مقالات

عبد الناصر القادري – عالم متواطئ رمادي، وعقول أشدّ رمادية!!

صرنا نعرف مواقيت المجازر في سوريا، ففي كل تصريحات المجتمع الدولي تجاه ما يجري فيها ما ينبأ بأن مهمة المجرم لم تنتهي بعد وعليه أن يكملها.

قبل أيام قال وزير خارجية ترامب ” ريك تيلرسون” والذي لم يتكلم أي كلمة منذ استلم منصبه ” أن مصير بشار الأسد يحدده الشعب السوري ” نفس الأسطوانة المشروخة التي بقي الروس والإيرانيون يقولونها منذ انطلقت الثورة السورية، وأكملت القصة مندوبة ترامب في الأمم المتحدة ” نيكي هالي ” مطمأنة بشار الأسد أن إطاحته لم تعد أولوية أمام هزيمة تنظيم الدولة ” داعش”، والحقيقة تقول إنها لم تكن يوماً أولوية.

سمع نظام الأسد ما قاله الأمريكان فضرب مدينة خان شيخون بريف ادلب بصواريخ تحتوي غاز الأعصاب بحسب منظمة الصحة العالمية، وضج الناس بالمجزرة التي خنقت ريف ادلب وخنقتنا معها، أكثر من 100 شهيد خنقوا بقصد، و400 آخرون لا يُعرف ماذا سيحل بهم، عوائل كاملة تنفست الموت، وشابٌ يدفن ابنتيه التوأم الخدج وهو يصيح يا الله، يرتجفون دون صوت، تُحرك الروح أجسادهم ويسألون بعيونهم البريئة بأي ذنبٍ اقترفناه؟ بأي ذنب؟!

قالت صحيفة التايمز الأمريكية أن نظام الأسد ارتكب جريمته بعد تغير موقف الإدارة الأمريكية بشأن سوريا، وأن دوائر صنع القرار المقربة من بشار الأسد التقطت الموقف الأمريكي الجديد كرسالة اطمئنان على الإفلات من العقاب.

تعرف تلك الدائرة المتصلة بموسكو وطهران كيف يفكرُ العالم وكيف يبني خططه، وكيف يمكن أن تكون جزءاً من منظومته الحقيرة في حكم شعوب العالم والسيطرة عليه وعلى أنفاسه؟!

فيرتكب نظام الأسد كل يوم مجزرة بجميع أنواع الأسلحة، لا شك أن القتل بغاز الأعصاب أشدُ وقعاً من الدم، ولكنه وهو يرتكب مجزرته في ريف ادلب كان يقصف كل مدن وبلدات غوطة دمشق بالصواريخ الفراغية والمدفعية الثقيلة ويقتل فيها أكثر من 20 شهيد وعشرات الجرحى، فالمجرم لا يهتم، ولا يأبه، ما دام المقتول مستضعف ولن ينصره أحد.

عالمٌ متواطئ مع الطاغية منذ اليوم الأول، ورماديٌ في تنديده، فإن لم يتجاوز عدد من قتل الـ 100 لا تسمعُ لهم حسٌ أو خبر، والأسوءُ أن يندد المجرم بجريمة غيره أو بجريمة شريكه في القتل والدم، فعلها نتنياهو حتى الخارجية الإيرانية نددت وعرضت المساعدة أيضاً، أيّ قلة شرف هذه؟!

وهناك أشخاصٌ أشد رمادية وبؤساً من دول العالم ومصالحه، فالموقف الرمادي هو موقف اللاموقف … الموقف الهيولي … موقف الغموض المتذاكي … موقف انتظار من يفوز لبدء موقف النفاق.

يقولون أبعدونا عن السياسة، أيّن هي السياسة في (فرفرة أرواح أطفال شيخون) وهم يفارقون حياتهم وأمهاتهم وذويهم ودنيا لم يروا منها شيء، ولدوا في الحرب، يعرفون كل أنواع السلاح، مفرداتهم اليومية هاون، ميغ، سيخوي، مدفعية ثقيلة، براميل متفجرة، كيماوي، سارين، صواريخ فراغية، قنابل عنقودية، مفردات لا علاقة لها بطفولتهم ولعبهم وضحكتهم.

يقول الشاعر الفلسطيني ” ربيب المقاومة ” تميم البرغوثي أنّ حزب الله يقاوم في سوريا والفرق كبير وواضح بين الاستبداد والمقاومة، كان يمكن لنظام الأسد تفادي الحرب بانتخابات رئاسية في 2011 أو اشتباك مع إسرائيل ولكنه اختار القمع، حزب الله لا علاقة له بقصف الكيماوي ممكن النظام أو روسيا. هو فعلاً حزب الله لا يرتكب أية جرائم خصوصاً تهجير أهالي الزبداني ومضايا سرغايا ووادي بردى هو مجرد حفاظ على حدوده لأجل الاشتباك مع اسرائيل فليمت أطفال سوريا ما المانع؟!

أصوات أخرى قالت أنّ ما حصل فوتوشوب ويقول إنه لا يؤيد الاستبداد، لا تظنوا أني مع بشار الأسد، لماذا الثياب الداخلية لمن قتلوا نظيفة؟، ترك حشرجتهم أثناء الموت، وأصوات نزعهم، ولحق كلاسينهم، رغم أن تلك النظيفة أشرف منه ومن كل يساره المقرف وسلطة التنسيق الأمني مع إسرائيل.

ليكون أحقر أنواع التشبيح حين يكون فلسطينياً فهو صاحب قضية حقة ويدافع عن مجرم ابن مجرم.

وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى