أقلام وآراء

المشهد السوري عند عتبة العام الجديد

في هذه الحلقة تناولنا المقالات التالية:
– ” المشهد السوري عند عتبة العام الجديد ” عنوان مقال اخترناه لكم من صحيفة الحياة للكاتب : أكرم البني
– ومن صحيفة العرب اللندنية كنا قد اخترنا لكم مقالا حمل عنوان ” المصيدة الروسية.. وقف النار مع بقاء الأسد ” للكاتب سلام السعدي
– وختمنا جولتنا من مقال بعنوان ” من القنطار إلى علوش: ألغاز روسيا في سوريا ” طالعناه في صحيفة القدس العربي لراي القدس

نبدأ جولتنا من صحيفة الحياة وفيها كتب أكرم البني مقالا حمل عنوان : ” المشهد السوري عند عتبة العام الجديد “

بداية يقول الكاتب : يُرجّح أن ترتبط مستجدات الشأن السوري مع حلول سنة جديدة بما قد ينجلي عن تنفيذ خطة الطريق التي تضمّنها قرار مجلس الأمن 2254، وما يترتب على ذلك من إعادة بناء المواقف والاصطفافات ، ومن تطورات ميدانية لن تخلو من بعض الغرائب والمفاجآت، ومن عمليات كرّ وفرّ لضبط دوامة الصراع الدموي المتفاقم.

ويُرجح أيضاً بحسب الكاتب : أن يشهد مسار التنفيذ مناورات وارتدادات ومحاولات متنوعة لتمييعه وإعاقته ، بخاصة أن غالبية أطراف الصراع الداخلية تزدري السياسة وترفض ضمناً قرار مجلس الأمن ، وتالياً تقديم تنازلات تفتح الباب أمام حلول سلمية وهي بلا شك ستتوسّل لتحقيق مآربها ، دعم حلفاء يناصرون موقفها.

يضيف الكاتب : لكن المتوقع أن تصطدم مناورات القوى المحلية بإرادة أممية ، تبدو حازمة هذه المرة لإخماد بؤرة التوتر السورية , تحدوها تفاهمات جدية وتوافقات في المصالح والمخاوف لدى أهم الأطراف الدولية والإقليمية.

يتسائل الكاتب : هل ينجح إجماع القوى الأممية في محاصرة أطراف الصراع والضغط عليهم لوقف العنف وضمان نجاح المرحلة الانتقالية؟! أم لا يزال الوقت مبكراً كي يقتنع أصحاب منطق القوة والغلبة بأن الإصرار على تغليب المصالح الأنانية والضيقة، يعني استمرار الدوران في حلقة مفرغة من دون اكتراث بمعاناة البشر وما يكابدونه؟!.

يختم الكاتب للقول : إننا محكومون بالأمل»، عبارة يتبادلها البعض وهم يستقبلون عاماً جديداً ربما لأنهم يعتقدون أن ما حلّ بهم يكفي، وأن ثمة فرصة لأن يكون الزمن المقبل مخاض خلاص من عبثية الصراع الدامي واستهتاره بأرواحهم وحقوقهم، وتالياً لتأكيد ضرورة دعم القرار السياسي الأممي كخيار متاح لوقف الاقتتال والعنف، وتقدير دوره المفتاحي في البدء بتجاوز ما صارت إليه أحوالهم، عساه يخفف من وطأة المخاض ويعجل وصول الناس إلى حقوقهم وما يتطلعون إليه!.

بالانتقال الى صحيفة العرب اللندنية ونقرأ فيها مقالاً للكاتب سلام السعدي بعنوان : المصيدة الروسية.. وقف النار مع بقاء الأسد .

يقول الكاتب بداية : بعد يوم واحد فقط على تصريح وزير الخارجية الأميركية جون كيري المثير للجدل بأن بلاده “لا تسعى إلى ما يسمّى تغيير النظام” في سوريا ، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا يدعم خطة طموحة لإنهاء الصراع في سوريا ويضع جدولا زمنيا لعملية لا يمكن أن نطلق عليها سوى “تغيير النظام”.

بحسب الكاتب : أول الأمور التي قد تعرقل التطبيق النصي لقرار مجلس الأمن هي عقدة الأسد ، وقد بات واضحا أنها عقدة غير قابلة للحل في المدى المنظور. القرار تجاهل مصير الأسد بشكل تام، في حين أكد على مشاركة اللاجئين السوريون المقدر عددهم بأكثر من خمسة ملايين في الانتخابات البرلمانية والرئاسية ، وبدا ذلك كما لو أنه الآلية الوحيدة للإطاحة بالأسد بالنسبة إلى الولايات المتحدة وأوروبا، مع استمرار الاعتراضات من قبل عدد من الـدول العربية.

يضيف الكاتب : لو امتلكت روسيا حقا القدرة التامة على الإطاحة بالأسد وتأمين بديل عنه، كما فعلت إيران باستبعاد نوري المالكي فمن الصعب جدا أن تقدم على تلك الخطوة المحفوفة بالمخاطر. إذ تخشى أن تشكل الإطاحة بالأسد هزيمة معنوية للموالين للنظام السوري سوف تؤول لاحقا إلى هزيمة مادية وتنتهي بتفكك أجهزة الأمن والجيش.

يتابع الكاتب : كما تشجع حقيقة تمسك حلفاء الأسد به على تعنّت هذا الأخير وعلى المزيد من المماطلة خصوصا أنه يعرف أن السير في العملية السياسية سوف يقود إلى نتائج غير مرضية على الإطلاق. لعبة المماطلة تغري روسيا وإيران أيضا، إذ تخوض كل منهما حروبا وعداوات متعددة، الأولى في أوكرانيا ومع تركيا، والثانية في اليمن ومع السعودية، وليس الأسد سوى إحدى الأوراق الكثيرة التي يجري توظيفها.

وننهي جولتنا من صحيفة القدس العربي ونقرأ فيها مقالاً لراي القدس حمل عنوان : ” من القنطار إلى علوش: ألغاز روسيا في سوريا “

بداية تقول الصحيفة : ربط بعض المحللين اغتيال القيادي في حزب الله اللبناني سمير القنطار باغتيال قائد فصيل جيش الإسلام السوري زهران علوش ، واتجه سهم الربط إلى فرضية اعتبار قتل الأخير نوعاً من التعويض الرمزي المكافئ لمقتل القيادي الشهير في حزب الله الذي اعتُبر شكلاً من أشكال التواطؤ الروسيّ مع إسرائيل ، مما يجعل قتل القائد الإسلامي السوري المعارض نوعاً من الاعتذار الروسيّ عن خطأ سلف وتقديماً لأضحية مناسبة في الوزن والاعتبار لكل من النظام السوري وحليفه «حزب الله».

بحسب الصحيفة : غير أن التدقيق في هذه الفرضية يكشف مشاكل فيها ، فهي تتجنّب حفراً مطلوباً أكثر في القضيتين بشكل لا يستبعد أي احتمال، ولعلّ أحد الاحتمالات الغامضة التي لم يتمّ التعاطي معها بجدّية رغم وجود سوابق عليها , هو احتمال القبول الضمنيّ للنظام السوري باغتيال القنطار , وهو أمر سبق أن أشارت إلى أمر شبيه (وفاضح) له زوجة المسؤول العسكري السابق في حزب الله عماد مغنية سعدى بدر الدين التي اتهمت عام 2008 النظام السوري بالضلوع في اغتياله.

تتابع الصحيفة : اغتيال علوش في المقابل , يحمل معالم الخطة الروسية الصاعدة والتي تقوم على ركيزتين ، الأولى ضرب القوى العسكرية السورية المعتدلة القادرة على مفاوضة النظام والثانية هي تشتيت المعارضة السياسية المعتدلة من خلال فرض فيتو على أطراف محددة فيها كجيش الإسلام وأحرار الشام ومحاولة فرض تنظيمات سياسية شكلية باعتبار أنها جزء من المعارضة السورية، وبذلك تحطيم قدرات المعارضة السياسية السورية وتحويل عملية التفاوض إلى ملهاة تتكفّل فيها المعارضة الكاريكاتورية بتصفية المعارضة الحقيقية.

تختم الصحيفة للقول : وبهذا المعنى يصبح مصــــرع القنـــــطار وعلوش، ضربتين لازبتين لخــــــدمة هدف واحد، وتتحوّل الموازنة الرمزية بين كفّتي الضحيتين إلى مقاربة واحدة تصبّ في اتجاه استراتيجي واحد تحرّك موسكو خيوطه ، ولا تبتعد دمشق الأسد كثيراً عن القبول الضمنيّ به أو الانخراط الفعليّ فيه .

قسم البرامج / وطن اف ام

زر الذهاب إلى الأعلى