” الولايات المتحدة تعلم عن “بي يي دي” أكثر مما نعلم نحن وهم واضحين جداً في موضوع العلاقة بين حزب “بي يي دي” و “بي كي كي” فلماذا إذاً يقولون أنهم ملزمون بعلاقتهم مع حزب “بي يي دي” لماذا يتخلون عن حليفهم منذ خمسين عاماً ويتحدثون عن التزامهم مع حزب “بي يي دي” ؟
هذه الكلمات عائدة لأحد الأسماء التي تدير السياسة الأمنية في تركيا وأردت أن أنقل تأكيده بأن تركيا على علم بكل ما يحدث.
“بدأت القواعد التي أنشأتها الولايات المتحدة في سوريا بالعمل أي أنها أقامت قواعداً لها وهذا يدل على أن الولايات المتحدة سوف تبقى بشكل دائم في المنطقة من بعد عملية الرقة “.
الولايات المتحدة التي تعمل مع تنظيم “يي بي كي” ضمن عملية الرقة تحاول تهدئة ردة فعل أنقرة عن طريق إبلاغها بجميع الأسلحة التي يتم تزويد التنظيم بها عن طريق رسائل مكتوبة.
حيث قال وزير الدفاع “فكري اشك” بخصوص وضع عمليات التسليح تحت السيطرة من شأنها إنشاء آلية بخصوص ذلك وتجد أنقرة الفائدة من خلال هذه المبادرة الأميركية.
من المتوقع أن يتم تسريع التطورات في سوريا من بعد العيد حيث أن أنقرة تركز على ما بعد معركة الرقة.
ما بعد الرقة
“يجب متابعة ما الذي سوف يحصل من بعد معركة الرقة حيث يقال أنه سيتم جمع السلاح الذي تم إعطاءه لتنظيم “يي بي دي” ولكن إلى الآن لم تقم الولايات المتحدة بإجراء تصرف مشابه لهذا من قبل في أي من عملياتها بل على العكس من المتوقع أن يتم توحيد الوقف فيما يخص تنظيم “بي يي دي”.
كانت الرسالة التي أدلى بها الرئيس أردوغان عند الحدود السورية في منطقة شانلي اورفا مهمة جداً.
“أن التنظيمات الكردية “بي يي دي” و “يي بي كي ” الموجودة في الشمال السوري يبذلون قصارى جهدهم الآن ولكن يتوجب عليهم أن يعلموا أنه وبالرغم ممن يقفون بجانبهم ومن يقف خلفهم أن دولة الجمهورية التركية لن تسمح بإقامة دولة كردية في الشمال السوري بكل ما لديها من قوات مسلحة وإمكانيات متاحة”.
إن أنقرة تحاول حل الخطوة الثانية للولايات المتحدة من بعد عملية الرقة حيث أنها تعمل على قياس المستوى الذي وصلت إليه العلاقة بين الولايات المتحدة وتنظيم “يي بي كي” لأن هذه القضية هي قضية البقاء على قيد الحياة.
“فهل ستكون محدودية استخدام تنظيم “يي بي دي” ضد تنظيم داعش فقط أم أنه سيتم استخدامها ضد تركيا أيضاً عندما تنضج أكثر في المستقبل؟”.
وما يغذي هذه الشكوك ليس ما يحصل في سوريا فقط بل اتخاذ رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني قراره بإجراء استفتاء شعبي يصب في نفس الموضوع.
“فعملية الاستقلال التي ستخرج من الاستفتاء الشعبي من الممكن أن تطبق بعد فترة في سوريا أيضاً فمن المتوقع أن يفعل صالح مسلم ما يفعله البرزاني “.
ويعتقد أن اتخاذ البرزاني لقرار إجراء استفتاء على الاستقلال قد جعل رأس الولايات المتحدة يتلخبط ومع ذلك فإن إسرائيل قد شاركت بوسائل فعالة من أجل دعم موقف البرزاني ولوحظ أنشطة تم إجراءها من قبل اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة.
التطورات في سوريا
الحالة السورية الحرجة جعلت من حل المشكلة الكردية يفرض قيوداً جديدة على تركيا.
فعملية الحل ليست في المستوى الذي يدعها تبدأ في غضون 3 أو 4 شهور فهناك صعوبات تواجه الحكومة.
1- فمع النظر الى نتائج محاربة الإرهاب في الخريف يتوجب علينا أن ننظر إلى حجم المسافة التي اكتسبناها أيضاً.
2- فيجب علينا أخذ التنظيم الجديد لسوريا من بعد عملية الرقة وموقف التنظيمات الكردية ونتائج عملية الاستفتاء في كردستان العراق بعين الاعتبار.
حيث سيكون الخريف عتبة جديدة أمام حل المشكلة الكردية
حسنا وماذا سيحصل بعد أخذ جميع النتائج بعين الاعتبار في الخريف؟
على هذا الأساس أما سوف يتم تسريع عملية مكافحة الإرهاب أو سيتم تقييم الوضع الجديد ويتم العودة إلى السياسة الاجتماعية ولكنها لن تكون أبداً على غرار عملية الحل السابق حيث ستكون الحرب ضد الإرهاب مستمرة بكل عزم ولكن سيتم تقديم السياسات الاجتماعية والمدنية.
يتم تنفيذ معركة حاسمة ضد حزب العمال الكردستاني منذ تموز عام 2015 حيث يتم تنشيط السياسات الأمنية ولكن استفتاء 16 من نيسان مهد الطريق للحلول المدنية في المنطقة مما عزز ذلك من قوة أنقرة ويتم العمل على إجراء أبحاث متعلقة بالمنطقة.
فهناك نقطتين تظهران على السطح
1- ينتظر الناس التعويض عن المظالم التي طالتها عن طريق الحروب داخل المدن.
2- ازدياد البطالة في المنطقة جعل من طلبات التوظيف أهم القضايا الموجودة في المنطقة.
ما الذي يفعله أوجلان في خضم كل هذه التطورات؟
“لا يقوم بإجراء أي مقابلة منذ زمن بسبب الأوامر المفروضة فلا يرى أي ضرورة من إجراءه لأي مقابلة لأن ما يحدث يحدث في الساحات “.
لا يتم إجراء أي مقابلة بين الدولة وأوجلان ولكن يتم مراقبة كل شيء والآن هو في الجزيرة يمضي محكوميته.
صحيفة حريات ، ترجمة وتحرير وطن اف ام