تبدو أخلاقيات مهنة الصحافة والضوابط للأنشطة الإعلامية الشغل الشاغل لكثير من النشطاء السوريين، والكثير من المؤيدين للثورة السورية، خاصة مع دخول أعداد كبيرة من النشطاء الى ميدان العمل الإعلامي بمختلف مجالاته من أجل تغطية ما يجري على الأرض
خاصة في ظل غياب الكثير من وسائل الإعلام عما يجري، مع التغييب المتعمد الذي يقوم به النظام السوري لأنشطة وفعاليات الثورة وما يجري على الأرض. وظهرت مئات المواقع الالكترونية السورية المؤيدة للثورة، إضافة الى المواقع الاخبارية التي تحاول أن تقدم خدماتها للجمــهور السوري، فضلاً عن قنوات فضائية ومحطات إذاعية وصحف مطبوعة ومجلات، وغير ذلك من وسائل الإعلام المختلفة.
والطفرة الإعلامية التي شهدتها سوريا خلال السنوات الثلاث الماضية لم يسبق أن شهدتها البلاد، وربما لم يسبق أن مرت على أي دولة في العالم، نتيجة الأحداث الكبيرة، وفعاليات الثورة التي لفتت الأنظار والاهتمام، فضلاً عن أنه الى جانب مئات الوسائل الإعلامية التي ظهرت، فإن المئات من الشباب السوري تحول الى مراسل صحافي للفضائيات ووسائل الإعلام الخارجية التي اضطرت للتعاون مع أي كان من أجل الحصول على المعلومات وتقديم التغطيات الاخبارية لجمهورها.
وبينما ينتعش قطاع الإعلام في سوريا فان عدداً من الصحافيين يشعرون بالقلق من غياب المعايير المهنية في العمل اليومي، وإمكانية أن تتضرر الثورة السورية سلباً من جراء غياب الأخلاقيات والمعايير المهنية.
وفي محاولة للتغلب على الفوضى الإعلامية والقلق الناتج عنها أطلق نشطاء سوريون مبادرة هي الأولى من نوعها قبل أيام تقوم على ميثاق شرف صحافي يحمل اسم (ميثاق الحرية) للعمل الصحافي في سوريا قاموا بنشره على الانترنت ودعوا العاملين في المجال الإعلامي من مؤيدي الثورة السورية الى التوقيع عليه وإعلان التزامهم به، بما يضمن تقديم خدمات صحافية نظيفة للمتلقي النهائي. وقال الناشطون الذين أطلقوا الميثاق إنه تم التوصل اليه وصياغته بالتعاون مع لجان التنسيق المحلية للثورة السورية، إضــافة الى انه تم بالــتعاون والتنسيق مع منظمة «سوريا الحرة» وهي مؤسسة مجتمع مدني سورية مستقلة تعنى بمتابعة الحريات في البلاد ودعمها وتعزيزها وتكريسها.
ونشر النشطاء الميثاق على صفحة خاصة على شبكة التواصل الإجتماعي «فيسبوك» داعين الى التوقيع عليه والترويج له، مشيرين الى أنه «نتاج لخمسين ألف استبيان تم توزيعها على مختلف القطاعات والمجالات في سوريا من أجل الوصول الى الميثاق وصياغته بما في ذلك المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري».
وتضمن الاستبيان أكثر من 30 سؤالا تتعلق بشكل الدولة المستقبلية، وشكل الحريات التي ستضمنها، على أن الخلاصة كانت تتضمن الاتفاق على عدد من البنود من بينها أن المواطنين في الدولة السورية المقبلة يجب أن يتمتعوا بحرية الرأي والتعبير، وحرية التجمع والتنظيم، وحرية ممارسة الشعائر الدينية، وحرية تشكيل الأحزاب السياسية.
يشار الى أن مناطق واسعة من الأراضي السورية أصبحت خاضعة منذ شهور لتنظيم «داعش» الذي نفذ عدداً من الاعتداءات ضد صحافيين ومؤسسات إعلامية، ويبدو أنه يمارس أعمال قمع تتعلق بالإعلاميين، حاله في ذلك حال النظام السوري الذي يحاصر وسائل الإعلام ويستهدف الصحافيين والإعلاميين المعارضين له.
وتصدر عن تنظيم «داعش» العديد من المطبوعات والمنشورات المختلفة، إضافة الى أن نشطاء إعلاميين يتبعون «داعش» ينشطون على شبكات التواصل الإجتماعي من أجل بث أفكارهم وأخبارهم، كما بدا واضحاً أن لدى «داعش» جهاز إعلامي كبير يقوم بعمليات التصوير والمونتاج وينفذ التغطيات الإعلامية التي يتم بثها عبر الانترنت وتمريرها الى وسائل الإعلام المختلفة في العالم، فضلاً عن أن لدى «داعش» مجلة تصدر بالانكليزية وتوزع عبر البريد الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي من أجل شرح وجهة نظره للمجتمعات الغربية.
القدس العربي