أشارَت دِراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ المشيَ واستِخدامَ الدرَّاجة الهوائيَّة، أو وسائل النقل العامَّة نحو مكان العمل، يُساعِدُ البالغين في مُنتصف العُمر على التقليلِ من دُهون البدَن وإنقاص الوزن.
قالت مُعدَّةُ الدِّراسة إيلين فلينت، المُحاضرة في صحَّة السكَّان لدى كلية لندن للصحَّة والطبّ المداريّ: “تُعدُّ قلَّةُ النشاط البدنيّ من الأسباب الرئيسيَّة لتردِّي الصحَّة والوفاة المُبكِّرة؛ ففي بريطانيا وحدها، لا تُحقِّق نسبة 66 في المائة من البالغين المُستويات المطلوبة من النشاط البدنيّ، ويُمكن أن يُصبِح تشجيعُ الناس على استِخدام وسائل النقل العامَّة وغيرها من الوسائل التي تحتاج إلى النشاط البدنيّ، خصوصاً عند الأشخاص في مُنتصف العُمر والذين يُواجِهون خطر البدانة، جزءاً مهمَّاً من إستراتيجات الوِقاية من البدانة على مستوى العالم”.
تفحَّصَ الباحِثون معلوماتٍ حول أكثر من 150 ألف شخصٍ بريطاني تراوحت أعمارُهم بين 40 إلى 69 عاماً، وكانت نسبة 66 في المائة منهم يقودون سياراتهم إلى مكان العمل يوميَّاً.
وجدَ الباحِثون أنَّ استخدامَ الدرَّاجة الهوائيَّة أدَّى إلى منافِع كبيرة، بالمُقارنةِ مع استخدام السيَّارة، فعلى سبيل المثال، نجح شخص في عُمر 53 عاماً في إنقاص وزنه بمقدار 4900 غرامٍ بسبب استخدامه لدراجته الهوائيَّة يوميَّاً، كما أدَّى استخدامُ الدراجة الهوائية نحو مكان العمل أيضاً إلى انخِفاضٍ بحوالي 1.7 من الدرجات في مُؤشِّر كتلة الجسم.
قالَ الباحِثون إنَّ امرأة في عُمر 52 عاماً نجحت في إنقاص وزنها بحوالي 4500 غرامٍ بسبب استخدامها للدراجة الهوائيَّة يوميَّاً نحو مكان العمل، كما انخفض مُؤشِّرُ كتلة الجسم لديها بحوالي 1.65 من الدرجات، وذلك بالمُقارنة مع امرأةٍ أخرى اعتادت قيادة سيارتها
بيَّنت الدراسةُ أنَّ الرِّجالَ والنِّساء، الذين اعتادوا المشي باتجاه مكان العمل بدلاً من قيادة السيارة، انخفض مُؤشِّرُ كتلة الجسم لديهم بحوالي 0.98 من الدرجات؛ وكلَّما كانت المسافةُ التي يقطعونها سيراً على الأقدام أو باستخدام الدرَّاجة الهوائيَّة أطول، انخفض مُؤشِّرُ كتلة الجسم لديهم بشكلٍ أكثر.
كما بيَّنت الدراسةُ أيضاً أنَّ استخدامَ وسائل النقل العامَّة أحدثَ فرقاً، حيث انخفض مُؤشِّرُ كتلة الجسم بحوالي 0.7 من الدرجات عند الرِّجال الذين استخدموا وسائل النَّقل العامَّة، بالمُقارنة مع الذين قادوا سياراتهم؛ وكذلك كان الأمرُ بالنسبة إلى الذين استخدموا وسائلَ النقل العامَّة والمشي أو قيادة الدراجة الهوائيَّة في نفس الوقت، حيث انخفض مُؤشِّر كتلة الجسم بحوالي درجة واحِدة عند الرِّجال، وبحوالي 0.7 من الدرجات عند النِّساء.
قال الباحِثون إنَّ الصِّلةَ بين الطريقة التي يستخدمها الإنسان للوصول إلى مكان عمله ومُؤشِّر كتلة الجسم لم تتأثَّر بعوامِل مثل الدَّخل والتعليم والسكن في المدينة أو في الأرياف، ومُعاقرة الخمرة أو التدخين، والنشاط البدنيّ بشكلٍ عام، وأخيراً الصحَّة والعجز.
قالت فلينت: “يعيش معظمُ الناس في مناطق بعيدة جداً عن مكان العمل بحيث يصعُب الوصولُ إليه مشياً أو باستِخدام الدراجة الهوائيَّة، ولكن لا ريب في أنَّ مُجرَّد استخدام وسائل النقل العامَّة وما يتطلَّبه الأمر من نشاطٍ بدنيّ سيُحدِثُ فرقاً مهمَّاً”.
قال لارس بو أندرسون، من كلية جامِعة سوغندال وفجوردان في النروج: “هذه النتائج مهمَّة، لأنَّ التوجُّهَ نحو مكان العمل هو نشاط يوميّ يحتاج إليه الجميع، ولا ريب في المنفعة الكبيرة التي سيحصل عليها الإنسان إن استثمر هذه الفرصة في زِيادة مُستويات نشاطه البدنيّ”.
HealthDay News
المصدر : kaahe