“الشيعة والأكراد العلمانيون… هما قوتي النظام العالمي للتدخل في المنطقة “.
من أين اقتبسنا هذه الجملة؟ من المحادثات التي أجريناها مع أقرب زملاء العمل للرئيس أردوغان.
والمقصود في هذه الجملة هو التوسع الإيراني وهيجان حزب العمال الكردستاني.
حلم حزب العمال الكردستاني بإقامة دولة كردستان الكبرى وما بقي من خيال إيران باستعادة الإمبراطورية الفارسية.
وحديثنا مع زملاء الرئيس كان عن وصف مشروع ينفذ من قبل النظام الدولي.
فالحمل علينا ثقيل وبالنسبة لتركيا لديها فرصة لتحدي المخاطر المحتملة فنحن في واحدة من اللحظات التاريخية.
وكما أشار الرئيس أردوغان في افتتاح المجلس الوزاري الذي عقد في القصر الرئاسي “سوف تنمو تركيا وتكبر عن طريق حملاتها التي تقودها أو ستتقلص إذا ما بقيت في وضعية الدفاع ” عن هكذا فترة تاريخية نتحدث الآن.
قبل يومين وفي مساء 29 تشرين الأول كان هناك حفل استقبال في قصر “بيش تيببي”.
دعت عائلة الرئيس أردوغان 2000 شخص إلى أحد اقسام القصر الذي يطلق عليه اسم الحديقة الشتوية وعندما قال المتحدث باسم الرئاسة التركية أن الرئيس سوف يجيب على أسئلة الصحفيين انتقلنا إلى قسم آخر في القصر وأخذنا أماكننا.
وبعد مدة تقدم نحونا الرئيس أردوغان مع زوجته السيدة أمينة وعند وصول الرئيس إلى مكاننا قال لنا مازحاً وهو ينظر إلى جيش من الصحفيين الفضوليين الذين ينتظرونه ” إذا أردتم أستطيع أن أترككم تكملون حديثكم مع الأصدقاء”.
وما كانت للضحكات أن تبدأ حتى انتهت مع أول سؤال وجه للرئيس وعاد الجو جدياً.
وسأل الرئيس أولاً عما تم وضعه في جدول أعمال الرئيس اليوم عن تقدم الوجه الشيعي لتنظيم داعش ألا وهو الحشد الشعبي نحو مدينة “تل عفير” ذات الغالبية التركمانية.
وبما أن الرئيس كان يتعقب الموضوع عن كثب كان مستعداً للجواب وقال :
” لقد أجريت لقاءات مع أصدقائي المؤهلين حول هذا الموضوع ونريد أن نتحقق من المعلومات التي تأتينا من الداخل لأن الموضوع في الوقت الحالي ليس على هذا الشكل الآن إن الحشد الشعبي يقف على بعد ثمانين كيلو متر جنوب الموصل ولكن من الممكن أن يكون هذا الوضع قد تغير قليلاً من بعد ما حصلنا على هذه المعلومات “.
ولنقف هنا قليلاً لأن رد أردوغان على القسم الثاني من سؤال تل عفير هو المهم.
إذا تقدم الحشد الشعبي فعلاً نحو مدينة تل عفير ماذا ستفعل تركيا ؟
رد الرئيس على ذلك بشكل واضح لا يفسر بشكل آخر أبداً وقال “إذا قام الحشد الشعبي هنا بعمليات ترهيبية فحتماً سيكون لدينا رد مختلف وفي الأساس نحن موجودون في دهوك ولكن لا يوجد نقاط دعم كثيرة في دهوك عدا عن أننا في وضعية انتشار في سيلوب وأود أيضاً أن أعرب عن محاولاتنا لتكثيف وجودنا هناك “.
ما الذي قاله الرئيس ؟ قال “إذا اضطر الأمر سندخل من البر”.
الإرادة التي كانت تناقش قبل مدة خلف الأبواب المغلقة الآن تعرض على الملأ في حقل مفتوح.
والواضح أن أنقرة لديها بعض خطوطها الحمر في الموصل وتل عفر كالتي كانت موجودة في سوريا.
ومن المشاركين في هذه العملية المليشيات الشيعية التي تعمل على خلق عمليات انتقامية طائفية وعناصر حزب العمال الكردستانية الإرهابية فإذا أراد المشاركون القيام بالمجازر أو كانت العملية محاولة للتغيير الديمغرافي فإن تركيا ستتدخل لمنع حدوث ذلك وهذا ما بينه لنا رد أردوغان وبوضوح على سؤال تل عفير.
الولايات المتحدة لا تريد الدخول إلى الرقة مع وحدات حماية الشعب الكردية.
السؤال الثاني وجهته أنا للرئيس أردوغان حيث سألته ” قبل بضعة أيام كان هناك مكالمة هاتفية طويلة مع الرئيس الأميركي أوباما وكان يشير بها إلى إمكانية إجراء عملية الرقة مع تركيا حسب ما صرحتم به فما هو نهج الولايات المتحدة حول ذلك وما رأي تركيا حول هذا العمل المشترك؟”
وما يفهم من جواب أردوغان عن هذا السؤال أن تركيا قد أعلنت وبصراحة أنها مع أجراء عمل مشترك بين تركيا والولايات المتحدة في عملية الرقة عن طريق الجيش السوري الحر ولكن يبدو أن الجانب الأمريكي ليس مستعداً بعد لهذا الوضع.
حيث قال الرئيس ” نحن غير قادرين على الحصول حتى الآن على إجابة واضحة حول هذه المسألة لأنه وحتى الآن لم تزل التنظيمات الكردية من “بي يي دي” و “يي بي جي” موجودة في خططهم ونحن هنا نعبر عن أنفسنا فإذا كنتم تريدون إقحام التنظيمات الكردية في هذه العملية فنحن لا يمكننا أن نكون بها لأننا في الأساس لسنا بحاجتهم “.
المصدر : صحيفة يني شفق التركية ؛ ترجمة وتحرير وطن اف ام