عندما كنا في السنة الأولى في كلية الإعلام بجامعة دمشق قالت لنا الدكتورة القاسية في تصحيحها للامتحانات في أولى محاضراتها “عليك كصحفي أن تكون شديد الحذر في انتقاء موادك الصحفية، كي تستطيع تأسيس جمهور لك، يكون متابعاً لكل ما تكتب، وإن اتبعت أسلوب الروتين الممل في انتقاء موادك سيهجرك الجمهور ويموت اسمك ويصاب بالعفونة الصحفية…”، اليوم وبعد أكثر من ثمانية سنوات على تلك المقولة التي قالتها لنا على المدرج السابع صباح يوم جامعي صيفي، تمر الصحافة بمئات المتملقين عليها، الذين امتهنوا الصحافة دون وجود قواعد وضوابط يتبعوها في عملهم، حتى أن البعض راح يطلق على نفسه لقب إعلامي، بعدما قطع شوطاً لا بأس به في الولدنة الصحفية، وأكثر ما يشد انتباهي، عدم تمييز الغالبية من متملقي الإعلام بين التحقيق والخبر واستطلاع الرأي والريبورتاج، فيطلقون كلمة “مقال” على كل الفنون والأجناس الصحفية التي تمر عليهم، وآخرون صنعوا من موضوع تعبير ومن بعض الجمل الانشائية مادةً إعلامية، مستغلين ثورات الربيع العربي، والكم الهائل من المواقع والوسائل الإعلامية.
وها هي شبكة الجزيرة أحد أضخم الشبكات الإعلامية تدرس فصل 2500 موظف بعد التقييم الأخير الذي أجرته على كوادرها، ونوهت الجزيرة في تقييمها أن الربيع العربي أجبرهم على التعامل مع ناشطين كإعلاميين وصحفيين دون النظر لمؤهلاتهم العلمية، وتبين مع مرور الوقت أن غالبيتهم كانوا زيادة عدد وكلفوا الجزيرة مبالغ طائلة، وقد آن الأوان للفرز والتعامل من جديد.
ولو اطلعنا في ظرف ساعة على عشرين وسيلة إعلامية نستطيع فصفصتها بظرف ساعة، كون أغلبية المواقع تعتمد على النسخ واللص من وكالات أنباء معروفة، بما لا يتناسب مع حقوق النشر والحماية، فالمادة الإعلامية بوصفها سلعة تكون ملك الصحفي حتى يتم إرسالها للوسيلة التي يعمل بها، وما أن يرسلها تصبح ملك الصحفي والوسيلة.
إذن المرحلة المقبلة بحاجة إلى رجال حقيقيون في مجال الإعلام يضعون الأخلاق الإعلامية كمبدأ أساسي في عملهم، مبتعدين عن الحشو والسرقات الصحفية، مرحلة يجب أن توضع فيها النقاط على الحروف فيما يخص القواعد والآلية والأهمية، مرحلة يجب أن يلزم كل ذي حد حده وأن لا يتطاول أحد على امتهان مهن لا يكون فالحاً فيها حتى لا تلفظه المهنة نفسها كما تلفظ الأفعى سمها.
فالقارئ أو المستمع أو المشاهد هو ضيف عند الصحفي ويجب إكرامه بضيافة تليق به، الجمهور اختارك من بين الكثير فقدم له ما يليق بإسمك، ومايهمه وإلا عاجلاً أم آجلاً يموت اسمك بين أروقة وسائل الإعلام وتكون متطفل على المهنة قضيت فيها وقتاً وكنت عبأ على نفسك وعليها.
خاص – وطن اف ام
صدقت ..قد اكتظت وسائل الاعلام بصحفيين واعلاميين هواة ..مضطرين ليكونو اعلاميين بسبب انعدام القدرة على نقل الخبر من قبل وسائل اعلام محايدة وصحفيين حقيقيين فلاتعول عليهم مجبر أخاك لا بطل.
كلام واقعي
ايضا هناك من تسلق الثورات وخاصة الثورة السورية وكانوا أداة للترويج لرجال او لقادة بنقلون الخبر كما يملى عليهم وللاسف الجزيرة كانت تتيح لهم المحال فانشهروا وازداد خطرهم كمرتزقة وشوهوا الحقيقة ..انتهى
عفكرة يوجد خطأ )رجال حقيقيبن( لاحقيقيون
كلام رائع