مقالات

مهمت أجيت – هل أمريكا من خطط للانقلاب في تركيا ؟!

هل كان لواشنطن دور في محاولة الانقلاب في 15 تموز ؟ والسبب من هذا السؤال كونه من الأسئلة التي تشعر بعدم الراحة.

فإظهار الدولة التي تعتبر نفسها “حاكمة العالم” أنها تدعم الانقلابيين سوف يضر بهيبتها فلذلك هي تعمل على منع إظهار ذلك .

وكانت نشرت إحدى المحطات المؤثرة بالرأي العام “فورجين ايفيرس” مقالة في 30 أيار كتب في أولها “متى سيكون الانقلاب القادم في تركيا ” .

ويشرح فيها الكاتب بشكل واضح وصريح أنه سيتحالف بعض الجنرالات المتقاعدة من القوات المسلحة التركية وبعض القريبين من الرئيس اردوغان ويقومون بالانقلاب عليه من أجل إسقاطه .

وفي 16 حزيران ظهر كاتب مهم في مجلة السياسة الخارجية الأميركية وهو “جون هاناه” الذي كان يعمل في عهد الرئيس بوش كمستشار للأمن القومي ومساعد الوزير “ديك تشيني ” ويعرف بأنه زعيم المحافظين الجدد فكتب وقال ” إذا كانت تركيا ستدفع الحساب فهناك احتمال أن يقوم فيها انقلاب “.

وبدأت واشنطن ببث أخبار إنه إذا أردنا تغيير الحكم في تركيا فهناك طريق واحد لهذا ألا وهو الانقلاب .

وكانت قد زادت من تقييمها لهذا في أخرالشهور التي مضت ، ولنذهب بشكل متقدم أكثر صار هناك منهم من يقول ذلك بكل أريحية .

فمثلاً نحن نعلم أن المحافظون الجدد تربطهم علاقات جيدة مع القوات التركية وفي فترة كان من الضيوف في الأكاديميات العسكرية “مايكل روبن” ونحن نعلم كم مرة قال وصرح “لو حدث انقلاب في تركيا فان اميركا لن تقف ضده “.

ولكي نستطيع تحليل الموقف الأميركي من محاولة الانقلاب في تركيا وأين تقف هي منه يجب علينا عدم إعطاء أي أهمية لأي تصريح قد صرح من بعد محاولة الانقلاب .

لأن تصريحاتهم كانت في صباح 16 تموز أي بعد أن فشلت محاولة الانقلاب وكان قد علم من انتصر ومن خسر ومن ربح المعركة.

بل يجب علينا النظر إلى ردة الفعل الأولى منهم . وفي 15 من تموز في الليل عندما كان الانقلاب يحدث ولم تكن نتائجه بعد واضحة كانت التصريحات التي تأتي من أميركا لا يقال بها أنه يجب على من يريد الإطاحة بالحكومة الشرعية التي اختارها الشعب أن يتوقفوا فوراً.

ولو انها فعلت مثل ما فعلت قبل 19 عاماً في 13 حزيران عام 1997 عندما بقيت أضواء رئاسة الأركان مشتعلة حتى الصباح فصرحت وزارة الخارجية الأميركية وبشكل واضح :نحن لا نريد هذا الانقلاب” فلو فعلت نفس الشيء في ليلة 15 تموز هل كنا سنسأل هذا السؤال هل اميركا تدعم الانقلاب ؟

كانت اميركا متحمسة لأن يصبح انقلاب في تركيا كالذي صار في مصر ، إن الانقلاب الذي قاده السيسي في مصر قبل ثلاث سنوات هو مثال جيد عن موقف السياسة الأميركية من محاولة الانقلاب التي حدثت في تركيا .

فعندما نجح الانقلاب في مصر بقيت سياسة أوباما غير واضحة تجاهه ولكن الذي نفهمه من موقفه أنها “كانت جيدة” بالنسبة له . وإذا أردت أن أكتب موقفه بشكل واضح أكثر فإن أميركا قامت بالتحضير والدعم من أجل حدوث الانقلاب في مصر.

والذي اعترف بهذا هو محمد البرادعي الحائز على جائزة نوبل والرئيس السابق للوكالة الذرية الذي كان متفق مع الانقلابيين في تلك الفترة ومن ثم اختلف معهم فترك البلد وطلب اللجوء في النمسا .

فقد قام البرادعي بالنشر في صحيفة نيويورك تايمز عن التطمينات التي حصلوا عليها من أجل نجاح الانقلاب و كيف تم التخطيط للانقلاب في مصر كل هذا شرحه بالتفصيل .

والذي صرح عنه البرادعي عندها “لقد قمنا بالتخطيط لهذا الانقلاب نحن وأصدقائنا الأمريكيين ” ، وحتى إن الساسة الأمريكيين لم يقولوا عن الانقلاب في مصر أنه انقلاب

وقد برروا لنفسهم هذا عن طريق أسباب غريبة مثل ” أننا إذا اعترفنا أن ما حدث كان انقلاب فإننا مضطرون لإلغاء جميع الاتفاقيات العسكرية المشتركة “.

وبتخيلي أنه لو نجح الانقلاب في ليلة 15 تموز فإن الموقف الأميركي سيكون بالضبط يشبه موقفها من الانقلاب في مصر .

والآن وبعد فشل محاولة الانقلاب فإن أكثر سؤال يثير فضول من في الخارج والمستثمرين الأجانب في تركيا خاصة هو كيف ستكون العلاقات بين تركيا وأميركا ؟

وبالحال سأقول أنه ليس هنالك عند أنقرة أمل بتغيير سياسة المواقف الزلقة التي تتبعها سياسة أوباما وبالأخص في فترته الثانية تجاه تركيا .

وليس لديها أي حل سوى انتظار الانتخابات التي ستعقد في شهر تشرين الثاني.

المصدر : صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى