توصلت دراسة سريرية ضخمة أُجريت على العلاج المعُيض بهرمون التستوسترون إلى أن هذا العلاج قد يُساعد الرجال المُسنين على استعادة بعضٍ من نشاطهم الجنسي المفقود نتيجة تقدمهم بالسنّ.
يقول المُعد الرئيسي للدراسة الدكتور جلين كانينغهام، أستاذ الغدد الصم بكلية الطب بجامعة بايلور الأمريكية: “لقد أظهرت الدراسة بأن الرجال المُسنين الذين عُولجوا بهرمون التستوستيرون قد تحسن أداؤهم الجنسي بشكل ملحوظ، وقد شمل ذلك كلاً من الرغبة الجنسية والقدرة على الانتصاب وعدد مرات الجماع”.
ويُضيف كانيننغهام: “لقد وجدنا بأن التستوستيرون قد حسّن هذه الجوانب الثلاثة جميعاً، وهو أمر مهم جداً، وخاصةً عند الحديث عن كبار السن”.
وفي معرض التعليق على الدراسة، يقول الدكتور براد أناوالت، أستاذ الغدد الصم بكلية الطب بجامعة واشنطن: “إن العلاج بهرمون التستوستيرون لن يحول الشيخ المُسن إلى شاب في ريعان شبابه، ولكنه سيساعده على تحقيق تحسن ملموس في حياته الجنسية. فقد أفاد المشاركون في الدراسة بأنهم استطاعوا الوصول إلى النشوة الجنسية بمعدل مرة كل أسبوع بدلاً من مرة كل عشرة أيام، وهو ما يعني الوصول إلى النشوة الجنسية بمعدل أربع مرات في الشهر بدلاً من ثلاث”.
وبحسب مُعدّي الدراسة، فإن جميع الرجال يواجهون تراجعاً طبيعياً في مستويات هرمون التستوستيرون مع التقدم في العمر، وهو ما يؤدي إلى تراجع الطاقة والرغبة الجنسية عند بعضٍ منهم.
ويُشير مُعدو الدراسة إلى أن صناعة هرمون التستوستيرون المنخفض low-T قد ازدهرت في السنوات الخمسة عشر الماضية، حيث دأب الرجال في الخمسينيات والستينيات من أعمارهم في البحث عن “إكسير الشباب”، وقد تضاعفت أعداد الرجال الذين عُولجوا بالتستوستيرون بمعدل أربعة أضعاف منذ العام 2000 وحتى يومنا هذا.
إلا أن العديد من الخبراء لا يزالون حذرين من العلاج بالتستوستيرون أو حتى مُشككين به، ويقولون بأنه استخدامه يجب أن يقتصر فقط على الرجال الذين يعانون من أعراض مرضية لانخفاض مستوى التستوستيرون، مثل العنانة أو الهزال العضلي.
يقول الدكتور لندن تروست، الأستاذ الجامعي وخبير العجز الجنسي عند الرجال بمجمع عيادات مايو كلينك بمدينة روشستر الأمريكية: “الطبيعي هو الطبيعي.. وأعني بذلك أنه يجب علينا النظر إلى التراجع في مستويات هرمون التستوستيرون مع التقدم في السن على أنه أمر طبيعي، وليس مرضاً يستوجب العلاج”.
يُذكر بأن العلاج بهرمون التستوستيرون يتوفر بأشكال عديدة، منها الهلام (الجل) ويكلف الشخص الواحد ما بين 200 إلى 400 دولار أمريكي شهرياً، والحُقن التي تُكلف أقل من 100 دولار شهرياً، والزُريعات التي تُحرر الهرمون بشكل بطيء وعلى مدى طويل، وتُكلف حوالي 1000 دولار كل ثلاثة أشهر.
من الجدير ذكره بأن الدراسة قد جرى تمويلها من قبل شركة AbbVie الدوائية، وهي الشركة المُصنعة لهلام التستوستيرون الذي يحمل الاسم التجاري AndroGel، والذي جرى استخدامه في الدراسة على جميع المشاركين.
يقول كانينغهام، بأن الدراسة قد تحرّت فقط الأثر العلاجي لهرمون التستوستيرون على النشاط الجنسي للمُسنين، ولكنها لم تبحث في أمان العلاج وآثاره الجانبية، وهو ما ينبغي أخذه بعين الاعتبار قبل اتخاذ القرار باستعمال هذا العلاج المُعيض.
وبحسب كانينغهام، فإن دراساتٍ سابقة كانت قد توصلت إلى أن العلاج بهرمون التستوستيرون قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستات أو أمراض القلب على المدى البعيد، كما قد يزيد العلاج بهرمون التستوستيرون من لزوجة الدم وبالتالي خطر السكتات الدماغية والنوبات القلبية.
جرى نشر الدراسة في التاسع والعشرين من شهر يونيو الماضي في مجلة علوم الغدد الصم والاستقلاب السريرية Journal of Clinical Endorinology and Metabolism.
HealthDay News
المصدر : kaahe