أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ الصورَ التحذيريَّة المُستخدَمة على عُلب السجائر تُفعِّلُ مناطِقَ في الدِّماغ مسؤولة عن الامتِناع عن التدخين.
قالَ المُعدّ الرئيسيّ للدِّراسة ريموند نياورا، مُدير قسم العلوم لدى معهد شرودر لأبحاث التبغ/واشنطن: “يُمكن الاستِفادةُ من نتائج هذه الدراسة بهدف تكثيف الجهود الرامية إلى إيصال رسائل حول التأثيرات السلبيَّة للتدخين، وتشجيع الناس على الامتِناع عن هذه العادة السيِّئة”.
“ما يزال التَّبغُ السببَ الرئيسي الذي يُمكن الوِقاية منه للوفاة في الوِلايات المُتَّحِدة، وتُظهِرُ دراساتٌ كثيرة فعَّاليةَ اللصاقات التحذيريَّة ممَّا يجب أن يدفعَ بصنَّاع القرار إلى الاستمرار في دعم هذه التوجهَّات الهادِفة إلى الحدّ من انتشار التدخين”.
أجرى الباحِثون تصويراً للدِّماغ عند 19 بالغاً يافِعاً من المُدخِّنين؛ وفي أثناء التصوير، عرضوا عليهم صوراً غير بيانيّة وصوراً بيانيَّة مُستخدَمة على علب السجائر كلُصاقاتٍ تحذيريَّة؛ فعلى سبيل المثال، تضمَّنت واحِدةٌ من الصور فماً مفتوحاً بأسنانٍ مُتعفِّنة وورمٍ في الشَّفة السفلى، وقارنوا هذه الصورة بعبارةٍ تقول: “تحذير، السجائر تُسبَِّب السرطان”.
قالَ الباحِثون إنَّ مُشاهدةَ الصورة البيانيَّة حرَّض النشاطَ في منطقتين في الدِّماغ هُما اللوزة amygdala والمنطقة أمام الجبهيَّة المُتوسِّطة medial prefrontal region، وهما منطقتان مسؤولتان عن الانفِعالات وصنع القرار والذَّاكِرة.
قال مُساعِدُ المُشرِف على إعداد الدراسة أداما غرين، اختصاصي علم الأعصاب الإدراكي لدى المركز الطبِّي في جامِعة جورج تاون: “تستجيب منطقةُ اللوزة للتحريض الانفِعالي القويّ، خصوصاً الخوف والاشمئزاز، وتميل التجاربُ الانفعالية الشديدة إلى التأثير في صنع القرار عندَ الإنسان”.
قال مُساعِدُ المُشرِف على إعداد الدراسة دارن مايس، الأستاذ المُساعد في علم الأورام لدى مركز لومباردي الشامل للسرطان في جامعة جورج تاون: “تُؤكِّدُ نتائجُ دراستنا على ما توصَّلت إليه دراساتٌ سابِقة طَلبَ فيها الباحِثون من المُشاركين الإفادةَ حول استجابتهم للصور التحذيريَّة الموجودة على علب السجائر”.
“نأمل أن تُساعِدَ نتائجُنا على فهم العوامِل البيولوجيَّة الكامِنة وراء الاستِجابة لمثل هذه الصور التحذيريَّة، وعلى معرِفة كيف تعمل هذه التحذيرات بحيث تدفع نحوَ إحداث تغيُّراتٍ في السلوك”.
هيلث داي نيوز، روبرت بريدت
المصدر : kaahe