الهوس الطائفي المسكون في العقلية العربية هو الذي أصبح أكبر عدو للشعب السوري وثورته، ولو كان خطاب الحرية والعدالة والحق والكرامة والأمان هو الموضوع بدلا من شعار الطائفية لحسم الأمر.
نبدأ اليوم جولتنا من مقال بعنوان :
” الطائفية عدو سوريا! “
للكاتب حسين شبكشي نطالعه في صحيفة الشرق الاوسط .
بداية يقول الكاتب : الثورة السورية في منظور أي فرد عادل وموضوعي وعلى حق , لا يمكن إلا أن يرى شعبا مغلوبا مظلوما يقتل ويباد ويهان بشكل متواصل ومستمر لفترة طويلة جدا من الزمن على يد نظام فاسد ومجرم وطاغية , هذه هي الحقيقة التي لا يمكن إنكارها.
كان المشهد السوري مظاهرات وتجمعات سلمية تزداد لهيبا كل يوم جمعة تحت شعار عريض يتم اختياره ويتم حصر عدد القتلى الذين يسقطون بسبب رصاص قوات الأسد المجرمة، مع عدم إغفال من يتم القبض عليهم ويزج بهم في سجون النظام السوداء.
يتابع الكاتب : العرب بشكل عام تجري الطائفية في دمائهم فلم يستطيعوا نصرة الشعب السوري دونما الزج بموضوع الطائفية فيه , فتحولت حالة نصرة الشعب السوري وحالة الدفاع عن النظام إلى مواجهة «عقائدية» و«إيمانية» بين السنة والشيعة، وظهر على السطح الفكر التكفيري الإرهابي البحت من الطرفين .
ينتهي الكاتب للقول : الهوس الطائفي المسكون في العقلية العربية هو الذي أصبح أكبر عدو للشعب السوري وثورته، ولو كان خطاب الحرية والعدالة والحق والكرامة والأمان هو الموضوع بدلا من شعار الطائفية لحسم الأمر.
———————
بالانتقال إلى صحيفة العربي الجديد ونطالع فيها مقالا
للكاتب توفيق بوعشرين بعنوان :
” من هنا خرج داعش “
يقول الكاتب بداية : النار التي أحرقت الطيار الأردني معاذ الكساسبة على يد تنظيم داعش، نار اشتعلت في المنطقة العربية منذ سنوات طويلة , والآن فقط أصبحت ظاهرة للعيان تصدم الرأي العام ، وتزرع الخوف في نفوس البشر وتذكّر العالم بتاريخ البربرية الذي انقضى ، ولم يعد له وجو، سوى في المتاحف وكتب التاريخ .
يضيف الكاتب : داعش نبتة لها جذور في أرض الاستبداد العربي الذي قتل الحرية والتعددية والديمقراطية وأعدم الحاسة النقدية تجاه السياسة والدين في العالم العربي , وهذا التنظيم أكبر من يضر المسلمين وصورتهم حول العالم وأكبر من يضر الربيع العربي الذي لاح قبل أربع سنوات ، وأعطى الشباب خياراً ثالثاً غير الخضوع للاستبداد، أو الارتماء في أحضان القاعدة وأخواتها.
يخلص الكاتب للقول : تنظيم الدولة ثمرة في شجرة الدولة العربية الفاشلة , وهو الفاتورة الثقيلة التي يؤديها العرب جراء التأخر في ورش الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والديني , داعش هو القيح الذي يخرج من الجرح السوري الذي ظل مفتوحا مدة طويلة .
———————-
ونختم جولتنا من صحيفة الحياة وفيها كتب حسين عبد العزيز مقالا حمل عنوان :
” واشنطن وموسكو: تبادل للأدوار في سورية “
يقول الكاتب : أدت التغييرات الدراماتيكية التي أحدثها تنظيم «داعش» في سورية والعراق العام الماضي إلى تغيير في أولويات المجتمع الدولي لا سيما الولايات المتحدة تجاه الأزمة السورية، فالأولوية الآن بالنسبة إلى واشنطن هي محاربة التنظيم والقضاء على الإرهاب المتنامي الذي أخذ من سورية معقلاً له ، مع ما يترتب على ذلك من تفاهمات وتحالفات ميدانية مع النظام وحلفائه لتحقيق ذلك.
وبرأي الكاتب فقد بدا جلياً من خلال التصريحات الغربية خلال الفترة الأخيرة بما فيها التصريحات الأوروبية أن مسألة إزاحة الأسد عن الحكم ستكون الخطوة الأخيرة لمسار عسكري وسياسي طويل وليس مقدمة لذلك , بمعنى أن استبعاد الأسد سيتم حين تكون عملية تشكيل مؤسسات الحكم الانتقالية قد انتهت وترسخت بنية نظام جديد يجمع طرفي الأزمة وهذه هي مهمة موسكو .
يتحدث الكاتب عن الشروط السياسية لإنضاج أي حل لا تزال غير متوافرة في سورية :
اولاً : ان النظام يختزل الأزمة بمحاربة الإرهاب من أجل الهروب من أي استحقاق سياسي، ويعتبر المعارضين السوريين الفاعلين مجرد عملاء وخونة , اما ثانياً وعلى الصعيد العسكري ما زال الواقع يعمق الصراع حيث لم تستطع الأطراف المتقاتلة حسم المعركة لصالحها .
والشرط الاخير فهو ان الدول الإقليمية ليست بصدد تقديم تنازلات ولم يصل الأمر لديها إلى حد القبول بحلول وسط . إيران ترفض أي اقتراح يستبعد الأسد وتركيا والسعودية ترفضان أي حل بوجود الأسد، فيما القاهرة تجتهد لإيجاد حل يتفق مع مصالح السلطة فيها .
قسم البرامج _ وطن اف ام