أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ تناوُلَ مُكمِّلات فيتامين د في أثناء الحمل لا يُحسِّنُ من كثافة العِظام عند الصِّغار؛ ولكن قال الباحِثون إنَّه، بالنسبة إلى الصِّغار الذين يُولَدون في الشِّتاء، قد تُساعِد مُكمِّلاتُ هذا الفيتامين على الوِقاية من انخِفاض مُستوياته بسبب النقص في أشعَّة الشمس خلال هذا الفصل.
بيَّنت دِراساتٌ سابِقةٌ أنَّ المُستوياتِ المُرتفِعةَ من فيتامين د، عند النِّساء في أثناء الحمل، تترافق مع زِيادةٍ في كثافة العِظام عند الصِّغار، وتنصح الإرشاداتُ الطبيَّة في بريطانيا بتناوُل مُكمِّلات الفيتامين عند جميع الحوامل؛ ولكن تنصح الكليَّةُ الأمريكيَّة لأطباء النِّساء والتوليد بتناوُل هذه المُكمِّلات فقط عند الحوامل اللواتي يُعانين نقص مُستويات فيتامين د.
اشتملت الدِّراسةُ على أكثر من 1100 امرأة بريطانيَّة، كُنَّ في فترة حمل تراوحت بين الأسبُوع الرابع عشر والسابِع عشر، ولديهنَّ مُستوياتٌ تراوحت بين المُنخفِضة إلى الطبيعيَّة من فيتامين د؛ وتناول نصفهنَّ 1000 وحدة دوليَّة من فيتامين د في اليوم إلى أن ولدن صغارهنَّ، بينما تناول النصفُ الثاني دواءً وهميَّاً (مجمُوعة المُقارنة).
قالَ الباحِثون إنَّه بشكلٍ عام لم تظهر اختِلافاتٌ ملحُوظة في كتلة العِظام بين الصغار الذين ولدتهم أمَّهات تناولن مُكمِّلات فيتامين د، والصِّغار الذين ولدتهم أمَّهات تناوَلن دواءً وهميَّاً؛ ولكن بالنسبة إلى الصغار الذين وُلِدوا في الشتاء من أمَّهاتٍ تناولن مُكمِّلات الفيتامين، كانت كتلةُ العِظام أكبر بالمُقارنة مع الصغار الذين تناولت أمهاتهم دواءً وهميَّاً.
كما وجدَ الباحِثون أيضاً أنَّه، بالنسبة إلى الأمَّهات اللواتي ولدن صغارهنَّ في الشتاء، انخفضت مُستوياتُ الفيتامين في الفترة بين الأسبوع الرابع عشر والرابع والثلاثين من عُمر الحمل عند مجموعة الدواء الوهميّ، ولم يحدث هذا الأمرُ عند النساء في مجموعة مُكمِّلات الفيتامين.
قال الباحِثون إنَّ هذا يُشيرُ إلى أنَّه، بالنسبة إلى النِّساء في المراحل الأخيرة من الحمل في الشتاء، قد تُساعِد مُكمِّلات فيتامين د على الوِقاية من انخِفاض المُستويات الطبيعيَّة من الفيتامين والذي يُسبِّبهُ النقص في ضوء الشمس.
قال مُساعِدُ مُعدّ الدراسة نيكولاس هارفي، أستاذ طبّ الروماتِزم وعلم الأوبئة السريريّ لدى جامِعة ساوثمبتون: “تزداد كثافةُ العظام عند الجنين في المرحلة الأخيرة من الحمل؛ وبما أنَّ الشمسَ هي أهم مصدر لفيتامين د، تميل مُستوياتُ هذا الفيتامين عند الحامل إلى الانخِفاض عندَ الانتقال من الصيف إلى الشتاء، وتكون كثافةُ العِظام عند الصغار الذين يُولدون في الشتاء مُنخفِضةً، بالمُقارنة مع مواليد الصيف”.
“أظهرت هذه الدراسةُ أوَّلَ دليل على أنَّ تناوُلَ النِّساء لمُكمِّلات فيتامين د، في أثناء الحمل، يُؤدِّي إلى الوِقاية من انخفاض مستويات الفيتامين عند صغارهنَّ الذين يُولدون في الشتاء، ويُساعِد على نموِّ عظامهم “.
قال إيان ريد، أستاذ الطب لدى جامِعة أوكلاند في نيوزلندة: “تترافق التراكيزُ المُنخفِضة من فيتامين د في أثناء الحمل مع حالة تُسمَّى السكَّري الحمليّ gestational diabetes والانسِمام الحمليّ pre-eclampsia ووِلادة أطفال بأحجام صغيرة بالمُقارنة مع عُمر الحمل، وانخفاض في كتلة العظام عند الصغار”.
“أعتقد أنَّه يجب التشجيعُ على تناوُل مُكمِّلات فيتامين د بالنسبة إلى النِّساء اللواتي لديهنَّ ميلٌ نحو انخِفاض تراكيز هذا الفيتامين، والاستغناء عن تناول الأدوية التي لا تُوجد أدلَّة على منفعتها”.
هيلث داي نيوز، روبرت بريدت
المصدر : kaahe
