بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ كِبارَ السنّ، الذين تخلو شرايينهم من ترسُّبات الكالسيوم، يبدون أقلّ عرضةً من الآخرين للإصابة بمرض القلب أو الخرَف.
قالَ الباحِثون إنَّه، بالنسبة إلى الأشخاص في العقد الثامن والعقد التاسع من العُمر، تأخّرت الإصابةُ بالخرف عند الذين لا تُوجد ترسُّبات للكالسيوم في شرايينهم، بالمُقارنة مع الذين لديهم مُستوياتٌ مُرتفِعة من الكالسيوم في الشرايين؛ وأضافوا أنَّ تصلُّبَ الشرايين hardening of arteries يرتبِطُ بزِيادةٍ في خطر مرض القلب ونوبات القلب والسَّكتة، وربَّما الخرف أيضاً.
قال المُشرِفُ على فريق الباحِثين الدكتور لويس كولر، أستاذ الصحَّة العامَّة في جامعة بيتسبورغ: “تُشيرُ نتائجُ دراستنا إلى أنَّ الوِقايةَ من عوامل الخطر، التي تُؤدِّي إلى ترسُّبات الكالسيوم في الشرايين، يُمكن أن تُؤدِّي أيضاً إلى العيش لفترةٍ أطول والتقليل من نوبات القلب وحتى التقليل من خطر الخرَف، خصوصاً عند النِّساء المُتقدِّمات في السن”.
“ولكن، تُظهِر النتائجُ مُجرَّدَ ارتِباطٍ بين تصلُّب الشرايين والخرف، ولا تُبرهِنُ على أنَّ ترسُّبات الكالسيوم تُسبِّبُ الخرَف”.
“نعتقِدُ أنَّ اتِّباعَ أسلوب حياة صحِّي يُمارِسُ دوراً رئيسيَّاً في الوِقاية من مرض القلب والخرف، فعوامِلُ خطر أسلُوب الحياة التي تفحَّصناها حتى في عُمر ما قبل سنّ الياس، أي بين 45 و 50 عاماً من العُمر، مثل مُستويات الكولسترول والتدخين وضغط الدَّم والنشاط البدنيّ المُرتفِع، مارست دوراً رئيسيَّاً في مُستويات الكالسيوم عندَ هذه الشريحة من النساء المُتقدِّمات في السنّ”.
تفحَّصَ الباحِثون بياناتٍ لأكثر من 500 شخصٍ كان مُتوسِّطُ العُمر لديهم في البِداية 80 عاماً، وتابعوا حالاتهم من العام 1998 إلى العام 2013؛ وأخضعوهم كلّ عام إلى تقييمٍ حول علامات الخرَف، وقاسوا مُستويات الكالسيوم في شرايين القلب لديهم.
وجدَ الباحِثون أنَّ الأشخاصَ، الذين كانت مستويات الكالسيوم في شرايينهم التاجية بدرجة الصفر، لم تظهر لديهم علاماتٌ أوَّلية للخرَف من بعد مرور 7 سنوات تقريباً على أوَّل تقييم، ولكن ظهرت علاماتُ الخرف من بعد مرور 5 سنوات في المُتوسِّط عند الذين كانت لديهم مُستوياتٌ مُرتفِعة من الكالسيوم في شرايينهم.
بيَّنت النتائجُ أنَّ النِّساءَ ببشرةٍ بيضاء ومُستوياتٍ مُنخفِضةٍ من ترسُّبات الكالسيوم انخفض لديهنَّ خطرُ الخرف بشكلٍ ملحُوظٍ.
قال كولر: “تُظهِرُ نتائجُ دراستنا أنَّه مع استمرار التحسُّن في الوِقاية من مرض القلب ومُعالجته، سيعيش الناس لفترةٍ أطول ممَّا سيُؤدِّي إلى زيادة في انتشار الخرف؛ كما تُظهُر أيضاً أنَّ عوامِلَ الخطر التي تُؤدِّي إلى تصلُّب الشرايين ومرض القلب قد تُمارِسُ أيضاً دوراً في خطر الخرَف. ولكن نظراً إلى الحجم الصغير لهذه الدراسة، تحتاجُ النتائج إلى المزيد من البحث لتأكيدها”.
هيلث داي نيوز، ستيفن رينبيرغ
المصدر : kaahe