حقبة الخراب والدمار التي تعيشها سوريا اليوم بسبب الإستبداد والقمع وقوى التطرّف والتوحش الظلامية تجعلنا أمام واقع خطير من طمس الهوية ودفن التاريخ ..
فعلى سبيل المثال لا الحصر هذه عاصمة الحضارة السورية ” تدمر ” أسيرة بيد هؤلاء العتاة الغلاة القتلة الذين جلبوا ثقافة الصحراء وتفننوا بقطع رؤوس الآدميين من البشر ..
وقد انتقلوا الآن لتدمير الحجر ، هذا الحجر الذي يرمز إلى إنسانية من عاش على هذه الأرض ، وعظمة التاريخ السوري الزاخر بقصص الملكة زنوبيا وحكمها ..
وليس من التناقض أبداً أن نسلط الضوء على تلك الممارسات في زحمة يوميات الموت والحرب في بلدي ، فلا زلت مؤمنة بتلك المقولة : لولا هذا الحجر لما كنت من البشر ، وعلى الرغم من الهدم المتعمد لتاريخنا السوري من قبل الظلاميين ، لن يستطيع أحد أن يمسح ذاكرتنا بل سيذكرهم التاريخ على أنهم آفات ذات ثقافة صحراوية أتوا إلينا يوماً لكنهم أُبيدوا كما يبادُ وباء الطاعون ..
والمسؤولية الملقاة على عاتق كل سوري يؤمن بمدنية وعلمانية الدولة المستقبلية التي ينشدها العقلاء تجعلنا أكثر إصراراً على الحفاظ بكل ما أوتينا واستطعنا على هذا الإرث العظيم والكنز النادر قبل فوات الآوان ، فسوريا الضائعة في متاهات القوى العالمية والإقليمية ورهينة تجاذب تلك المصالح الضيقة لكل دولة تدعي مساعدة السوري ولكنها تساهم في ضياع ماضيه وحاضره وحتى مستقبله ..
إن دم العالم السوري ” خالد الأسعد ” المقتول على يد داعش الإرهابية المتوحشة والمُمثل بجثته من قبل تلك الذئاب ، هذا الدم المقدس الذي سال دفاعاً عن آثار سوريا يستحق منا وقفة جادة تستعيد بالمال والأعمال كل ما سُرق وبيع ونُهب من آثار البلد ، وقفة مع الذات السورية الصادقة لإكمال رسالة هذا القديس الحقيقي الذي قضى دفاعاً عن قضية عادلة لاتقل بالشأن أو المكانة عن الحرية التي يبحث عنها السوريون .
رندا قسيس كاتبة وسياسية سورية
جميل أن نبكي الحجر ، ولكن ترى من يبكي البشر . ؟؟
جميل أن نصف الدواعش بالظلاميين فهذا وصف حق .. ولكن بماذا نصف بشار الأسد وزبانيته ؟؟
جميل أن نبكي تاريخ سوريا .. ولكن من يبكي حاضر سوريا ومستقبلها ؟؟
شكرا لجمال أرواحكم
رؤية جدا صائبة في الدفاع عن الارث الحضاري الذي لولاه لما كان هنالك سورييون الأن
احييكي