أقلام وآراء

المعارضة السورية وقرار مجلس الأمن

تناولنا في هذه الحلقة المقالات التالية:

– ” المعارضة السورية وقرار مجلس الأمن ” ” عنوان مقال اخترناه لكم من صحيفة العرب اللندنية للكاتب : ماجد كيالي
– ومن صحيفة النهار اللبنانية كنا قد اخترنا لكم مقالا حمل عنوان ” براميل بوتين على الأمم المتحدة ؟ ” للكاتب راجح الخوري
– وختمنا جولتنا من مقال بعنوان ” ليس بخطوط إيران الحمراء وحدها! ” طالعناه في الشرق القطرية للكاتب : علي حمد إبراهيم

نبدأ جولتنا من صحيفة العرب اللندنية وفيها كتب ماجد كيالي مقالا حمل عنوان :” المعارضة السورية وقرار مجلس الأمن “

يقول الكاتب : قبل مناقشة نص القرار أو حيثياته يجدر بنا أن نلاحظ أن هذا الإجماع المتشكل في القرار 2254 لم يتحقق إلا بدفع من ثلاثة عوامل رئيسية. أولها : ضغط مئات الآلاف من اللاجئين على الدول الأوروبية. وثانيها : العمليات الإرهابية التي ضربت في باريس وهددت بضرب غيرها. وثالثها : وصول روسيا وتركيا إلى حافة الحرب.

يتابع الكاتب : الفكرة الأولى هنا أن العامل الخارجي هو الذي خلق هذا الإجماع وليس العامل الداخلي. بمعنى أن العالم ربما دون الأسباب الثلاثة المذكورة كان يمكن أن يبقى على تعايشه مع المسألة السورية. والفكرة الثانية أن الدول الكبرى لا تشتغل في سياساتها الخارجية الاستراتيجية وفقا لقواعد الحق والعدالة وإنما وفقا لموازين القوى والمصالح السياسية والأمنية والاقتصادية وضمن ذلك أمن واستقرار مجتمعاتها.

بحسب الكاتب : يجدر لفت الانتباه إلى أن القرار يتحدث عن وقف إطلاق النار وعن آليات لمراقبته وعن رفع الحصار وتأمين المواد اللازمة للمناطق المحاصرة وتهيئة الظروف لعودة النازحين واللاجئين ، وهذه مسائل مهمة للسوريين لأن عمليات القصف والقتل والتدمير تستهدف المناطق التي تعتبر حاضنة للثورة بمعنى أن وقف إطلاق النار بكل أشكاله هو مصلحة أساسية للمعارضة . كما يجدر الانتباه إلى أننا إزاء مرحلة انتقالية قدرها 18 شهراً تتضمن تشكيل هيئة حكم بصلاحيات تنفيذية كاملة والتحضير لصوغ دستور جديد وتنظيم انتخابات جديدة وكل واحدة من هذه العمليات الثلاث محددة في فترة زمنية قدرها ستة أشهر.

ينتهي الكاتب للقول : المعارضة السورية معنية بتعزيز وضعها إزاء شعبها وإزاء العالم بنبذها الإرهاب أيديولوجية وشكلاً , وبإعادة الاعتبار لخطاباتها الأولى باعتبار الثورة السورية ثورة ضد الاستبداد ومن أجل إقامة نظام ديمقراطي في دولة مؤسسات وقانون ، لأن العالم دون ذلك لن يكون معنيا بهذه العملية وأيضا لأن سوريا لن تكون ذاتها دون أن تكون لكل السوريين.

بالانتقال الى صحيفة النهار اللبنانية ونقرأ فيها مقالاً للكاتب راجح الخوري بعنوان : براميل بوتين على الأمم المتحدة ؟

يقول الكاتب بداية : هل من المبالغة القول ان فلاديمير بوتين تمكن أخيراً من اسقاط براميله المتفجرة فوق رأس الامم المتحدة، وهل كثير اذ افترضنا ان جون كيري السعيد الدائم تولى شخصياً ترتيب “الاحداثيات” التي ساعدت سيرغي لافروف في فرض محتوى قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤؟

بحسب الكاتب : ليس كثيراً قول هذا وخصوصاً عندما ينجح الروس في فرض نظرية “يبقى الأسد وان لم يبق أحد”. نحن هنا لا نتحدث عن ازمة دموية بدأت أمس بل عن كارثة غير مسبوقة تقريباً، عن بلد غارق في الدم منذ خمسة أعوام، عن اكثر من ٣٠٠ الف قتيل وعن اكثر من ١٢ مليون لاجئ، وها هو بوتين يتمكّن في النهاية من ان يفرض قراراً يصدر للمرة الأولى عن مجلس الأمن ويلوي ذراع كل من دعا الى رحيل بشار الأسد .

