أفاد باحثون بأن لعب الأهالي مع الأطفال وقضاء الوقت معهم في القراءة والحوار وممارسة النشاطات المختلفة.. قد أصبح أمراً من الماضي بالنسبة لبعض العائلات.
ففي دراسة اشتملت على 44 عائلة، وجد الباحثون بأن معظم الأطفال يُمضون أوقاتهم في مشاهدة التلفاز أو اللعب بألعاب الفيديو، دون رقابة تُذكر أو مشاركة من قبل الأهل.
وبحسب الباحثين، فإن عدداً قليلاً من الأطفال حصلوا على بعض الاهتمام أو المشاركة من أمهاتهم في أثناء التصاقهم بُمربياتهم “الإلكترونيات”.. والتي هي شاشات التلفاز وأجهزة الهاتف المحمول.
وفي معرض التعليق على الدراسة، أبدى الدكتور فيكتور فورناري، مدير قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين بمستشفى زوكر هيلسايد بمدينة نيويورك الأمريكية، عدم استغرابه من هذه النتائج وقال: “لقد أصبحت التكنولوجيا الحديثة تشارك الأهل في تربية الأطفال في أيامنا هذه”.
ويُضيف: “غالباً ما يكون الأهل منهمكين في أعمال المنزل، من ترتيب وغسل وتنظيف، فيما يجلس الأولاد أمام الشاشات دون رقابة أو مشاركة من الأهل”.
في هذه الدارسة، قام الباحثون باستخدام نظام صوتي حديث لتسجيل ما يدور في منازل 44 عائلة متطوعة، وذلك في الفترة بين عامي 2010 و 2011.
واستعان الباحثون ببرنامج خاص لمراجعة التسجيلات الصوتية والكشف عن أصوات الأجهزة الإلكترونية عند تشغيلها، ثم قام الباحثون بترميز نوع التفاعل الذي يحصل بين الأمهات والأطفال في أثناء ذلك، كما قام الباحثون بترميز نوع الجهاز الإلكتروني الذي يستخدمه الطفل، وما إذا كان شاشة تلفاز أو هاتف محمول أو لعبة فيديو، أو غير ذلك.
وقد أظهرت النتائج بأن مشاهدة التلفاز شكّلت 80 في المائة من استخدام الأطفال للشاشات، تليها ألعاب الفيديو بنسبة 10 في المائة، تليها أجهزة الحاسب والهواتف الذكية وأجهزة التابلت وغيرها بنسبة 10 في المائة مجتمعة.
وقد لاحظ الباحثون بأن تفاعل الأهالي مع الأطفال كان نادراً في جميع أوقات انشغال الأطفال على الأجهزة. ففي 58 في المائة من الحالات لم يحاور الأهالي الأطفال نهائياً حول ما يشاهدونه، وفي 35 في المائة من الحالات حاور الأهالي الأطفال حول بعض المقاطع التي يشاهدونها بما لا يتعدى ثلث مدتها. ومن الجدير ذكره بأن الأطفال كثيراً ما كانوا يشاهدون برامجاً خاصةً بالكبار أو تحتوي على إيحاءات جنسية.
تقول المُعدة المساعدة للدراسة سارة دوموف، الباحثة بجامعة ميشيغان: ” تشمل هذه الإحصائيات حالاتٍ حاول فيها الأطفال جذب انتباه الأبوين والتحدّث معهم حول ما يشاهدونه على التلفاز، إلا أن محاولاتهم قوبلت بعدم الاكتراث من قبل الآباء”.
كما أشارت الدراسة إلى أن ثلاث عائلات فقط (حوالي 7 في المائة من عينة البحث) تحدثوا مع أطفالهم حول ما يُشاهدونه على التلفاز في معظم الوقت.
يقول فورناري: “في الحقيقة، فإننا لا نعرف على وجه التحديد ما هي آثار هذه الجرعات المبكرة والكبيرة من البرامج التلفزيونية وألعاب الفيديو على أطفالنا وكيف يمكن أن تؤثر في تطور أدمغتهم. ولكن يبدو أنها تؤثر عليهم بشكل كبير، وقد ينشأ جيل متعلق جداً بهذه الأجهزة في سن باكر”.
تقول الباحثة دوموف: “يمكن للأهل أن يقوموا ببعض الإجراءات التي من شأنها تجنب الآثار السلبية لمشاهدة التلفاز، فبدلاً من إطفائه نهائياً ينبغي على الأهل إرشاد الأطفال للبرامج المناسبة لهم وتخصيص ساعات محددة لمشاهدتها”.
جرى عرض نتائج الدراسة في مؤتمر الرابطة الأمريكية للعلوم النفسية المنعقد في شيكاغو، ومن المعروف بأن نتائج الدراسات المعروضة في المؤتمرات والملتقيات العلمية تبقى أولية لحين نشرها في مجلة علمية محكمة.
HealthDay News
المصدر : kaahe