بيَّنت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ الأشخاص الذين يعيشُون في أحياءٍ يُمارِسُ سكَّانها النشاط البدنيّ، يحصلون على 90 دقيقةً إضافيَّة على الأقلّ من التمارين في الأسبُوع، بالمُقارنة مع الأشخاص الذين يعيشون في مناطق أخرى في المُدن.
اشتَملتِ الدِّراسة على أكثر من 6800 بالغٍ تراوَحت أعمارهم بين 18 إلى 66 عاماً، في 14 مدينةٍ في 10 بُلدانٍ حول العالم.
قالَ الباحِثون إنَّ المُشارِكين مارسوا في المُتوسِّط 37 دقيقةً من النَّشاط البدنيّ اليوميّ الذي يتراوَح بين الخفيف إلى الشديد، مثل المشي السَّريع أو التمارين الأكثر شدَّةً؛ ومن بين المدن التي اشتملتها الدراسة، كانت بالتيمور هي الأدنى بالنسبة إلى مُعدَّلات النَّشاط البدنيّ (حوالي 29 دقيقةً في اليوم)، بينما كانت تلك المستويات هي الأعلى في ويلينغتون ونيوزلاند (أكثر من 50 دقيقة في اليوم).
بيَّنت الدِّراسة أنَّ الأشخاص الذين عاشوا في أحياءٍ يميل سكَّانها إلى مُمارسة النشاط البدنيّ، حصلوا على المزيد من التمارين بحوالي 90 دقيقةً في الأسبُوع، وكانت تلك الأحياء ذات كثافةٍ سُكَّانيةٍ مُرتفِعة وعدد أكبر من التقاطعات ومواقف وسائل النقل العامَّة والمُنتزهات التي يُمكن الوُصول إليها سيراً على الأقدام.
قال المُشرِفُ على إعدادِ الدِّراسة جيمس ساليس، من جامِعة كاليفورنيا/سان دييغو: “لاحظنا أنَّ الأحياء ذات الكثافة السكَّانية المُرتفِعة تحتوي على شوارِع مُتَّصِلة والعديد من محلّات البيع والخدمات، أي أنَّ سكَّانها يميلون إلى المشي على الأقدام لقضاء حوائجهم؛ ولكن لاحظنا أيضاً وبشكلٍ مُثيرٍ للانتِباه أنَّ بُعد المسافة إلى أقرب موقف لوسائل النقل العامَّة، لم تترافق مع مُستوياتٍ مُرتفِعةٍ من النَّشاط البدنيّ، في حين ترافق عدد مواقف وسائل النقل العامة المُجاورة مع ارتفاع مُستويات النساط البدنيّ”.
“ربَّما يعني هذا أنَّه عندما تتوفَّر خيارات كثيرة أمام السكَّان، سيظهر لديهم ميل نحو المزيد من المشي لمسافة أبعد للوُصول إلى مواقف وسائل النقل العامَّة التي تُناسبهم أكثر؛ كما كان أيضاً عدد المُنتزهات المحليَّة مهمَّاً، فهي تمنح السكَّان بيئةً مُناسبةً لمُمارسة الرياضة والمشي فيها”.
قالَ الباحِثون إنَّ السلوك الخامِل يرتبِطُ بأكثر من 5 ملايين حالة وفاةٍ سنوياً في مُختلَف أنحاء العالم، وتُشيرُ نتائج الدِّراسة إلى أنّ تصميم مُدن صحيَّةٍ أكثر يُمكن أن يُساعِد على التغلُّب على مشكلة الخمول البدنيّ.
قالت الدكتورة شيفاليكا غوينكا، من المؤسسة الهنديَّة للصحَّة العامة: “نعتقد أنَّ النَّجاح في التغيير إلى بيئةٍ أفضل يميل سكَّانها إلى مُمارسة النشاط البدنيّ، سيُؤدِّي إلى منافِع صحيَّة عامَّة بحيث ينخفِض عدد حالات الوفاة بحوالي 2 مليون، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأمراض غير السَّارية، حيث ستنخفِض بنسبة 3 في المائة تقريباً”.
“ينبغي أن نتدخل بسرعة لمُواجهة المُستويات المُتزايِدة من قلَّة النشاط البدني والتي تنجم عن طبيعة الحياة في المُدن، وذلك عن طريق تصميم بيئة تُغيِّرُ من الطريقة التي نعيش فيها حياتنا اليوميَّة، وتجعلنا نهتمّ أكثر بمُمارسة المزيد من النشاط البدنيّ”.
HealthDay News
المصدر : kaahe