تجنب الاستلقاء على أحد جانبيك في الظلام واستخدام الهاتف الذكي في نفس الوقت

يقول الدكتور جوردون بلانت، اختصاصي طب العيون في مستشفى مورفيلدز بمدينة لندن: “يمكن لهذه الظاهرة أن تحدث عند الأشخاص الذين ينظرون إلى شاشات هواتفهم الذكية في غرفة مظلمة في أثناء استلقائهم على أحد جانبيهم. فعندما ينهض الشخص من سريره للقيام بعمل آخر، قد يشعر فجأةً بأنه فقد الرؤية في العين التي كان يستخدمها للنظر إلى شاشة الهاتف الذكي”.

ويُضيف بلانت: “لحسن الحظ فإن هذه الحالة مؤقتة، ولا تدوم سوى لبضع دقائق، دون أي عواقب أخرى لضرر دائم في العين. وقد شاهدت العشرات من الحالات المماثلة، وهو ما دفعنا لإصدار هذا التقرير، حيث يعتقد الكثير من الناس –وحتى أطبائهم- بأنهم أصيبوا بسكتة دماغية أو حالة طبية طارئة أخرى.

وبحسب بلانت، فإن هذه الظاهرة تنجم عن قدرة العين على التكيف مع ظروف الإضاءة الساطعة أو المنخفضة، وهي ظاهرة مشابهة لما يحدث عند الانتقال من مكان ساطع جداً إلى مكان مظلم جداً. فإذا كان الشخص مستلقياً على جانبه الأيسر ويقرأ مادةً ما على شاشة جواله، فإنه سوف ينظر إلى شاشة الجوال بالعين اليمنى وستكون العين اليسرى مُغطاة بالوسادة، وبالتالي فإن العين اليسرى ستكون متكيفة مع الظلام، في حين أن العين اليمنى متكيفة مع الإضاءة الساطعة. وعندما يقوم الشخص بإغلاق جواله، وينهض من سريره فإن عينه المتكيفة مع الإضاءة الساطعة ستحتاج إلى بضع دقائق قبل أن تتكيف مُجدداً مع الظلام، وهو ما قد يدفع الشخص إلى الاشتباه بأنه فقد الرؤية فيها.

ويورد التقرير قصة سريرية لفتاة تبلغ من العمر 22 عاماً عانت من تكرار هذه الظاهرة في عينها اليمنى لعدة أشهر، وقصة سريرية أخرى لسيدة تبلغ من العمر 40 عاماً كانت تعاني من فقدان البصر في العين لخمسة عشر دقيقة في كل مرة. وقد خضعت كلتا المرأتين إلى فحوص طبية متعددة، من بينها تصوير الدماغ بالرنين المغناطيسي وتخطيط القلب الكهربائي، قبل أن يكتشف الأطباء بأن الحالة لا تعدو عن كونها فقداناً مؤقتاً للرؤية بسبب استخدام الهاتف المحمول في الظلام في أثناء الاستلقاء على جانب واحد.

ويختم بلانت بالقول: “يمكن لأي ظرف إضاءة مماثل أن يؤدي إلى نفس النتيجة، والحل ببساطة هو النظر إلى مصدر الضوء بكلتا العينين، فهو ما من شأنه تكييف كلتا العينين على نوع الإضاءة دون تفاوتٍ بينهما”.

HealthDay News

المصدر : kaahe