قد يكون البيان الذي صدر عن حركة أحرار الشام، في أيار عام 2014، تحت اسم ميثاق الشرف الثوري، هو أول تحول لفصيل جهادي في سوريا، نحو ليونة سياسية تستخدم مصطلحات من قبيل الثورة السورية والعدل والحريات وحقوق الإنسان، بعد صمت طويل عن التسميات من خارج النص الديني المتفق عليه في أدبيات الجماعات الإسلامية على اختلاف تسمياتها ومشاربها.
لكن مؤتمر الرياض مؤتمر الرياض في كانون الأول 2015، كان أكبر الخطوات اتساعاً نحو عالم السياسية، حين ترأس محمد علوش القيادي في جيش الإسلام، لجنة التفاوض الرسمية، ليكون المؤتمر عموماً اللقاء الجامع الاول بين ما يسمى في سوريا “إسلاميين” وعلمانيين.
وقد غدت العملية السياسية بعد مؤتمر الرياض مركز الاهتمام الدولي ومساحة جدل كبير في الفضاء العام، وهو ما ضاعف من حضور السياسة في نقاشات ونشاطات الإسلاميين.
في ذات التيار الجهادي السياسي، بذلك جبهة النصرة محاولات مستمرة لتغيير خطها وموقعها السياسي، فغيرت من اسمها وضمت فصائل لها، وقادت غرف عمليات مشتركة، كان التغيير الأكبر في خطابها قد اتى على لسان قائدها أبو محمد الجولاني الذي ظهر في تموز 2016 كاشفًا وجهه لأول مرة ، فأعلن فك الارتباط مع تنظيم القاعدة،
تحدث بلهجة وصفت بالثورية وغير المسبوقة، ما فتح الباب أمام أسئلة حول أي تغيير محتمل في ايديولوجيا الجبهة وجوهر عقيدتها.
بقي الإخوان المسلمون الأكثر ثباتاً على مواقفهم منذ بداية الثورة تقريباً، ورغم محاولة تأسيس ذراع مسلحة من خلال تجربة “الدروع” بدايات 2013 والتي سرعان ما فشلت، يعتبر “فيلق الشام” حاليًّا الأكثر تمثيلًا لمدرسة الإخوان .
ضيفنا في يمين يسار، الدكتور محمد حبش، في نقاش حول مستقبل وواقع الاسلام السياسي في سوريا