توصلت دراسة حديثة إلى أن تحدث السائق على الهاتف الجوال عبر سماعة بلوتوث أو عبر نظام الصوت في السيارة (بدون استخدام اليدين)، قد يُشتت انتباهه تماماً كما لو كان يتكلم مع إمساك الهاتف بيده.
فقد وجد باحثون بريطانيون من خلال تجربة مخبرية بأن تكلم السائقين على الهاتف بأحاديث تُثير خيالهم التصويري أدى إلى إضعاف قدرتهم على اكتشاف المخاطر على الطريق.
يقول المُعد الرئيسي للدراسة غراهام هول، الأستاذ بقسم علم النفس بجامعة ساسيكس الأمريكية: “من المفاهيم المغلوطة المنتشرة بين الناس بأن تحدث السائق على الهاتف المحمول بدون استخدام يديه هو إجراء آمن، إلا أن دراستنا أظهرت بأن الأمر ليس كذلك، لأن الأحاديث قد تدفع السائق لتخيل عناصر الحديث، وهو ما قد يُشتت انتباهه ويفقده التركيز على الطريق”.
أشار الباحثون بأنهم أخضعوا السائقين إلى تجربة قيادة افتراضية كانوا يتحدثون في أثنائها على الهاتف باستخدام وسيلة لا تتطلب استخدام الأيدي، ووجدوا بأن السائقين ركزوا على منطقة صغيرة من الطريق أمامهم ولم ينتبهوا إلى عدد من المخاطر الموجودة على جانبي الطريق، حتى ولو نظروا بشكل مباشر إليها.
وبحسب نتائج الدراسة، فإن الحديث على الهاتف يستدعي استهلاكاً لموارد الدماغ المسؤولة عن المعالجة البصرية أكثر مما نتصور، وأن الحديث على الهاتف، سواءً كان بإمساكه مباشرةً أو بطرق وسيطة لا تتطلب استخدام الأيدي، هو إجراء محفوف بالمخاطر.
يقول هول: “في أثناء حديث السائق على الهاتف، قد يسأله الشخص الأخر: أين وضعت المعطف الأزرق؟ وهو ما سيحفز دماغ السائق لاستذكار الغرفة التي وضع فيها المعطف والتجول بأرجائها بحثاً عن المعطف! أو قد يستحضر السائق التعابير الوجهية للمتحدث معه في أثناء ذلك”.
ويختم هول بالقول: “إن هذه الدراسة وغيرها تدفعنا للاستنتاج بأن للهاتف لا يمكن أن يكون آمناً في السيارة إلا إذا كان مغلقاً تماماً!”.
HealthDay News
المصدر : kaahe