أن يختار وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذكرى الرابعة للثورة السورية للانبطاح أمام نظام الاسد وفتح دعوة التفاوض أمام من سبق ان قارنه قبل عامين بأدولف هتلر وصدام حسين، ففي ذلك هبوط جديد للديبلوماسية الأميركية وهيبة واشنطن الدولية. وأن يتعامل الأسد بفوقية مع دعوة كيري فيما افترقت معه فرنسا وبريطانيا , ففي ذلك احراج واذلال للسياسة الأميركية.
نبدأ اليوم جولتنا من مقال بعنوان :
” العام الخامس والتحولات المطلوبة “
للكاتب جورج صبرا نطالعه في صحيفة الشرق الاوسط .
يقول الكاتب بداية : بعد أربع سنوات من عمر الثورة أربع سنوات من الحرب المفتوحة التي أعلنها النظام على الشعب يبدو نظام الاسد بوضوح كامل أنه ليس ابن حياة , حيث لم يسعفه الدعم الروسي المتعدد الأشكال ولم تتمكن البروباغندا الزائفة والإمكانيات الكبيرة التي وضعتها إيران في خدمته من تلميع صورته وإعادة تأهيله .
يتابع الكاتب : لم يعد مقبولاً على الصعيد الدولي أن تبقى السياسة الأميركية مكبوحة خلف المحيط , فهي عندما تتردد أو تنكبح لا تقوم بذلك وحدها إنما تؤثر على مجمل السياسات الدولية , في حين يهيمن النفوذ الإيراني اليوم على أربع عواصم عربية. وتحارب ميليشيا قاسم سليماني في الساحة الأكثر اشتعالا بين بغداد ودمشق.
يضيف الكاتب : على الصعيد الوطني السوري والمعارضة السورية على وجه التحديد، تبدو التحولات المطلوبة أكبر أهمية وأكثر إلحاحا , فالحاجة ماسة لوقفة متأنية مع الذات تتسم بالشجاعة والحكمة والمصارحة والنقد، لاستكشاف حصيلة بيدر الثورة .
ينتهي الكاتب للقول : مطلوب وبإلحاح استعادة الثورة من المطارح الرمادية التي أخذت إليها، بالتوجه إلى جميع السوريين حيثما كانت مواقعهم وكائنا ما كانت انتماءاتهم للمشاركة والانخراط في مشروع وطني جامع يواجه استمرار تدمير البلاد والعباد , فليس استقرار سوريا ومستقبلها فقط في الميزان بل استقرار المنطقة ومستقبلها أيضا .
——————–
بالانتقال إلى صحيفة الحياة ونطالع فيها مقالا
للكاتبة جويس كرم بعنوان :
” كيري وسقوط الهيبة الأميركية “
تقول الكاتبة : أن يختار وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذكرى الرابعة للثورة السورية للانبطاح أمام نظام الاسد وفتح دعوة التفاوض أمام من سبق ان قارنه قبل عامين بأدولف هتلر وصدام حسين، ففي ذلك هبوط جديد للديبلوماسية الأميركية وهيبة واشنطن الدولية. وأن يتعامل الأسد بفوقية مع دعوة كيري فيما افترقت معه فرنسا وبريطانيا , ففي ذلك احراج واذلال للسياسة الأميركية.
تضيف الكاتبة : هذه الصورة ليست مفاجئة اذا أخذنا في الاعتبار التخبط الأميركي داخل الادارة وعلى الأرض في الملف السوري , ودعوة كيري الاسد الى التفاوض لا تحمل بعدا استراتيجيا أو أفق حل للأزمة في سورية، لانه ليس هناك استراتيجية أميركية وليس هناك أفق قريب للحل في نظر المسؤولين الأميركيين.
تخلص الكاتبة للقول : النجاح في المفاوضات الايرانية التي يقودها جون كيري مع نظيره جواد ظريف وفرص الاتفاق بدل التمديد الأسبوع المقبل , لن يعني استرداد الهيبة الأميركية اقليميا أو حتى داخل الكونغرس بل سيعطي كيري انجازا يتيما في أربع سنوات في الخارجية حرمته منه دمشق وأذلته اسرائيل وقوض جهوده البيت الأبيض .
———————
ونختم جولتنا من صحيفة العربي الجديد وفيها كتب معن البياري مقالا حمل عنوان :
” سورية … كل هذه المؤامرة “
يقول الكاتب : كان القرار واضحاً منذ الأسبوع الأول للثورة لدى نظام الأسد في سورية وهو أن ما لا يحلّ بالقوة يُحلّ بمزيد منها وهذه أمثولةٌ إسرائيلية شارونية خصوصاً , وفي وسع الأسد أن يؤكد أن “الأسد أو لا أحد” لم يكن شعاراً مرتجلاً، بل كان خياراً مؤكداً ولا يزال، وأن “الأسد أو نحرق البلد” لم يكن زفرة انفعالٍ غاضب بل نهجاً اعتنقته السلطة .
يتابع الكاتب : هذا لسان حال نظام الاحتلال في سورية على مبعدة أربع سنوات من أولى هتافات السوريين لمّا طالبوا بأمنٍ وأمان وإصلاح، قبل أن يجهروا برحيل النظام القاتل الذي واجه صيحاتهم الحذرة الأولى بالرصاص، والفتك الشنيع بحمزة الخطيب وغيره من فتيةٍ وشبانٍ ونسوةٍ في درعا وغيرها.
يختم الكاتب للقول : يدفع السوريون كلفة باهظة من الآلام ومن ضياع دولتهم التي بنوها بتضحياتٍ مشهودة ثمن هذا الخيار الذي يرتكبه “أصدقاء سورية” بقيادة الولايات المتحدة، ولا نظن أن مؤامرةً مرّت في التاريخ من هذا الجنس النادر إذ تُمارس بأيدي من يتصدّون لها فالنظام المسلح إيرانياً وروسياً يساهم في المقتلة غير المقلقة لأحد وفي التدمير النشط والمطلوب من دون أن يقتنع ولو لحظة بأن الجريمة التي يقترفها بحق سورية جسيمة .
قسم البرامج _ وطن اف ام