كانت ايران من أوائل الدول التي صرحت عن ردة فعلها عن محاولة الانقلاب التي حدثت في تركيا وأتى على لسان وزير خارجيتها “جواد ظريف” غداً وعند زيارتنا إلى أنقرة سنؤكد وجهاً لوجه على دعمنا لتركيا”.
وقد قال الدكتور في العلوم السياسية المحاضر في جامعة “يلدرم بايازيد ” في قسم العلاقات الدولية “بايرم سينكايا” أن العلاقة بين تركيا و إيران تشهد انتعاشاً منذ فترة وذكر أيضاً أنه من الممكن أن تكتسب زخماً إذا استطيع تشكيل “آلية تشاور” بينهما كالتي بين روسيا وتركيا.
“لكن هذا ليس معناه أن يتم إقامة نظام تحالف إقليمي”
وحسب إفادة “سينكايا وتقييمه للموضوع “في هذه العملية من الممكن أن لا تكون تحوي على نفس الآلية بين روسيا وتركيا ولكن لنضع لها اسم “آلية التشاور” ولكن سنتخذ خطوات لتطوير الحوار بشكل مشاورات وإبلاغ بعضنا البعض عن التطورات وهذا ليس بالضرورة أن يكون معناه إقامة حلف تركي إيراني على مستوى إقليمي ولكن على الأقل نقوم بالسيطرة على الخلافات حول القصية السورية ومن الممكن أن تكون خطة لإنشاء آلية حوار للتحكم في العلاقات الثنائية “.
واليوم وعند تصريح وزارة الخارجية التركية أن وزير الخارجية الإيرانية جواد ظريف سيقوم بزيارة تركيا واُعلِنَ أنه سيلتقي بوزير الخارجية مولود جاويش أوغلو وبرئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان وأفيد أنه سيتم مناقشة القضايا الإقليمية و الدولية والعلاقات الثنائية خلال الزيارة .
ظريف “سيتم منح تركيا الدعم الإيراني وجها لوجه”
وقد علق الخبير في الشأن الإيراني “سانكايا” على أول زيارة سيقوم بها وفد إيراني رفيع المستوى إلى تركيا من بعد محاولة الانقلاب في 15 من تموز فقال “قد أعربت إيران وبحرارة عن دعمها للحكومة التركية عن طريق اتصالات قامت بها أثناء محاولة الانقلاب وبعدها والآن سيتم تثبيت هذا الدعم وجها إلى وجه عن طريق لقاءات سيقوم بها الطرفين وسيتم نقلها إلى الصحافة بشكل علني وبالأساس أن كلا طرفين كانا قد دخلا في عملية لاستعادة العلاقات بينهما من خلال الزيارة التي قام بها أحمد داوود أوغلو إلى طهران في شهر آذار .
ومن الممكن أن تعتبر تركيا ما قامت به إيران في محاولة الانقلاب تطوراً يضيف زخماً إلى العلاقات الثنائية بين البلدين أو على الأقل من الممكن أن تعتبره جزء من تطور الصداقة المشتركة بين البلدين .
هل من الممكن تطوير المحادثات
كان قد صرح وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو أنه سيتم إنشاء آلية عمل مشتركة بين روسيا وتركيا في الموضوع السوري عن طريق وزارتي خارجية البلدين ووكالات المخابرات وممثلين عن رئاستي الأركان .
وقد تحدث المتابع للشأن الإيراني “سانكايا” عن إمكانية إنشاء آلية عمل مشتركة بين إيران وتركيا بنفس المستوى الذي تم إنشاءه بين روسيا وتركيا وقال ” هناك حديث قام به الرئيس أردوغان مع الرئيس الإيراني حسن روحاني عن طريق مكالمة هاتفية أكد فيها أنه من الآن فصاعداً سنعمل مع كل من روسيا وإيران و بشكل مكثف من أجل حل القضايا الإقليمية .
وكانت هناك عدة مقترحات من الجانب الإيراني في هذا الشأن وكانت هناك عملية مراجعة للسياسة الإقليمية من قبل تركيا من الممكن أن لا تكون عملية التعاون مماثلة لتلك التي بين روسيا وتركيا ولا تصل لمستوى الآلية المشتركة بينهما ولكن من الممكن أن تكون إبلاغ بعضنا البعض وبشكل نقاشات بالخطوات التي ستتخذ من اجل تطوير الحوار.
لا يمكن لتركيا وإيران بناء علاقات لإجراء تغيير بالتوازن في المنطقة
وإن “سينكايا” الذي اعتبر إن بناء آلية عمل مشتركة بين ايران وتركيا لا يعني إنشاء تحالف بينهما والذي يرى أنه من غير الممكن أن يقام مثل هكذا تحالف قال ” إن بناء آلية عمل مشتركة لا تستطيع أن تكون بمثابة تحالف بين البلدين ولكن على الأقل من الممكن أن تكون آلية لصياغة حوار بين الطرفين من أجل تحديد الخلافات بينهما في القضية السورية وللسيطرة على التحكم في العلاقات الثنائية .
فمن الأكيد إذا حصل شيء كهذا سيكون فقط عبارة عن حوارات وآلية للمشاورات بين البلدين ليس أكثر لأنه لا أظن أن من الممكن إنشاء علاقة بين البلدين من شأنها تغيير التوازن في المنطقة .
المصدر : سبوتنيك الروسية ، ترجمة وتحرير وطن اف ام