توصلت دراسة حديثة إلى أن الاستخدام المبكر للمضادات الحيوية عند الأطفال قد يُقلل من فوائد الحليب الطبيعي الذي يحصلون عليه من أمهاتهم.فقد وجد الباحثون بأن الأطفال الذين وُصفت المضادات الحيوية لهم في أثناء فترة إرضاعهم طبيعياً أو بعد فترة بسيطة من فطامهم كانوا أكثر عُرضة للإصابة بأنواع العدوى والبدانة.تقول المُعدة الرئيسية للدراسة كاتري كوربيلا، الخبيرة ضمن برنامج أبحاث المناعة الحيوية بجامعة هيلسينكي بفنلندا: “يتميز حليب الأم باحتوائه على جراثيم ومكونات سكرية خاصة تُحرّض نمو نمط خاص من البكتريا المعوية”.وبحسب التقرير فإن إحدى أهم فوائد حليب الأم هو مساعدة الطفل على تكوين بكتريا معوية مفيدة تساعد على تطوير استقلاب الطفل وجهازه المناعي، إلا أن تناول المضادات الحيوية يقتل البكتريا ويُفسد هذا الهدف.
وتشير كوربيلا إلى أن الدراسة وجدت ارتباطاً بين تناول المضادات الحيوية وتخريب البكتريا المعوية، ولكنها لم تثبت علاقة سبب ونتيجة بين كلا العاملين.قامت كوربيلا وفريق بحثها بمراجعة بيانات 226 طفلاً فنلندياً شاركوا في تجربة على البروبيوتك في الفترة بين عامي 2009 و 2010، حيث أجابت أمهات الأطفال عن أسئلة حول الإرضاع الطبيعي واستخدام المضادات الحيوية.
وجد الباحثون بأن ما نسبته 97 في المائة من الأطفال رضعوا من أثداء أمهاتهم لمدة شهر على الأقل، وبلغت الفترة المتوسطة للرضاعة الطبيعية ثمانية أشهر.وقد أظهرت الدراسة بأن معدلات العدوى وحالات زيادة الوزن كانت أقل لدى الأطفال الذين رضعوا من أثداء أمهاتهم ولم يُعالجوا بمضادات حيوية قبل الفطام، وقدّر الباحثون بأن استعمال المضادات الحيوية انخفض بنسبة 5 في المائة مع كل شهر من الرضاعة الطبيعية. كما لاحظ الباحثون بأن استعمال المضادات الحيوية في أثناء الإرضاع الطبيعي وفي غضون أربعة أشهر بعد الفطام ترافق مع زيادة في معدلات العدوى والإصابة بزيادة الوزن.
جرى نشر الدراسة في الثالث عشر من شهر يونيو الحالي في مجلة الجمعية الأمريكية لطب الأطفال JAMA Pediatrics.
وفي معرض التعليق على الدراسة، يقول الدكتور ويليام ميونوس، اختصاصي أمراض الهضم عند الأطفال بأن الإرضاع الطبيعي هو الطريقة الأمثل لمكافحة العدوى عند الأطفال، وذلك بسبب العناصر المناعية التي تدخل في تركيبه. وأكّد على تجنب استخدام المضادات الحيوية عند الأطفال في حالات العدوى الفيروسية، لأنها لن تفيد شيئاً.ويضيف ميونوس بأن الإرضاع الطبيعي يؤخر تقديم الأغذية التي يمكن أن تُسبب زيادة الوزن عند الطفل، مثل الحبوب والأطعمة الغنية بالنشويات، ولعل ذلك هو السبب في ملاحظة زيادة في الوزن عند الأطفال بعد الفطام، دون أن يكون للبكتريا المعوية دورٌ في ذلك.
HealthDay News
المصدر : kaahe