علوم وتكنولوجيا

تجربة علمية تُظهر بأن فقدان الذاكرة الناجم عن داء ألزهايمر قابل للشفاء!

أفاد باحثون بأن طريقةً علاجيةً جديدةً أظهرت نتائجَ مبهرةً في علاج المرضى المسنين الذين يشكون من مشاكل ذهنية أو جرى تشخيص إصابتهم بداء ألزهايمر.

وقد كانت أبحاث سابقة وجدت بأن التقنيات الحديثة، مثل تقنية VR التي تعتمد على استخدام الضوء الأزرق، قد مكنت العلماء من استعادة الذاكرة عند بعض جرذان المخابر. إلا أن تجارب مماثلة لم تُجرَ على البشر.

يقول المُعد الرئيسي للدراسة، ديل بريدسن، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا الأمريكية: “لقد حققت طريقتنا العلاجية الجديدة نتائج إيجابية غير مسبوقة، ووفرت دليلاً إضافياً على أن المقاربات المنهجية والشاملة في علاج التدهور الذهني المعرفي عند كبار السن تمتلك فعالية كبيرة جداً”.

اشتملت التجربة على عشرة مرضى مُسنين يعانون من مشاكل إدراكية بسيطة، أو إعاقات ذهنية ثانوية، أو جرى تشخيص إصابتهم بداء ألزهايمر، وكان لدى تسعةٍ منهم خطر وراثي للإصابة بداء ألزهايمر، وكان هذا الخطر عالياً جداً عند خمسةٍ منهم. ثم جرت معالجتهم وفق برنامجٍ خاص أطلق عليه العلماء اسم “ميند MEND”، وهو اختصار لعبارة “metabolic enhancement for neurodegeneration” التي تعني “التعزيز الاستقلابي للتنكس العصبي”. وترتكز هذه الطريقة على 36 عاملاً، تشمل ممارسة التمارين الرياضية والحمية الغذائية والنوم المنتظم، بالإضافة إلى تناول عدد من الأدوية والفيتامينات والخضوع لجلسات علاجية محفزة للدماغ. استمر البرنامج العلاجي لمدة تتراوح بين 5 إلى 24 شهراً، ولاحظ العلماء تحسناً ملموساً عند جميع المرضى بعد نهاية البرنامج.

ونذكر من حالات النجاح المميزة في هذه التجربة، حالة رجلٍ يبلغ من العمر 66 عاماً، انحسر حجم منطقة الحُصين في دماغه hippocampus بمعدل 17 في المائة (وهي المنطقة المسؤولة عن استدعاء المعلومات من الذاكرة قصيرة المدى وبعيدة المدى)، ثم لاحظ العلماء زيادة حجم الحُصين بمقدار 75 في المائة بعد العلاج، وهو ما انعكس إيجاباً على ذاكرته وقدرته على التفكير الواعي.

كما كان من بين الحالات رجلٌ في التاسعة والستين من عمره، كان قد خطط لإنهاء أعماله وتجارته والتقاعد في المنزل بعد أن عانى من تراجع الذاكرة لأكثر من 11 سنة، كما كانت علامات داء ألزهايمر المبكر قد أخذت بالظهور عليه. إلا أنه وبعد 22 شهراً من المعالجة بطريقة ميند MEND، لاحظ العلماء تحسناً كبيراً جداً في قدرته على استرجاع معلومات الذاكرة بعيدة المدى، إلى درجة أنه تراجع عن قراره السابق وعاد إلى أعماله بل وتوسع فيها أيضاً.

ويعتقد العلماء بأن هذه النجاح في المعالجة هو نجاحٌ حقيقيٌ وليس مؤقتاً وحسب، إذ إنه لم يتعرض للنكس، على الأقل طوال فترة الأربع سنوات التي استمرت فيها الدراسة.

إلا أن النقد الأساسي الموجه إلى هذه الدراسة، هو صِغر حجم عينة البحث فيها، إذ لا يمكن استخلاص نتائج حاسمة من خلال تجربة على 10 مرضى فقط، ولذلك فإن العلماء بصدد إطلاق بحث جديد يشتمل على عينة بحث أكبر، لعلهم ينجحون في الحصول على نتائج مماثلة ودعم ما توصلوا إليه في هذه الدراسة المُصغرة.

HealthDay News

المصدر : kaahe

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى