرُ أنَّ البلطجةَ والعُنف عبر الإنترنت واضطراب ما بعد الصدمة أو الشدَّة من المشاكل الشائعة والمُرتبِطة ببعضها بعضاً عند المُراهقين، وإنَّ التعرُّفَ إليها مُبكِّراً ومُعالجتها من المسائل المهمَّة جداً.
قالت المُشرِفةُ على فريق الباحِثين الدكتورة ميغان راني، من مستشفى هاسبرو للأطفال في رود آيلاند: “يترافق اضطراب ما بعد الصدمة أو الشدَّة عند المُراهقين مع اضطراباتٍ وظيفيَّة طويلة الأجل، بالإضافة إلى تردِّي الصحَّة البدنيَّة وضعف الأداء المدرسيّ وزيادة الحاجة إلى الخدمات الطبيَّة”.
“وبغضّ النظر عن توفُّر العلاج الفعَّال، لاحظنا أنَّه غالباً ما يغفل الأطبَّاءُ عن تشخيص هذا الاضطراب، وبذلك لا يحصل المرضى على المُعالجة المطلوبة، خصوصاً لدى الأطفال والمُراهقين”.
“يُمكن لهذا الاضطراب أن يُسبِّبَ الضرر على المدى الطويل لنوعيَّة الحياة عند المُراهق، وغالباً لن تتحسَّن حالته إن لم يتلقَّ العلاج”.
“تُشير نتائجُ دراستنا إلى أنَّ مثل هذه المشاكل شائعة في مُجتمعاتنا المُعاصِرة، كما تُسلِّطُ الضوءَ أيضاً على مسألة مهمَّة، وهي أنَّ المُراهقَ الذي لديه تارِيخ من البلطجة عبر الإنترنت أو العنف من قِبل أقرانه سيكون أكثر عرضةً لأن تظهر لديه أعراض اضطراب ما بعد الصدمة أو الشدَّة، وهو اضطرابٌ يُمكن عِلاجه بسهولة في حال جرى التعرُّف إليه مُبكِّراً وبشكلٍ صحيح”.
هيلث داي نيوز، روبرت بريدت
المصدر : kaahe