تقوم فكرة الابتكار التلفزيوني في جوهرها على السعي لجعل المشاهدين يشعرون بأن الصور المعروضة على الشاشة هي واقعية تمامًا ومطابقة لما يُمكن مشاهدته في العالم الحقيقي.
ويتطلب هذا الأمر تعاونًا في جميع المجالات المتعلقة بالموضوع مثل الحاجة إلى كاميرات تسجيل فيديو أكثر دقة وإمكانية استديوهات الإنتاج في التحكم بشكل أكبر بالسطوع والتباين والألوان وتسليط الضوء على الصور التي ستعرض على الشاشات.
كما تحتاج القنوات إلى ايجاد وسيلة لنقل كل تلك المعلومات عبر معيار متفق عليه، وذلك إلى جانب وجوب قيام الشركات المصنعة بتقديم لوحات وخوارزميات عرض أفضل لمساعدة شركاء الصناعة على تقديم أفضل ما يُمكن.
وتتواجد العديد من الطرق لتحسين جودة الصورة مثل دقة UHD أو ما يعرف باسم 4K، والتي تسمح بتقديم المزيد من البيسكلات ضمن الشاشة.
كما تتواجد تقنية جديدة تسمح بتحسين جودة الصور المعروضة وهي تقنية المدى الديناميكي العالي أو ما يعرف اختصارًا باسم HDR والتي تساعد على إنتاج نوعية بيسكلات أفضل.
تقنية HDR تسمح بتحسين السطوع ودقة الألوان
تستخدم معظم أجهزة التلفاز اليوم معايير إنارة وسطوع قديمة، حيث تقدم أغلب تلك الأجهزة كثافة 100 شمعة مضيئة في المتر المربع الواحد أو ما يعرف بتلفزيونات CRT، وتخسر الفيديوهات المنتجة لهذه المعايير الكثير من التفاصيل في الظلام والألوان الساطعة.
وعملت الشركات على تطوير هذا المعيار بالتزامن مع التقدم الحاصل في مجالات التكنولوجيا المختلفة، وتم تطوير العديد من طرق نقل الصورة بحيث تكون أكثر تطابق مع الأصل.
وازدادت مجالات التحكم بالإنارة بحيث يمكن تقديم اللون الأبيض بشكل أشد بياضًا والأسود بشكل أكثر سوادًا، كما ازادت أيضًا مجموعات الألوان التي يمكن عرضها بحيث يُمكن عرض ألوان أكثر تفصيلا.
وتم تسمية هذه المجالات باسم المدى الديناميكي القياسي أو SDR، وتم إطلاق اسم المدى الديناميكي العالي أو HDR على مجالات عرض الألوان الأحدث.
ودأبت شركات التصنيع على مدى سنوات، ومع كل عملية طرح لسلسة جديدة من أجهزة التلفاز، في الإشارة إلى أن الألوان المستخدمة ضمن سلسلة شاشات العرض الجديدة هي أفضل من تقنيات العرض السابقة.
ويمكن القول إن تقنية HDR تشكل فرقًا حقيقيًا في التفاصيل بين الماضي والحاضر، وكانت تفاصيل الصورة تضيع في مشاهد الظلال والسطوع عند عرضها بواسطة التقنيات السابقة.
وعملت أكثر من 30 شركة تصنيع من مختلف المجالات لتشكيل تحالف UHD، بما في ذلك استوديوهات إنتاج وشبكات تقديم محتوى وشركات تكنولوجيا وشركات تصنيع أجهزة تلفاز.
وأنشأت مجموعة تلك الشركات المعروفة باسم UHDA برنامج اعتماد يحمل اسم Ultra HD Premium، الذي يقوم على تحديد المعايير الفنية لأجهزة التلفاز والمحتوى المرئي وقنوات التوزيع التي تلبي احتياجات تقديم أعلى مستوى جودة للصورة.
وتدعم أجهزة التلفاز التي تحمل شعار Ultra HD Premium، مثل تلفزيون SUHD من سامسونج، محتوى HDR.
ويعني هذا من الناحية التقنية بأن أجهزة التلفاز تحتاج لتلبية المعايير مثل HDR10، وأن سطوع الألوان لا يقل عن 1000 شمعة في المتر المربع ومستوى السود أقل من 0.05 شمعة.
وتعمل مجموعة كبيرة من مقدمي خدمات المحتوى على الانتقال بشكل سريع إلى دعم تقنية HDR، وبدأ مقدمي المحتوى الرئيسيين بتقديم خدمات البث مع HDR.
ويظهر الفرق الحقيقي للمستخدمين مع تجربة المشاهدة، حيث تعمل تقنية HDR بشكل متزامن مع العين البشرية من حيث التركيز على التباين في المناطق المظلمة وإظهار الاختلافات اللونية الطفيفة والمميزة في المناطق أكثر إشراقًا..
المصدر : aitnews