توصلت دراسة حديثة إلى أن توفر كميات مناسبة من معدن المغنيزيوم في النظام الغذائي للشخص قد يكون سر القدرة على ضبط ضغط الدم.
تقول الدكتورة سوزان ستينبوم، اختصاصية أمراض القلب التي قامت بمراجعة نتائج الدراسة: “يعمل المغنيزيوم على توسيع الأوعية الدموية، وبالتالي يساعد على خفض مستوى ضغط الدم. وتتضمن الأغذية الغنية بالمغنيزيوم كُلاً من الحبوب الكاملة والفاصولياء والمكسرات والخضار الورقية”.
وبحسب الباحثين، فإن الدراسات السابقة التي تحرت دور المغنيزيوم في تنظيم ضغط الدم كانت صغيرة الحجم نسبياً وجاءت بنتائج متضاربة.
قام فريق البحث في هذه الدراسة، الذي ترأسه الدكتور يكينغ سونغ، الأستاذ المساعد في قسم الوبائيات بكلية الصحة العامة بجامعة إنديانا الأمريكية، بتحليل بيانات 34 تجربة سريرية مختلفة حول مكملات المغنيزيوم الغذائية، بحيث اشتملت الدراسة على أكثر من ألفي شخص. وقد تراوحت جرعة المغنيزيوم اليومية بين 240 ميليغرام إلى 960 ميليغرام. وفي معظم تلك التجارب، تناول المشاركون جرعات من المغنيزيوم تساوي أو تتجاوز الحدود المنصوح بها يومياً بحسب المعايير الأمريكية.
وقد لاحظ الباحثون وجود علاقة بسيطة، ولكنها واضحة، بين تناول المغنيزيوم والحد من ارتفاع ضغط الدم.
فعلى سبيل المثال، وجدت الدراسة بأن تناول 368 ملغ من المغنيزيوم بشكل يومي لمدة ثلاثة أشهر قد ساهمت في خفض القيمة الأعظمية لضغط الدم (الضغط الانقباضي) بمقدار 2 ملم زئبقي، وخفض القيمة الدنيا لضغط الدم (الضغط الانبساطي) بمقدار 1.78 ملم زئبقي.
كما ترافقت المستويات الأعلى من المغنيزيوم مع جريان دموي أفضل، وهو عامل آخر يساعد على تخفيض مستوى ضغط الدم. ويعتقد مُعدّو الدراسة بأن فوائد المغنيزيوم في تنظيم ضغط الدم قد تقتصر فقط على الأشخاص الذين يعانون من عوز في هذا العنصر.
ويعني ذلك أنه لا حاجة لتناول مكملات المغنيزيوم في حال كان الشخص يتبع نظاماً غذائياً صحياً ومتوازناً بحيث يؤمن له كميات كافية من المغنيزيوم.
تقول ستينبوم: “كاختصاصية في علم التغذية، فإنني أؤكد على ضرورة اتباع نظام غذائي صحي، ليس من أجل تقليل كمية الكولسترول والسكر المضاف والسعرات الحرارية، وإنما من أجل الحصول على كميات كافية من المعادن والعناصر الغذائية المهمة الأخرى، كالمغنيزيوم وغيرها”.
وتعتقد ستينبوم بأن الدراسة الحالية قد أثارت أهمية تحري مستويات المغنيزيوم كجزء من إجراءات الفحوص القلبية، وضرورة أن يكون هذا المعدن جزءاً من خطة الوقاية والعلاج من الإصابة بفرط ضغط الدم.
جرى نشر نتائج الدراسة في الحادي عشر من شهر يوليو الحالي في مجلة فرط ضغط الدم Hypertension.
المصدر : وكالات