علوم وتكنولوجيا

الجرعات الضئيلة من الستاتينات تكفي لترك تأثير إيجابي على القلب

توصلت دراسة حديثة إلى أن زيادة جرعة الستاتينات بهدف خفض مستوى الكولسترول إلى قيم متدنية والحد من خطر الإصابة بالمشاكل القلبية، هو إجراء عديم الفائدة، وإن هذا الخطر يبقى ذاته لدى الأشخاص الذين تكون لديهم مستويات الكولسترول في الحدود المتوسطة والدنيا على حدٍ سواء.

ومن المعلوم بأن تراكم الشحوم على جدران الأوعية الدموية يؤدي إلى تضيقها وإضعاف التروية الدموية للقلب، وهو ما يزيد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية والسكتات الدماغية.

إلا أن الجدل لا يزال محتدماً بين العلماء حول كمية الكولسترول السيء التي ينبغي التخلص منها.

يقول الدكتور مورتون ليبوفيتز، الباحث بمعهد كلاليت للبحوث: “تُشير نتائج دراستنا إلى أن الأطباء الذين يستخدمون الستاتينات في علاج مرضى القلب ومرضى ارتفاع مستوى الكولسترول ينبغي أن يحرصوا على إبقاء مستوى الكولسترول عند مرضاهم دون عتبة 100 ملغ /ديسيلتر، وذلك لوقايتهم من المخاطر المستقبلية المحتملة. إلا أنه لا تتوفر أدلة تُشير إلى أن زيادة جرعة الستاتينات وخفض مستويات الكولسترول إلى أقل من ذلك ستزيد من فائدة العلاج وتقي بشكل أكبر من الإصابات القلبية الوعائية”.

وبحسب هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، فإن الملايين من الأمريكيين يتناولون الستاتينات، ومن أسمائها التجارية: كريستور Crestor (التركيب الدوائي روسوفاستاتين rosuvastatiN)، ليبيتور Lipitor (التركيب الدوائي أتورفاستاتين atorvastatin)، زوكور Zocor (التركيب الدوائي سيمفاستاتين simvastatin)

وتُشير هيئة الغذاء والدواء الأمريكية إلى أن تناول الستاتينات على المدى الطويل قد يزيد من خطر الإصابة بالسكري من النمط الثاني، بالإضافة إلى بعض التأثيرات الجانبية النادرة، مثل فقدان الذاكرة والوهن العضلي والأذية الكبدية، إلا أن ذلك لا يُقلل من أهمية وفائدة الستاتينات في خفض كولسترول الدم.

قام الباحثون بتقصي أكثر من 31 ألف مريض تراوحت أعمارهم بين 30 إلى 84 سنة، وقد جرى تشخيص إصابتهم جميعاً بأحد الأمراض القلبية في الفترة بين عامي 2009 و نهاية عام 2013، وقد تناول جميع هؤلاء المرضى الستاتينات لمدة سنة واحدة على الأقل.

لاحظ الباحثون بأن مستويات الكولسترول كانت منخفضة لدى 30 في المائة من المرضى (70 ملغ/ ديسيلتر أو أقل)، في حين أن مستويات الكولسترول كانت متوسطة لدى أكثر من نصف المرضى (تتراوح بين 70 ملغ /ديسيلتر إلى 100 ملغ/ديسيلتر)، في حين أن مستويات الكولسترول كان مرتفعة لدى 20 في المائة تقريباً من المرضى (أكثر من 100 ملغ/ديسيلتر، وقد تصل إلى 130 ملغ/ديسيلتر)

جرت متابعة المرضى لمدة سنة وسبعة أشهر تقريباً، توفي في أثنائها 9000 مريض أو أصيبوا بحوادث قلبية خطيرة، بما في ذلك النوبة القلبية والسكتة الدماغية والألم الصدري، أو خضعوا لجراحات قلبية وعائية كبرى.

وقد وجد الباحثون بأن نسبة حدوث هذه العواقب كانت أقل احتمالاً لدى المرضى الذين انخفضت مستويات الكولسترول لديهم إلى ما دون 100 ملغ/ديسيلتر، ولكن الخطر لم يتراجع أكثر مع تدني مستوى الكولسترول إلى 70 ملغ/ديسيلتر أو أقل.

جرى نشر نتائج الدراسة في العشرين من شهر يونيو الحالي في النسخة الإلكترونية من مجلة الطب الداخلي التي تُصدرها الجمعية الأمريكية للطب JAMA Internal Medicine.

وفي معرض التعليق على الدراسة، تقول الدكتورة ريتا ريدبيرج، اختصاصية أمراض القلب والأوعية الدموية بمركز UCSF الطبي بمدينة فرانسيسكو الأمريكية: “أعتقد بأن هذه الدراسة سيكون لها انعكاسات كثيرة. فالستاتينات، شأنها شأن باقي الأدوية، قد يؤدي استخدامها إلى ظهور بعض الآثار الجانبية، مثل الألم العضلي والإرهاق وفقدان الذاكرة والإصابة بالداء السكري، وإن خطر هذه الآثار الجانبية يزداد مع زيادة جرعة الستاتين. وطالما أن انخفاض مستوى الكولسترول إلى حدود أقل من 70 ملغ/ديسيلتر لا يترك أي فائدة، فهذا يعني عدم ضرورة زيادة جرعة الستاتينات بهدف الوصول إلى ذلك المستوى المتدني من الكولسترول”

وتختم ريدبيرغ بالقول: “إن قاعدة “المزيد هو الأفضل” لا تصلح دائماً، ويبدو أنها بالفعل لا تنطبق على زيادة جرعة الستاتينات”.

HealthDay News

المصدر : kaahe

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى