قالت هيئة الغِذاء والدَّواء الأمريكيَّة إنَّ العديد من الأمريكيين يشعرُون بالنُّعاس في الأيَّام التي تعقُب العمل بالتوقيت الصيفيّ، ولكن هذا الأمر يختلِف بالنسبة إلى بعض الأشخاص الذين يُعانُون من انقِطاع النَّفس في أثناء النَّوم sleep apnea، حيث يستيقظون مع شعور بالإرهاق في كل صَباح.
أضافت الهيئة أنَّ أكثرَ من 12 مليون أمريكيّ يُعانُون من انِقطاع النَّفس الانسِداديّ في أثناء النَّوم obstructive sleep apnea، وهي حالة ترتبِطُ بارتِفاع ضغط الدَّم ونوبات القلب والسَّكتة وحوادِث المُرور وحوادث العمل والاكتِئاب؛ حيث يتعرَّضَ من يُعاني من هذه الحالة إلى انقِطاعاتٍ عديدة للتنفُّس في أثناء نومه، وتستمرّ هذه الانقِطاعات من ثوانٍ معدودة إلى بضع دقائِق، وتحدُث هذه الحالة بسبب انسِداد مجرى الهواء وهبُوط النُّسج الرخوة في مُؤخِّرة الحلق.
أظهرت دراسات عديدة أنَّ الرِّجال أكثر عرضة من النِّساء بمرَّتين تقريباً للإصابة بانقِطاع النَّفس في أثناء النَّوم، وتشتمِلُ عوامِل الخطر الأخرى على الوزنِ الزَّائِدِ ووُجود تاريخ لهذا الاضطراب بين أفراد العائلة ووُجود انسِداد في الأنفِ بسبب انحِراف الوتيرة deviated septum، والحساسيَّة أو مشاكل الجيوب الأنفيَّة.
يُمكن لانقِطاع النَّفس في أثناء النَّوم أن يُصيب الأطفال أيضاً، ومن الأسباب الشائِعة لهذه الحالة عند الأطفال تضخُّم اللوزتين enlarged tonsils أو الزوائد اللحميَّة الأنفية adenoids.
قالت الهيئة إنَّ إنقاص وزن البدن وتجنُّب المشروبات الكُحولية والأدوية التي تُسبب النعاس، يُمكن أن ينفع في مثل هذه الحالة؛ ويبقى العلاج الأكثر شُيوعاً هو استخدام جِهاز ضغط الهواء الإيجابيّ المُستمرّ continuous positive airway pressure (CPAP)، الذي يُزوِّد المريض بضغطٍ مستقرٍّ للهواء يُبقِي مجرى الهواء مفتوحاً في أثناء النَّوم.
ولكن في حال لم ينفع هذا الجهاز، يُمكن استخدام جهاز يُسمَّى نظام تحريض مجرى الهواء العلويّ inspire upper airway system، حيث يُثبَّت جِراحيَّاً تحت عظم الترقوة ويستخدِم نبضات كهربائيَّة لتحريضِ عضلات اللسان والإبقاء على مجرى الهواء مفتوحاً.
كما يُمكن أيضاً استخدام جهاز يضعه الإنسان على الفم في أثناء النوم، وهو يُشبه الواقي الفموي الذي يستخدموه لاعبو الملاكمة، حيث يعمل هذا الجهاز على إبقاء الفكِّين في موضعٍ أماميّ بما يؤدي إلى ترك مجرى الهواء العلويّ مفتوحاً.
قال الدكتور رونالد فاركاس، اختصاصيّ طبّ الأعصاب في مركز تقييم وأبحاث الادوية في هيئة الغذاء والدواء الأمريكيَّة: “لم توافق هيئة الغذاء والدواء على أي علاج لانقِطاع النَّفس في أثناء النَّوم حتى الآن، وقد يصِفُ بعض الأطباء أدوية غير نوعية تهدف إلى تنبيه الأشخاص الذين يُعانون من النعاس في أثناء النهار (بسبب انقِطاع النَّفس في أثناء النوم)، ولكن لا تُعالِج هذه الأدوية هذا الاضطراب في حقيقةِ الأمر”.
“هناك أدوية يُمكنها أن تُفاقِم من انقِطاع النَّفس في أثناء النَّوم، ومن بينها العديد من أدوية الأرق والقلق أو الألم الشديد، ويجب دائماً إعلام الطبيب في حال استخدام مثل هذه الأدوية”.
HealthDay News
المصدر : kaahe
