أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ مُمارَسة النَّشاط البدنيّ بشكلٍ مُنتظمٍ، حتى إن كان بسيطاً مثل الاعتِناء بحديقة المنزل، قد يُقلِّلُ من خطر ألزهايمر بنسبة تصِلُ إلى 50 في المائة.
تفحَّصَ الباحِثون عادات أسلُوبِ الحياةِ وصُوراً الدِّماغ لدى 900 بالِغٍ من كِبار السنّ، ووجدوا أنَّ أيّ نشاط يجعل الإنسان يتحرَّك بشكلٍ مُنتظم، يبدو أنَّه يُساعِد على زِيادة المادَّة السنجابيَّة gray matter في الدِّماغ، ممَّا يقي من الإصابة بالخرف.
قال المُشرِف على فريقِ الباحثين الدكتور سايروس راجي، من جامعة كاليفورنيا/لوس آنغلس: “يترافق أيّ نوع من النَّشاط البدنيّ الذي يحرِق السعرات الحراريَّة، مثل الجري وأعمال البستنة والمشي، مع كميَّة أكبر من المادة السنجابيَّة في الدِّماغ؛ والشي الأكثر أهميَّة هُو القيام بهذه النشاطات بشكلٍ مُنتظَمٍ، فالمزيد من المادَّة السنجابيَّة يعني صحَّة الدِّماغ وانخِفاض خطر الإصابة بمرض ألزهايمر”.
“يُصيبُ مرض ألزهايمر حوالي 5.1 مليون أمريكيّ، ومن المتوقَّع أن يزداد هذا العدد خلال العقود الثلاثة القادِمة نظراً إلى عدم وُجود عِلاج، ممَّا يُسلِّطُ الضوء على أهميَّة الوِقاية منه”.
يجب التنويه إلى أنَّ الدِّراسة لم تُبرهِن على علاقة سببٍ ونتيجةٍ بين النَّشاط الهوائيّ وزيادة كميَّة المادة السنجابيَّة في الدِّماغ.
قال جيمس هيندريكس، من رابطة مرض ألزهايمر: “أظهرت الدِّراسة مُجرَّد ارتِباطٍ بين النَّشاط البدني وزيادة كميَّة المادة السنجابيَّة في الدِّماغ، ولكن لا يُقلِّلُ هذا أبداً من أهميَّة النشاط البدنيّ، فما هو جيِّد لصحَّة القلب سيكون بكل تأكيد جيِّد لصحَّة الدِّماغ، وأعني بهذا مُمارسة التمارين”.
“يجب أن تكون التمارين جزءاً من أسلوب الحياة عند الإنسان، فالخوف من الوفاة بسبب مرض ألزهايمر وما يُعانيه الإنسان خلال هذه المرحلة، يجب أن يُحفِّزَ الناس على مُمارسة التمارين إن اعتبرنا أنَّ الخوف من الوفاة بسبب نوبات القلب لا يُشكِّلُ مثل هذا الحافِز”.
تفحَّصَ الباحِثون بياناتٍ لحوالي 876 شخصاً من كِبار السنّ في عُمر 65 عاماً وأكبر، وعند بلوغهم 78 عاماً، خضعوا إلى تصويرٍ بالرَّنين المغناطيسيّ لقياس حجم أدمغتهم، وأجابوا عن أسئلةٍ حول الذَّاكِرة والنَّشاط البدنيّ.
طلب الباحِثون من المُشارِكين تقديم معلوماتٍ حول النشاطات الترفيهيَّة التي مارسوها خلال آخر أسبوعين، مثل استخدام دراجة التمارين في الصالات الرياضيَّة والسِّباحة والمشي والاعتناء بحديقة المنزل؛ ووجدوا بعد تقدير الاستهلاك الأسبوعي للسعرات الحراريَّة، أنَّ زِيادة النشاط البدني ترافقت مع حجم أكبر للدِّماغ في مناطق ترتبِطُ بالذَّاكِرة والتعلُّم.
قال راجي: “انخفض خطر الإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة 50 في المائة عند الأشخاص الذين ازدادت كميَّة المادَّة السنجابيَّة في أدمغتهم بسبب مُمارسة النشاط البدنيّ؛ كما ساعد النشاط البدنيّ أيضاً على تحسُّن حالات الأشخاص الذين كان لديهم تراجع خفيف في قُدرات الدِّماغ”.
قالَ الدكتور سام غاندي، من مستشفى ماونت سيناي في نيويورك: “النشاط البدني مهمّ جداً حتى إن كان الإنسان يتمتَّع بصحَّة جيِّدة ولا يُعاني من الأمراض”.
قال راجي: “يُساعد النشاط البدنيّ على التقليل من خطر ألزهايمر بشكلٍ واضِح، وأنصح بأن يكون هذا النشاط من النَّوع الذي يجعل الإنسان يشعر بمتعة عند مُمارسته، لأنّ هذا سيُؤدِّي إلى الالتزام به لأطول فترةٍ مُمكِنة”.
HealthDay News
المصدر : kaahe