علوم وتكنولوجيا

مرضى التصلُّب المتعدد عرضة لأمراض مزمنة أخرى

بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ الأشخاصَ، الذين يُعانُون من التصلُّب المُتعدِّد multiple sclerosis، هُم أكثر عرضةً لأمراضٍ مُزمِنةٍ أخرى، بالمُقارنة مع الأشخاص السليمين.

تفحَّصَ الباحِثون كيف كانت عدَّةُ حالات مُزمِنةٍ شائعةً عند حوالي 23400 شخصٍ، شُخِّصَت إصابتهم مُؤخَّراً بالتصلُّب المُتعدِّد، وعند أكثر من 116600 شخصٍ لا يُعانون من هذا الاضطراب (مجمُوعة المُقارنة)؛ واشتملت تلك الحالاتُ على ارتِفاع ضغط الدَّم والسكَّري وارتفاع الكولسترول ومرض القلب والمرض الرئويّ المُزمِن ونوبات الصرع والألم العضليّ الليفيّ fibromyalgia والدَّاء المِعويّ الالتِهابيّ inflammatory bowel disease والاكتِئاب والقلق والاضطراب ثُنائيّ القُطب bipolar disorder والفُصام schizophrenia.

وجدَ الباحِثون أنَّ مرضى التصلُّب المُتعدِّد كانت لديهم مُعدَّلاتٌ مُرتفِعة من جميع الحالات المذكورة، باستثناء ارتفاع مُستويات الكولسترول، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مُعدَّلات الأمراض النفسيَّة، خصوصاً الاكتئاب حيث وصلت نسبةُ مرضى التصلُّب المُتعدِّد الذين يُعانون من الاكتئاب أيضاً إلى 19 في المائة، بينما وصلت نسبةُ الأشخاص السليمين الذين يُعانون من الاكتئاب إلى 9 في المائة.

قالَ الباحِثون إنَّه، بالنسبة إلى العديد من الحالات المُزمِنة، كانت هناك اختِلافاتٌ ملحُوظة تتعلَّق بالجنس، حيث حدث ارتِفاعُ ضغط الدَّم عند 22 في المائة من الرِّجال الذين يُعانون من التصلُّب المُتعدِّد، وعند 15 في المائة من الرِّجال الذين لا يُعانون من التصلُّب المُتعدِّد، بالمُقارنة مع نسبة 14 في المائة عند مريضات التصلُّب المُتعدِّد و 12 في المائة من النِّساء اللواتي لا يُعانين من التصلُّب المُتعدِّد.

بيَّنت الدِّراسةُ أنَّ مرضى التصلُّب المُتعدِّد من الرِّجال كانت لديهم أيضاً معدَّلاتٌ مُرتفِعة للسكَّري ونوبات الصرع والاكتئاب والقلق، بالمُقارنةِ مع مريضات التصلُّب المُتعدِّد، ولكن كانت مُعدَّلاتُ المرض الرئويّ المُزمِن مُرتفِعةً أكثر عند مريضات التصلُّب المُتعدِّد.

قالَت مُعدُّةُ الدِّراسة الدكتورة روث آن ماري، مديرة عيادة التصلُّب المُتعدِّد لدى جامِعة مانيتوبا/كندا: “هذه النتائجُ مهمَّةٌ لأسبابٍ عديدة، فهي تجعلنا نتساءل حول ما إذا كانت هناك عواملُ خطر مُشتركة للتصلُّب المُتعدِّد والحالات الأخرى معاً؛ وفي حال كان هذا صحيحاً، هل سنتمكَّن من إيجاد طُرق للتقليل من خطر التصلُّب المُتعدِّد وتلك الحالات الأخرى في نفس الوقت. بيَّنت دراساتٌ سابِقة أنَّ التصلُّبَ المُتعدِّد قد يتفاقم بشكلٍ أسرع عند الأشخاص الذين يُعانون من أمراضٍ مُزمِنةٍ أخرى، ممَّا يُسلِّطُ الضوءَ على أهميَّة تدبير هذه الأمراض الأخرى”.

يجب التنويهُ إلى أنَّ الدِّراسةَ لم تُبرهِن على أنَّ التصلُّبَ المُتعدِّد يرتبِط بشكلٍ واضِحٍ بأيَّة من الحالات الأخرى المذكورة.

قال ويليام غرانت، من مركز صن لايت للتغذِية وأبحاث الصحَّة في سان فرانسيسكو: “ربَّما يكون السببُ في هذه النتائج هو وُجودَ عوامِل خطر مُشتركة بين التصلُّب المُتعدِّد وتلك الحالات المُزمِنة، فنحن نعلم أنَّ التدخينَ والبدانة ونقص مستويات فيتامين د ونقص مستويات الأحماض الدهنيَّة أوميغا 3 تُسهِم جميعها في شدَّة التصلُّب المُتعدِّد وفي شدَّة تلك الحالات المُزمِنة الأخرى أيضاً، ولكن ضمن توليفات مُتنوِّعة. أنصح مرضى التصلُّب المُتعدِّد بضرورة تدبير المشاكل الصحيَّة الأخرى التي تناولتها الدراسة”.

HealthDay News

المصدر : kaahe

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى