مقالات

هشام ملحم – حماسة جمهوريّة وقلق ديموقراطي

يزداد المشهد الانتخابي الاميركي تعقيداً قبل ستة أيام من موعد الحسم، إذ يستمر الزخم الذي حظي به المرشح الجمهوري دونالد ترامب منذ أن كشف قبل أيام أن مكتب التحقيقات الفيديرالي “الاف بي آي” قد أعاد فتح تحقيقاته في البريد الالكتروني لهيلاري كلينتون.

وفي هذا الوقت المتأخر في السباق، كثف كل من ترامب وكلينتون نشاطاتهما الانتخابية، بما في ذلك اخذ المعركة الى بعض الولايات التي يفترض ان تكون مضمونة للخصم. ومع بداية الاسبوع الاخير من الحملة جندت كلينتون كل المدافع الكبيرة في ترسانتها، فبدأ الرئيس أوباما ونائبه جو بايدن والسيدة الاولى ميشيل أوباما نشاطات واسعة لمصلحتها ستستمر الى حين فتح مراكز الاقتراع الثلثاء المقبل.

وتبين مختلف استطلاعات الرأي ان كلينتون لا تزال متقدمة ترامب ولكن بنسب ضئيلة يصل معدلها الى أقل من ثلاث نقاط، الامرالذي يبقيها ضمن حيز الخطأ، بينما أظهر استطلاع لصحيفة “الواشنطن بوست” وشبكة التلفزيون “اي بي سي” ان ترامب تقدم كلينتون بنقطة واحدة، وهو أمر غير معهود، مع انه من الناحية العملية يؤكد ان هناك تعادلاً بين المرشحين.

وبينما تزداد مشاعر الحماسة في أوساط الجمهوريين، تنحسر هذه المشاعر في أوساط الديموقراطيين، وفقاً للاستطلاعات، على رغم ان مختلف المؤشرات بما فيها الاقتراع المبكر لـ25 مليون ناخب لا تزال ترجّح فوز كلينتون، بما في ذلك في ولايات كانت محسوبة على الجمهوريين. والزخم الذي حققه ترامب حديثاً قد يكون كافياً لتقليص معدل الفوز المتوقع لكلينتون، وحرمانها الحصول على أكثر من 300 صوت في المجمع الانتخابي، لكنه ليس كافياً لهزيمتها. وتبين الخريطة السياسية حتى الآن ان كلينتون متفوقة في بعض الولايات المحورية والمتأرجحة مثل فلوريدا، وان ولايات معسكرها تضمن لها الحصول على أكثر من 270 صوتاً في المجمع الانتخابي وهي الاكثرية البسيطة المطلوبة للفوز.

لكن كلينتون لا تزال تكافح لضمان حصولها على نسبة كبيرة من أصوات الناخبين ذوي الأصل الافريقي واللاتينيي، إذ تبين الاستطلاعات ان هذه الشرائح الاجتماعية لن تصوت لها بمثل الحماسة والنسب العالية التي صوتت بها لباراك اوباما في 2008 و2012.

ومع بداية الاسبوع الاخير من الحملة عادت مشاعر انعدام اليقين لتخيم على حملة كلينتون، بعد أسابيع من الثقة القوية بالفوز. ومنذ كشف ان كلينتون استخدمت محركاً خاصاً لرسائلها الالكترونية، وحملتها تنزف باستمرار. واذا حصل ما هو غير متوقع وخسرت الانتخابات، فإنها ستكون مسؤولة عن هزيمتها بسبب قرار اتخذته سراً في 2009.

المصدر : النهار 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى