أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ النِّساءَ البدِيناتِ اللواتي يتناولن حُبوب منع الحمل، قد يُواجِهنَ زِيادةً في خطرِ نوعٍ نادِرٍ من السَّكتة، حيث وجدَ الباحِثون أنَّ هذه الشَّريحة من النِّساء أكثر عرضةً بحوالي 30 مرَّة للإصابة بالخُثار الوريديّ الدِّماغي cerebral venous thrombosis (CVT)، بالمُقارنة مع النِّساءِ بوزنٍ طبيعيّ للبدن ولا يتناولن حبوب منع الحمل.
ولكن نوَّهَ الباحِثون إلى أنَّ فُرص الإصابة بهذا النَّوع من السكتة خلال الحياة، تبقى مُنخفِضة جداً، ولم تكن الدِّراسة مُصمَّمة حتى تُبرهِنَ على علاقة سببٍ ونتيجةٍ.
قالَ مُعِدُّ الدِّراسة الدكتور جوناثان كوتينهو، اختصاصيّ الطبّ العصبيّ للسكتة في المركز الطبِّي الأكاديميّ لدى جامِعة أمستردام: “يُصيبُ الخُثار الوريديّ الدِّماغي حوالي شخص واحِد من بين 100 ألف شخص في العام، وهذا يعني قُرابة 4200 حالة جديدةٍ سنويَّاً في الوِلايات المُتَّحِدة لوحدها”.
“تُصيبُ هذه الحالة غالباً الأطفال واليافعين والبالغينَ في مُنتصف العُمر”.
قالت الدكتور كارولين ويستهوف، أستاذة طبّ النساء والتوليد وعلم الأوبئة لدى جامِعة كولومبيا في نيويورك: “لم نتفاجأ بالنتائج، ولكنها قدَّمت لنا معلومات جديدة، فالنِّساء البديناتِ يُواجِهنَ زِيادةً في خطر جلطات الدَّم، مثلما يحدُث مع اللواتي يستخدِمنَ حبوب منع الحمل”.
“عندما نضع عامل خطر البدانة وعامل خطر تناوُل حبوب منع الحمل معاً، سنصِلُ إلى زِيادةٍ أكبر في خطر جلطات الدَّم”.
قال الدكتور كريستيان بانيرجي، الأستاذ المُساعد في طبّ الأعصاب لدى الكليَّة الطبيَّة في جامعة ساوث كارولينا/تشارلستون: “بشكلٍ عام، يُسبِّبُ الخُثار الوريديّ الدِّماغي عجزاً أقلّ بالمُقارنة مع الأنواع الأخرى للسَّكتة والتي يُسبِّبها انسداد وعاء دمويّ (نقص التروِية)، حيث يصل عدد المرضى الذين يتحسَّن المآل لديهم على المدى الطويل إلى أكثر من 5 من أصل 6 مرضى”.
“يكمُن التحدِّي في صُعوبة التشخيص أحياناً، لأنَّ الأعراض تكون غير مُحدَّدة ومُتغيِّرة ولا تُسهِمُ عادةً في السَّكتة، مثل ألم الرأس والارتِباك وتغيُّم الرؤية أو نوبات الصرع”.
اشتملتِ الدِّراسة على 186 بالِغاً يُعانون من الخُثار الوريديّ الدِّماغي، كانوا من الرِّجال والنِّساء، كما اشتملت أيضاً على مجموعة مُقارنة لأكثر من 6000 بالغٍ سليمٍ.
وجدَ الباحِثونَ أنَّ مرضى الخُثار الوريديّ الدِّماغي كانوا غالباً من اليافعين، بمُتوسِّط عُمر 40 عاماً بالمُقارنة مع مُتوسِّط عُمر 48 عاماً بالنسبة لأفراد مجموعة المُقارنة؛ كما كانوا أيضاً أكثر ميلاً لأن يكون لديهم تاريخ للسرطان وأن تكون غالبيتهم من الإناث والنِّساء اللواتي يستخدِمن حُبوب منع الحمل.
قال الباحِثون إنَّ البدانة ترافقت مع زِيادةٍ بحوالي 3 أضعاف في خطر الإصابة بالخُثار الوريديّ الدِّماغي، ولكن فقط بالنسبة إلى النِّساء اللواتي استخدمنَ حُبوب منع الحمل؛ وتُعرِّف المراكز الأمريكيَّة لمُكافحة الأمراض والوِقاية منها CDC البدانة على أنها الحالة التي يكون فيها مُؤشِّر كتلة الجسم بدرجة 30 أو أكثر.
قال كوتينهو: “تفاجأنا عندما وجدنا أنَّ البدانة كانت عامل خطر فقط عند النِّساء اللواتي استخدمن حُبوب منع الحمل، حيث توقَّعنا أنها ستكون عامِل خطر عند جميع شرائح المرضى وربَّما ستكون أقوى عند اللواتي يستخدمن حبوب منع الحمل”.
نوَّه الباحثون إلى أنَّ الدراسة اشتملت على عدد صغيرٍ نسبيَّاً من مرضى الخُثار الوريديّ الدِّماغي، وربَّما يكون هذا من أسباب نقاط الضعف فيها؛ ومع ذلك، خلصوا إلى ضرورة تزويد النِّساء البدينات بمعلوماتٍ حول خطر السَّكتة إن كُنَّ يستخدِمنَ حُبوب منع الحمل، خصوصاً إن كانت لديهنَّ عوامِل خطر أخرى للسَّكتة، ويُمكن لهنَّ اختيار طرقٍ بديلة لمنع الحمل، مثل اللوالِب intrauterine device (IUD).
HealthDay News
المصدر : kaahe