توصلت دراسة حديثة إلى أن الجينات قد تلعب دوراً في تحديد ما إذا كان الشخص سيصبح ناجحاً أو فاشلاً في عمله مستقبلاً. ومع ذلك فإن الباحثين يؤكدون على أن جينات “النجاح” هذه ليست قدراً محتوماً، وقد لا يكون لها سوى دور محدود في تقرير حياة الشخص.
وبحسب الباحثين، فإن دراسة سابقة وجدت بأن مستوى التعليم الذي يحصّله المرء في حياته قد يكون مرتبطاً بعوامل جينية، وبالتالي فإن الأشخاص الذين يمتلكون مثل هذه الجينات لديهم احتمال أكبر لإكمال تعليمهم المدرسي أو الجامعي، ويبدو بأن نتائج الدراسة الحالية تدعم هذه الفرضية.
جرى نشر الدراسة في الأول من شهر يونيو الحالي في مجلة العلوم النفسية Psychological Science.
يقول المُعد الرئيسي للدراسة الدكتور دانييل بيلسكي، الأستاذ بكلية الطب بجامعة ديوك بنيويورك: “إن تحصيل مستوىً عالٍ من التعليم يتطلب نفس المهارات والقدرات الضرورية للوصول إلى مركز مرموق في العمل، ولذا فإننا نفترض بأن نفس الجينات التي تتنبأ بمدى التحصيل العلمي للشخص قد تتنبأ أيضاً بمدى نجاحه في حياته العملية”.
قام الباحثون بمراجعة معلومات حول أكثر من ألف شخص نيوزيلاندي، جرى جمع بياناتهم عبر أربعين سنة تقريباً.
وجد الباحثون بأن الأشخاص الذين يمتلكون “رصيداً جينياً” أكبر (أي أن لديهم عدداً أكبر من عوامل النجاح الجينية) كانوا يبذلون جهداً أكبر في البحث عن الفرص الوظيفية، كما أظهروا نجاحاً أكبر في أدائهم لأعمالهم، وإدارة مواردهم المالية، وفضلوا الاقتران بزوجات يمتعن بمستوى ثقافي ومادي أعلى.
ومن المثير للانتباه بأن العلاقة بين النجاح و”الرصيد الجيني” كانت مشاهدة بشكل متساوٍ عند أفراد العائلات الغنية والفقيرة نسبياً.
ويقول الباحثون بأن الذكاء مسؤول عن جزء من هذه العلاقة بين الجينات والنجاح، إلا أن عوامل جينية أخرى كان لها دور مهم أيضاً، مثل المهارات الشخصية والقدرة على ضبط النفس.
من الجدير ذكره بأن الباحثين لم يعثروا على صلة بين جينات “النجاح” والصحة الجسدية للشخص.
ويؤكد الباحثون بأنه على الرغم من أن النتائج تشير إلى دور جيني في رسم شكل النجاح في حياة الأشخاص، إلا أن هذا الدور يبقى محدوداً.
يقول بيلسكي: “ينبغي أن ندرك بأن هذه الجينات لا تساعدنا إلا على التنبؤ بشكل ضعيف بمستقبل الطفل، فالأمر يتعلق أكثر ببيئة الطفل والظروف المحيطة به”.
HealthDay News
المصدر : kaahe