علوم وتكنولوجيا

تجربة صنف بعوض معدل جينياً في إطار مكافحة زيكا

منحت السُّلطات الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية إذناً أولياً لإجراء تجربة ميدانية في منطقة “فلوريدا كيز” إحدى سلاسل الجزر الأمريكية، على صنف مُعدل جينياً من البعوض جرى تحويره بحيث يساعد على كبح جماح انتشار فيروس زيكا الخطير.

بحسب تقرير صحيفة نيويورك تايمز، فإن المسؤولين في هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أفادوا بأن المعلومات الأولية تشير إلى أن إجراء الاختبار الميداني على الحشرات المعدلة جينياً لن يُشكل خطراً على البشر أو الحيوانات أو البيئة الطبيعية إلا بمقدار ضئيل. من الجدير ذكره أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية لن تصدر موافقتها النهائية على إجراء التجربة إلا بعد أن تأخذ بعين الاعتبار آراء السكان القاطنين في تلك المنطقة، وهو ما يستغرق بضعة أشهر عادة.

جرى تطوير هذا الصنف من البعوض المعدل جينياً من قبل شركة بريطانية تُسمّى أوكسيتيك Oxitec، وقد أصبح هذا البعوض المعدل وراثياً مادة للحديث والجدل بين أهالي منطقة فلوريدا كيز المرشحة لإجراء التجربة فيها. تقول الشركة أن ذكور البعوض المعدل جينياً تستطيع أن تُمرر جينة إلى ذراري البعوض خلال التزاوج مع الإناث، مما يؤدي وفاة الذراري بشكل مبكر، وبالتالي تراجع أعداد البعوض.

ويُعتقد بأن إدخال هذه النوع من البعوض المعدل جينياً إلى الغابات قد يساعد على تراجع أعداد البعوض الحامل للأمراض الخطيرة منذ تفقيسه، مثل فيروس زيكا وغيره. وبحسب تقرير صحفية التايمز فإن التجارب المماثلة التي أجريت في مناطق أخرى من العالم، مثل البرازيل، أظهرت نجاحاً في خفض أعداد البعوض.

إلا أن هذه التجربة قد لاقت معارضةً من قبل سكان غرب فلوريدا كيز، والذين أبدوا قلقهم من أن يؤدي إدخال البعوض المعدل جينياً إلى منطقتهم إلى عواقب غير محسوبة.

يعتقد الكثير من الباحثين بأن المرض الذي يُسببه فيروس زيكا، والذي ينتقل عن طريق البعوض، يرتبط بولادة أطفال مُصابين بحالة تُسمى الصَّعَل أو صغر الرأس mircocephaly، وهي اضطراب خَلقي يتمثل بولادة طفل برأس صغير جداً ودماغ غير متطور، ومن المشتبه بأن فيروس زيكا كان مسؤولاً عن ولادة أكثر من 5600 حالة طفل مصاب بالصَّعَل في البرازيل منذ ربيع العام الفائت، حيث جرى تسجيل تفشي لوباء فيروس زيكا في الفترة ذاتها.

كما جرى الربط بين الفيروس والإصابة بمتلازمة غيلان باريه Guillain-Barre، وهي اضطراب مناعي جهازي قد يُفضي إلى شكل مميت من الشلل.

من الجدير ذكره أن فيروس زيكا كان قد اكتشف لأول مرة في أوغندا عام 1947، ولم يُعتقد بأنه يُشكل خطراً كبيراً على الصحة إلا في العام الفائت، حين تبين بشكل واضح أنه يُشكل تهديداً كبيراً على النساء الحوامل.

أما بالنسبة لشرائح المجتمع الباقية، فلا يبدو أن الفيروس يُشكل خطراً كبيراً عليهم، وتشير الإحصائيات إلى أن ما نسبته 80 في المائة فقط من المصابين به ظهرت عليهم أعراض سريرية.

وفي هذا الصدد، تنصح هيئة الغذاء والدواء الأمريكية النساء الحوامل بما يلي:

– تجنب السفر إلى المناطق التي ينتشر فيها فيروس زيكا.
– إذا كان السفر ضرورياً جداً إلى إحدى تلك المناطق أو العيش فيها، فلا بد من استشارة الطبيب أولاً، واتباع تعليماته بدقة لتجنب التعرّض للسعات البعوض.
– تجنب الجماع مع الزوج إذا كان قد سافر إلى إحدى المناطق الموبوءة بفيروس زيكا، أو الطلب منه استخدام عزل جنسي مناسب (الواقي الذكري) في كل ممارسة جنسية معه.

تُشير البيانات الرسمية إلى أن فيروس زيكا قد وصل حالياً إلى أكثر من 33 بلداً ومنطقة في أمريكا اللاتينية ودول البحر الكاريبي. وتتوقع منظمة الصحة العالمية إصابة حوالي أربعة ملايين شخص بالفيروس في العام القادم.

HealthDay News

المصدر : kaahe

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى