على الرغم من أن المروجين لبرامج تدريب وتحفيز الدماغ يقولون دائماً بأنها تساعد المشاركين على شحذ ذكائهم وتطوير مهاراتهم العقلية، إلا أن دراسةً حديثة توصلت إلى هذه الفوائد المزعومة قد تكون عائدة إلى التأثير النفسي لا أكثر، شأنها شأن الدواء الوهمي.
ففي دراسةً أجراها باحثون أمريكيون اشتملت على خمسين مشاركاً خضعوا لاختبار تقييم الذكاء IQ، وجد الباحثون بأن مُجرد إطلاع المشاركين على أهداف الدراسة قد أدى إلى تحسين أدائهم بمعدل 5 إلى 10 نقاط في الاختبار، بينما بقي معدل الذكاء ذاته لدى الأشخاص الذين لم يعرفوا الهدف من إجراء هذه الدراسة.
يقول المُعد الرئيسي للدراسة سيروس فوروغي، الباحث بقسم الطب النفسي بجامعة جورج ماسون بولاية فيرجينيا الأمريكية: “نعتقد بأن نتائج دراستنا قد وفرت دليلاً قوياً على أن الدواء الوهمي قد يترك آثاراً إيجابية مماثلة لتلك التي يحصل عليها الشخص عقب مشاركته في أحد برامج تدريب الدماغ”.
ويُضيف فوروغي: “إننا لا نعني بذلك بأن برامج تدريب الدماغ هي برامج عديمة الفائدة مطلقاً، ولكن نتائجها الإيجابية قد لا تختلف كثيراً عن النتائج التي يأتي بها الدواء الوهمي”.
قام الباحثون بإعداد إعلانين مختلفين للدراسة بهدف جمع متطوعين من طلاب جامعة جورج ماسون، وقاموا بإلصاقهما في عدة مواقع من الجامعة، أوضحوا في أحد المنشورين بأنهم ينوون إجراء دراسة حول تعزيز قدرات التفكير، مشيرين فيه إلى أن العديد من الدراسات السابقة كانت قد وجدت بأن تدريب الذاكرة قد يزيد من حدة الذكاء، في حين لم يذكروا في المنشور الثاني أيّة تفاصيل عن طبيعة الدراسة وهدفها، واكتفوا بالقول بأن المشاركين سوف يحصلون على نقاط في رصيدهم التطوعي نظير مشاركتهم فيها.
خضع المشاركون في كلتا المجموعتين إلى اختبار أوليٍ سريع لتقييم الذكاء، ثم حضروا برنامجاً لتدريب الدماغ لمدة ساعة واحدة، وهي فترة قصيرة جداً جداً ولا يمكن أن لبرنامج بمثل هذه المدة أن يعود بفوائد حقيقية على الدماغ.
بعد ذلك بيوم، خضع جميع المشاركين مجدداً لاختبار تقييم ذكاء، وقد وجد الباحثون بأن المتطوعين الذين شاركوا في الدراسة بعد معرفة أهدافها وجرى إخبارهم مسبقاً عن فوائد تحفيز الذاكرة على الدماغ قد كانت نتائجهم أفضل بمعدل 5 إلى 10 نقاط من أقرانهم الذين شاركوا في الدراسة دون معرفة أهدافها الحقيقية.
يقول الباحثون بأنهم لا يمتلكون تصوراً مؤكداً حول كيفية تأثير الدواء الوهمي على ذكاء الشخص، ولكن يبدو بأن الشخص يتحفز أو يشعر بشيء من التحدي والثقة بالنفس عندما يعلم بأنه سيخضع لاختبار لتقييم ذكائه.
ويختم فوروغي بالقول: “أعتقد بأن ممارسة ألعاب الذكاء، مثل الكلمات المتقاطعة أو اللوحات التركيبية أو لعبة سودوكو قد تكون أكثر فائدة من برامج تدريب الدماغ المُكلفة”.
HealthDay News
المصدر : kaahe