يضيف الكاتب : يقوم القرار ٢٢٥٤ على أسس غير راسخة جاءت على ما يبدو نتيجة تسويات اللحظة الأخيرة في كواليس مجلس الأمن التي استندت الى عناد الروس في مقابل تساهل الأميركيين. أما مجموعة الدول الـ١٧ من أصدقاء سوريا فكانت من يأسها “شاهد ما شافش حاجة” كما يقول المصريون، ولهذا لا بد من طرح مجموعة ضرورية من الأسئلة:

بعد اجهاض نقاشات جنيف والى حد بعيد تمييع اتجاهات فيينا في ما يتصل بموقع الأسد من التسوية وبعدما سلّم كيري بنظرية لافروف عن خروج الاسد في نهاية المرحلة الانتقالية، وبعد عملية تشكيل الحكومة الانتقالية ، من الذي سيضمن عملياً خروج الاسد فعلاً؟ ومن الذي سيضمن الانتهاء من تلك المرحلة في غضون ستة اشهر؟ ثم من الذي سيضمن عدم خوض الأسد الانتخابات الجديدة التي تحتاج الى ضمانة ذات صدقية وموثوقية فيما يتصل بنزاهتها التي قد تتمخض عن فوزه بـ ٩٩,٩٩٪‏ من أصوات الموتى والمهجرين وطالبي السترة من الباقين أحياء عند ربهم يرزقون؟

هل من الضروري ان نتحدث ايضاً عن تشكيل الحكومة الانتقالية التي يريدها كيري في خلال شهر ولافروف في خلال ستة أشهر، وهذه مدة قد تكون في الحسابات الروسية منطلقاً لتغيير في كثير من العناصر السياسية التي يمكن ان تتشكل منها هذه الحكومة.

يخلص الكاتب للقول : ثم نأتي الى المشكلة الدقيقة المتعلقة بوقف النار الذي يفترض ان يتم وفق روزنامة متناقضة، أولاً لجهة وقف النار بين المعارضة وجيش النظام، ومن ثم تزخيم النار بينهما وبين التنظيمات الارهابية، هذا اذا تم فعلاً التفاهم على من هي هذه التنظيمات!

وننهي جولتنا من الشرق القطرية وفيها كتب علي حمد إبراهيم مقالاً حمل عنوان : ” ليس بخطوط إيران الحمراء وحدها “

يقول الكاتب بداية : تعاقب القادة الإيرانيون في الأيام القليلة الماضية وهم يدلون بتصريحات جزلة , متباهين بأنه لولا الدعم الإيراني لنظام الرئيس الأسد لسقط النظام منذ وقت بعيد.

بحسب الكاتب : الضعف الذي دبّ فجأة في الموقف الأمريكي تجاه دعم الثوار شجع الدب الروسي ، وجعله يكشر عن أنيابه للدولة القطب. وزاد من تماديه في استفزاز الثورة السورية بمواقف متشددة، كانت في كثير من الأحيان أكثر تطرفا وأكثر ضررا من مواقف النظام نفسه، بل و أكثر ضررا على الثورة السورية من ضرر الموقف الإيراني إذا استدعينا حجم دعم الدولتين للرئيس الأسد .

يضيف الكاتب : فالقاصي والداني يعلم أن الدعم المشترك للحليفين الإيراني والروسي هو الذي أبقى الرئيس الأسد حتى الآن في الرئاسة السورية، مضافا إليه بطبيعة الحال دعم القوى الشيعية الأخرى ممثلة في حزب الله وفي معسكر نوري المالكي الذين دعموا الأسد بمقاتلين طائفيين تطفلوا على الشأن الداخلي السوري بصورة استفزازية.

ينتهي الكاتب للقول : ويمكن الإقرار بأن هذا المعسكر مجتمعا هو الذي أبقى على نظام الرئيس الأسد حتى الآن، وليس فقط خطوط إيران الحمراء كما يدعي القادة الإيرانيون . نعم ، بقي الأسد بقوة الدعم الخارجي متعدد السحنات السياسية . ولكن إلى متى يستظل نظام الأسد بهذا الظل الرهيف

قسم البرامج / وطن اف ام

 

زر الذهاب إلى الأعلى