علوم وتكنولوجيا

خطر دهونُ الجسم يفوق خطر زيادة حجم الجسم

أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ الأشخاصَ، الذين لديهم كميَّاتٌ كبيرة من الدهون في أجسامهم وبغضّ النظر عن حجم الجسم، قد يُواجِهون زِيادةً في خطر الوفاة المُبكِّرة أكثر من الذين لديهم كميَّاتٌ أقلّ من الدُّهون.

ولكن، وجد الباحِثون أيضاً أنَّ ارتِفاعَ مُؤشِّر كتلة الجسم لم يترافق مع الوفاة المُبكِّرة، وقالوا إنَّ النتائجَ تدعم الفكرةَ التي تعتبِرُ أنَّ مُؤشِّرَ كتلة الجسم لا يُعدُّ مُؤشِّراً جيِّداً على صحَّة الإنسان.

قال الدكتور ويليام ليزلي، أستاذ الطبّ وعلم الأشعَّة لدى جامِعة مانيتوبا/كندا: “نحن نعتقد أنَّ العلاقةَ بين حجم الجسم والصحَّة تكاد لا تُذكر، فالأمرُ المهمّ فعلاً هو كمية الدُّهون في الجسم، لأنَّها المصدرُ الحقيقي للخطر”. قال الباحِثون إنَّ النتائجَ قد تُقدِّم تفسيراً لما يُسمَّى “البدانة التناقُضيَّة obesity paradox”، وهو مُصطلحٌ يُشيرُ إلى نماذج غير مُتوقَّعة لُوحِظت في عدَّة دراسات؛ فالأشخاصُ الذين يُعانون من الوزن الزائد والبدانة المُتوسِّطة ومن مرض القلب، أو غيره من الأمراض المُزمِنة، كانوا أكثرَ ميلاً للعيش لفترةٍ أطول من الأشخاص الهزيلين ولديهم نفس المشاكل الصحيَّة.

قال ليزلي: “يجب التنويهُ إلى أنَّ تلك الدراسات استندت غالباً إلى مُؤشِّر كتلة الجسم، ومن المُحتمل أنَّ ارتفاعَ هذا المُؤشِّر يعكسُ زيادة في كتلة العضلات واللياقة، أو أو نقصاً أقلّ في وزن الجسم بسبب مرضٍ مُزمِنٍ، وهو نقيضٌ لبعض التأثير الوِقائيّ لدهون الجسم”.

تفحَّصَ الباحِثون بياناتٍ لأكثر من 54 ألف بالغٍ، كان مُعظمهم في العقد السادس من العُمر، وخضعوا إلى فُحوصات لقياس كثافة العظام، وهي فُحوصاتٌ تُساعد على تحديد النسبة المئويَّة لدهون الجسم.

وجدَ الباحِثون أنَّ الرِّجالَ والنساء، الذين كانت لديهم كمياتٌ كبيرة من دُهون الجسم، كانوا أكثرَ عرضةً للوفاة خلال فترة تراوحت بين 4 إلى 7 سنوات لاحِقة.

بيَّنت الدراسةُ أنَّ الرِّجالَ، الذين وصلت نسبة الدهون في الجسم لديهم إلى 36 في المائة، كانوا أكثرَ عرضةً للوفاة في أثناء فترة الدراسة بنسبة 59 في المائة، ووصل هذا الخطرُ إلى نسبة 19 في المائة بالنسبة إلى النِّساء اللواتي وصلت نسبة الدهون في الجسم لديهنَّ إلى 39 في المائة.

كما وجدَ الباحِثون أيضاً أنَّ الأشخاصَ، الذين كان مُؤشِّرُ كتلة الجسم لديهم مُرتفعاً بحيث يُصنَّفون ضمن نطاق البدانة، لم يُواجِهوا زيادةً في خطر الوفاة؛ بل على العكس، كانوا أقلَ عرضةً للوفاة من الأشخاص الذين لديهم مُؤشِّر مُنخفِض لكتلة الجسم.

قالت ريبيكا شينكمان، مُديرة مركز ماكدونالد للوِقاية من البدانة لدى كلية التمريض في جامعة فيلانوفا/بنسلفانيا: “تُساعد هذه النتائجُ على توضيح بعض النقاط الغامضة حول مصطلح البدانة التناقُضيَّة، كما تُسلِّطُ الضوءَ أيضاً على نقاط الضعف حول مُؤشِّر كتلة الجسم من ناحية استخدامه كمُؤشِّرٍ للصحَّة”.

“أعتقد أنَّ الأمرَ لا يتمحور بشكلٍ كامِلٍ حول دُهون الجسم، فهناك مسائلُ أخرى مهمَّة، مثل مُستويات اللياقة؛ حيث وجدت دراساتٌ عديدة أنَّ الأشخاصَ الذين يُحافِظون على لياقة الجسم، من خلال مُمارسة التمارين بشكلٍ مُنتظم، يعيشون لفترةٍ أطول من الأشخاص الخامِلين عادةً، حتى إن كانت لديهم زِيادةٌ في الوزن”.

“لا ريب في أنَّ تناوُلَ الطعام الصحِّي ومُمارسة التمارين بانتظام أهم بكثيرٍ من نحافة الجسم”.

HealthDay News

المصدر : kaahe

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى