علوم وتكنولوجيا

الوارفارين والنزف الدماغي.. مخاطر تتخطّى ما هو معروف

أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ مُميِّع الدَّم شاِئع الاستخدام وارفارين warfarin (يُسمَّى أيضاً كومادين coumadin)، قد يزيدُ من خطر النَّزف الشديد في داخِل الجمجمة بشكلٍ يفوق ما يعتقده الكثير من الأطبَّاء.

تفحَّصَ الباحِثون بيانات حوالي 32 ألف شخصٍ أمريكيّ في عُمر 75 عاماً وأكبر، كانوا يُعانون من الرَّجفان الأُذينيّ atrial fibrillation، ووجدوا أنَّ شخصاً واحداً من بين كل ثلاث أشخاص، عانى من النَّزف داخل الجُمجمة intracranial bleed عند تناوُل دواء وارفارين لعلاج الرَّجفان الأُذينيّ.

قالَ المُشرِف على إعداد الدِّراسة الدكتور جون دودسون، الأستاذ المُساعد في الطبّ لدى مركز لانغون الطبِّي في جامعة نيويورك: “الرَّجفان الأُذينيّ من الحالات الشائعة عند كِبار السنّ، ويُؤدِّي استخدام مُميِّع الدَّم وارفارين لعلاج هذه الشريحة من المرضى إلى التقليل من خطر إصابتهم بالسَّكتة بنسبة 66 في المائة تقريباً”.

“يتردَّد الكثير من الأطبَّاء قبل وصف دواء وارفارين لكِبار السنّ، ويعود هذا غالباً إلى المخاوِف من حدوث رضّ في الرأس بسبب حالات السقُوط التي يُمكن أن تُؤدِّي إلى نزفٍ خطيرٍ”.

“لم تتفحَّص حتى الآن أيَّة دِراسة كبيرة مقدار شُيوع النَّزف الرَّضي في داخل الجمجُمة في المُمارسة السريريَّة، أو ما إذا كانت هناك حالات تزيد من الخطر عند المرضى”.

وجدَ الباحِثون أنَّ مُعدَّلات النَّزف الرَّضي في داخل الجمجُمة عند كِبار السنّ الذين يُعانُون من الرَّجفان الأُذينيّ، كانت مُرتفِعةً أكثر ممَّا أفادت به التقارير سابِقاً.

قالَ دودسون: “تعرَّض 33 في المائة من المرضى إلى أكثر من نوبةٍ واحِدةٍ للنَّزف الرضِّي في داخل الجُمجُمة، كما تعرَّضَ العديد منهم أيضاً إلى السَّكتة في أثناء تلك الفترة”.

أشار الباحِثون إلى عدَّة عوامل مارست دوراً في زِيادة خطر النَّزف، مثل الخرَف وفقر الدَّم والاكتِئاب واستخدام أدويةٍ مُضادَّة للاختِلاج (الصَّرع) anticonvulsant، والمُستويات المُرتفِعة والمُتغيِّرة من دواء وارفارين في الدَّم.

قالَ دودسون: “تُسلِّطُ النتائج الضوء على أهميَّة التوازُن بين منافِع وأخطار العلاج بدواء وارفارين عند كِبار السنّ الذين يُعانون من الرَّجفان الأُذينيّ، وعلى الحاجة إلى ابتكار طُرق مُعالجة لكل مريض على حِدة”.

قالَ الدكتور ريتشارد تيميس، مُدير مركز العِناية العصبيَّة المُشدَّدة لدى مُستشفى جامعة نورث شور/مانهاست: “نحن نعلم أنَّ الزِّيادة المُستمرَّة في أعداد كِبار السنّ ستترافق أيضاً مع زِيادةٍ في عدد بعض المشاكل الصحيَّة مثل الرَّجفان الأُذينيّ، وسيبقى قِوام المُعالجة يتمحور حول مُميِّعات الدَّم مثل دواء وارفارين”.

“هناك أنواع جديدة من مُميِّعات الدَّم، مثل إيليكيس eliquis وبراداكسا pradaxa واكساريلتو xarelto، ولكن لدى هذه الأدوية مشاكلها الخاصَّة. نحتاج إلى المُقارنة الدقيقة بين خطر استخدام مُميِّعات الدَّم عند كِبار السنّ الذين يُواجِهون زِيادةً في خطر السقوط وإصابات الرأس، وخطر السَّكتة”.

HealthDay News

المصدر : kaahe

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى